|




عدنان جستنية
فتيحي والخطاب الأخلاقي
2009-07-22
فيتمكن عضو الشرف الاتحادي ورجل الأعمال المعروف أحمد فتيحي عبر موقف (أخلاقي) رفيع المستوى نابع من شخصيته وأدوار متعددة في أكثر من اتجاه مارسها بروح (أبوية) لولاها لم يسدل الستار على القضية التي كانت في الأيام الماضية الشغل الشاغل للوسطين الرياضي والإعلامي والمتعلقة باللاعب والنجم الكبير محمد نور مع ناديه الاتحاد.
ـ نجح هذا الرجل (العصامي) في احتواء المشكلة برؤية ذات عمق إنساني قدم من خلالها صورة مشرفة جدا لعلاقة الإنسان بمجتمعه ليصبح عضوا فاعلا ومؤثرا فيه بـ(أخلاقيات) الكلمة القادرة على التأثير وصنع أجواء (المحبة) التي تقرب ولا تفرق وتسمو بالرياضة للمرتبة العالية والمنزلة الراقية اللائقة بها والتي جعلت منها مكانا للإبداع والمنافسة الشريفة.
ـ كان حضوره الإعلامي مكثفاً في أكثر من وسيلة وقناة ليس حباً في الظهور فهو في (غنى) تام عن ذلك بقدر ما أن إنسانيته هي التي فرضت هذا التواجد لغاية نبيلة وفق واقع مؤلم (هز) مشاعره وهو يستمع لمعاناة اللاعب على مدى ساعتين ونصف وعبر حقائق ألم بكافة تفاصيلها الدقيقة مفضلا (الصمت) عن ذكرها ليستثمر هذه الحالة في سبيل أداء رسالة تهتم بالفكر (الأخلاقي) كسلوك في المقام الأول حرص في أكثر من مداخلة تلفزيونية وتصريح صحفي الترويج له وترسيخه كمبدأ أساسي في أسلوب التعامل والعلاقة التي تربط المجتمع الرياضي ببعضه البعض في منظومة متكاملة ذات شكل ومظهر (حضاري) حتى تكون لـ(الأنظمة والقوانين) قيمة حيوية مؤثرة يأتي (التفاعل) في منهجية الالتزام بتطبيقها عن (قناعة) بممارسة حقيقية لا تفرض بالإكراه والقوة والتعدي على (كرامة) الإنسان عبر نفوذ شخصي فيه من الأنفة والكبرياء والانحطاط.
ـ خطاب إعلامي جديد ومختلف يقودنا إليه (حكيم) الاتحاد وكأنه يريد من الاتحاديين وغيرهم من منسوبي المجتمع الرياضي والإعلامي الإجابة على السؤال الأهم وهو (ما فائدة النظام والقانون إذا غابت الأخلاق في أسلوب التعامل وطريقة التطبيق) ؟!
ـ تحية من الأعماق لهذه الشخصية الفذة التي سجلت بحضورها في الساحة الرياضية في فترة زمنية قصيرة جدا نموذجا رائعا يدعونا إلى الافتخار والتمسك بها، وكم نحن في حاجة إلى هذه النماذج المضيئة بسمو أخلاقها وعلو الفكر الذي تحاول تأصيله ونشره .