|




عدنان جستنية
إنه زمن (أوباما)
2009-06-28
أليس من غرائب هذا الزمن ومفاجآته بكل ما فيه من (تناقضات) أن تأتي وفاة أشهر مغنٍ في أمريكا وفي العالم (الأسطورة) الموسيقية (مايكل جاكسون) في نفس العام الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الرجل الأسود (أوباما)، وكأن هذا المغني الذي كان يعاني من (عقدة) لون بشرته لدرجة أنه تخلص منها بعملية جراحية قد مات (قهرا) بعدما خسر معركته وهو يشاهد متغيرات جذرية في بلاده لم يكن يحلم بها أو يتوقع حدوثها يوما، وقد أصبحت (حقيقة) رآها بأم عينيه.
ـ وأليس من عجائب هذا العصر ومفارقاته المذهلة أن تلعب (المصادفة) وحدها دورا في أن يأتي موعد ومكان إقامة بطولة القارات ثم بطولة كأس العالم في الوقت الذي تقدم الدولة العظمى الأولى (إثباتا) عمليا في محاربتها للعنصرية، وكأن هناك (اتفاقا) على اختيار (جنوب إفريقيا) البلد الذي كافح رئيسه السابق ورمزه الأول (نيلسون مانديلا) العنصرية (نموذجا) لـ(معادلة) لها أهدافها الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بغية إيصال (رسالة) لبني البشر على مختلف ألوانهم وأجناسهم ودياناتهم، تؤكد لهم أن العالم (تغير)، واستخدموا الرياضة وتحديدا اللعبة الشعبية الأولى في العالم كوسيلة (مؤثرة) لإيصال هذه الرسالة.
ـ لا تستغربوا ولا تستعجبوا من حدوث هذه (المتغيرات) ولا تصدقوا أنها جاءت بمحض (الصدفة) دون ترتيب محدد لتوقيتها وتخطيط في اختيار أماكنها، مع عدم إنكاري أن للحكمة الإلهية دورها في هذه التقلبات الغربية، مع أنه لا شك إطلاقا بأن الإرادة البشرية هي التي شكلت هذه العالم (الجديد) وصنعت هذه الأحداث المتطابقة في أشكالها وألوانها وأزمنتها تحقيقا للأهداف الأربعة التي ذكرتها آنفا.
ـ بقي اليوم الحدث الذي لا يصدق حصوله من خلال نهائي كأس (القارات)، فإن كانت أمريكا قد وصلت للمباراة النهائية لتواجه الدول العظمى الأولى كرويا فإن فوزها وتحقيقها للقب البطولة يضعنا أمام معادلة أخرى لها ارتباطها بالصدمة التي (ذبحت) صدر (مايكل جاكسون) ومع فريق أمريكي الغالبية العظمى للاعبيه من ذوي البشرة البيضاء.. فهل تحدث المفاجأة (الصاعقة) وتنجح أمريكا أيضا في تغيير العالم (كرويا) لمرحلة (زعامة) كانت وما تزال (تخطط لها)؟!