|




عدنان جستنية
نور من لحم ودم
2009-05-03
لا يمكن للاعب مثل محمد نور الذي وصل في هذا الموسم مع فريقه ومع منتخب بلاده لنجومية خارقة جدا أن يضحي بهذه المكانة العالية والشعبية المفرطة على مستوى الجماهير السعودية عامة وليس الاتحادية فحسب خاصة عقب المستويات (المذهلة) جدا التي قدمها هذا الموسم، حيث ساهم بشكل كبير في اقتراب تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم وتحقيق ناديه أول بطولة لدوري المحترفين السعودي.
ـ أقول من المستحيل أن يتنازل (معالي الوزير) عن عرش النجومية والمحبة التي حصل عليها بمنتهى السهولة، إلا أن يكون هناك عارض صحي أو بدني كان سببا رئيسيا في عدم ظهوره بالمستوى المأمول منه، وهو النجم الذي كسر بقيمة العقد الذي وقعه مع ناديه كل الأرقام، ولهذا ينبغي أن لا نلومه إذا شاهدناه في المباريات الأربع أو الخمس الأخيرة بصورة مغايرة عن محمد نور الذي نعرفه.
ـ ماذا تتوقعون من لاعب اشترك في أربع بطولات مع ناديه وساهم بجهد واضح مع زملائه في خدمة منتخب بلاده في التصفيات النهائية لكأس العالم وتعرض لإصابة حساسة جدا منعته من اللعب فترة، إضافة إلى فقدانه أقرب الأقرباء إلى نفسه (شقيقته)، وهو الرجل المسؤول عن عائلة كبيرة حيث يرعى كبيرها وصغيرها وأبناء أحياء أخرى من الضعفاء والمساكين يمنحهم اهتمامه، ناهيكم عن رحلة مكوكية يقوم بها يوميا من مكة لجدة ذهابا وإيابا لحضور التدريبات اليومية.
ـ إنه إرهاق نفسي وبدني يدعونا لأن نلتمس لـ (القوة العاشرة) العذر وكل العذر، فهو إنسان (من لحم ودم) وليس ماكينة، فإن لم يقدم ما يرضي جماهيره فكما يقول المثل (خيره سابق)، فله رصيد كبير من العطاء وما أكثر الأيام التي أسعد فيها هذه الجماهير، وفي ذلك ما يشفع له حتى لو لعب (على الواقف).
ـ هذه المرة يا ساده لا بد أن ندرك أن (المزاجية) ليس لها أي دور في انخفاض مستواه، فهو يلعب (منهكا) بدنيا ونفسيا وأحيانا صحيا وبدرجة حرارة مرتفعة، إلا أنه يضحي من أجل الكيان الاتحادي في (صمت).
بالمختصر المفيد أقول لمفتاح جدة.. لا عليك، فكما كنا في يوم من الأيام ننتقدك لحب أنت فرضته على من يعشقون (المتعة) و(الإبداع)، خذ راحتك ولا لوم عليك، فوجودك مع (النمور) له قيمته (المعنوية) كقائد لا يستهان به.. وهذا يكفي يا ابن مكة الوفي البار.