|




عدنان جستنية
خليه يروح في ستين داهية
2009-07-19
زمان كان الأب الذي يلاحظ على ابنه صفات (التمرد) عبر محاولة (الهروب) من البيت بالضغط على والديه بتحقيق مطالبه والاستجابة لأهوائه محطما أنظمة الأسرة، فيقول لوالدته الرافضة لخروج ابنها (خليه يروح في ستين داهية).
ـ مرت على ذاكرتي هذه المقولة التي كنا نسمعها في المسلسلات التلفزيونية عبر واقع مجتمع ورث هذا النوع من التربية (دقة قديمة) وأنا أتابع قضية اللاعب الاتحادي الكبير (محمد نور)، الذي رفض الالتحاق بمعسكر أسبانبا لأسباب كثرت الأقاويل والإشاعات حول مدى صحتها، إلا أنها في جميع الأحوال أعطت انطباعا بأن اللاعب يرغب في فرض كلمته على النادي بأسلوب (لوي الذراع).
ـ طبعا ردة الفعل لهذا التصرف من قبل الجماهير الاتحادية من الممكن أن تخضع لعاطفة تلك الأم الحنونة عبر التوسل لإدارة النادي بالامتثال لمطالب اللاعب لكيلا يغادر البيت الاتحادي وحتى لا تمارس معه نفس سلوك ذلك الأب الذي قال (خليه يروح في ستين داهية)
ـ في تقييمنا لكلا الموقفين من ناحية سلوكية في أسلوب التعامل مع حالة اللاعب نجد أن المعالجة يجب أن تكون (مختلفة) تماما وفق (أنظمة) تطبقها إدارة النادي بعيدا عن سياسة (طبطب وليس وبكرة يطلع كويس) وبالذات إذا وجدت أن اللاعب تحجج بـ (أعذار) واهية كسبا للوقت ليتأخر عن زملائه، فلا ترحمه في معاقبته نظاميا.
ـ أما إذا رأت أنه (محق) في أقواله والظروف التي كانت سببا في عدم سفره فينبغي على إدارة (المرزوق) أن تحتوي اللاعب وترد له اعتباره خاصة فيما يتعلق بالحملة الشرسة التي ما زال يتعرض لها والتي سبق له أن حذر من عواقبها عقب مباراة الاتحاد والشباب، وتحديدا من عضو الشرف الذي كان يرغب في بيع عقده لو بالعرض الهلالي.
ـ إن إدارة المرزوقي تضع نفسها في الاختبار الأول، فإما (إدانة) اللاعب أو إصدار بيان تجاه كل من كان السبب في هذه (الشوشرة) وأساءوا للاعب وناديه حتى لو استخدمت أسلوب التربية القديمة وقالت له (روح في ستين داهية) وكذلك (تبرئة) محمد نور من كل ما نسب إليه من اتهامات مهما كان مصدرها ومن قائلها (كائنا من كان).
ـ في كلتا الحالتين عندما تحدد الإدارة (المخطئ) تكون قد حققت نجاحا باهرا يمنح اللاعبين وجماهير الاتحاد الاطمئنان والأمان، بما يؤكد على أنها إدارة واعية بمسؤولياتها وهمها الأول والأخير حفظ حقوق النادي.