|


عدنان جستنية
ذ و ق و ا (!)
2009-04-14
عندما بحثت في قاموس لغتنا العربية الجامعة لكل المعاني عن معنى كلمة واحدة فيها من الشمولية الكافية التي تعبر عن مشهد إعلامي رياضي عشت من خلال مجموعة (دروس) قدمها لنا في هذا الموسم عبر أحداثه المتناقضة وحروفه الملتهبة كذبا وصدقا مزدوجا أجمل وأحلى (فرحة) في حياتي الصحفية تحكي قصة أولئك الذين (تحسسوا) ألما نتيجة قرار واحد رفضوه بسبب (قميص) ارتمى أرضا والذي لا يقارن بكم هائل من الآلام المريرة التي مرت على غيرهم مرات ومرات، فلم أجد في معجم لغة (الضاد) كلمة نالت إعجابي سوى (ذوقوا)، فهي الأسهل والأفضل لإيصال المعنى الذي أريد إيصاله عبر هذه السطور.
توقفت طويلا عند هذه الكلمة والحيرة تضرب رأسي حول الأسلوب الأنسب في طريقة كتابتها فاحترت بين تهجئتها حرفاً حرفاً كما كتبتها عنوانا أم أضعها على الورق (مشبوكة) دون أن أقحم (سطوتي) وأمارس نفوذ قلمي في (تفرقة) ليس أنا من بدأها أو اخترعها وإن امتنعت عن طرحها وكتابتها في وقتها.
تأملت (ذ و ق و ا) بحروفها الخمسة كأنها جزء من علاقة صداقة متينة ارتبطت بها، وكنت أبحث عنها من زمان فوجدتها في لحظة وأنا أراها تحتضن كل كلمات القهر والظلم، فاستعجبت لمنظر الفرح كيف يمكن أن يعانق الحزن وينسى الأسى عبر قبلات (محبة) وهدايا معبرة لأجسام تتلاحم من خلال (قميص) تبادلوا في ألوانه وأشكاله المضمون الحقيقي للروح الرياضية، إلا أن دهشتي لم تدم طويلا لذلك المنظر (الرياضي) لسلوك أخلاقي وذلك (الإحساس) هو الذي كون وجود تلك الكلمة بما فيها من مشاعر صادقة لمحتها في تنافرها وتلاحمها.
لم أكن يوما (شامتا) ولن أكون بقدر ما أنني أرى أن صحوة الضمير تحتاج في كثير من الأحيان إلى (صدمة) قوية تستفز القلوب القاسية لتستثمر جيدا مراجعة النفس لأخطائها وعنفوانها وجبروتها لعلها (تتعظ) وتستفيد من دروس الحياة و(آهات) حرقت صدور(ذاقت) كل أصناف الإحباط.
اسمحوا لي إن طالبت من لهم علاقة بالصورة التي تناقلتها جميع القنوات الفضائية بإعادة تلك الصورة الرائعة التي جاءت عقب نهاية مباراة نهائي سعودي، فكم كانت (غائبة) عن ملاعبنا ولا نشاهدها إلا في الدوري الأوروبي والبطولات العالمية، حيث كان مشهد اختلاط اللونين (الأزرق والأصفر) معبرا سواء في أرض الملعب أو على منصة التتويج.
أليس من حقي عقب المناظر الجميلة والمفيدة والمشاهد (الممتعة) بما فيها من (دروس وعبر) أن أدعوكم إلى حفلة شعارها (التذوق) وأقولكم بالعامية (ذ و ق وا) فلعلكم تصلوا لنفس مشاعري، وغاية ما أريدكم أن تفهموه، ولأقدم خالص الشكر لمن كان صاحب تلك المبادرة اتحاديا كان أم هلاليا.