|


عدنان جستنية
الجوهر والقرار الحكيم
2009-03-31
في خضم فرحة الشعب السعودي بالانتصار الثمين الذي حققه منتخبنا الوطني على المنتخب الإيراني وبالمستوى الفني والعرض الرائع الذي قدمه نور وزملاؤه في مواجهة أعادت للكرة السعودية (هيبتها) و أمل التأهل لنهائيات كأس العالم يجب ألا ننسى مدربنا الوطني (ناصر الجوهر) الذي وإن اختلفنا كإعلام وجماهير حول إمكاناته وفكره التدريبي فإن إنكار الذات الذي تمتع به عند اتخاذه القرار (الحكيم) بتقديم استقالته يدعونا إلى الإشادة به والثناء عليه و بـ(حنكة) نغبطه عليها.
ـ تصوروا معي لو ظل متمسكا برأيه ومعاندا بإصراره على موقفه وقناعات تؤكد لنا قدرته على إجراء التغيير وكسب المباريات المتبقية للأخضر وتعويض الثماني نقاط المهدورة ثم خسر في ملعب الحرية بإيران ولم نشعر كجمهور وإعلام رياضي بفرحة يوم السبت الماضي فكيف سيكون حاله ووضعه وموقفه، أغلب ظني أنها لن تقل عن انتكاسة (ثمانية) ألمانيا ولكن هذه المرة حتما بالضربة القاضية وفضيحة بجلاجل كفيلة بإنهاء تاريخه الرياضي.
ـ ولهذا والحق يقال إن ناصر الجوهر وجد نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما وكلاهما مر أصعبهما وقوفه في وجه الإعلام وألا يستجيب للآراء التي أصبحت تطالب بإقالته بعدما ساندته في فترة سابقة ثم انتقدته بتوضيح أخطائه وعيوبه فأدرك بعد الخسارة من كوريا الشمالية بأنه لو استمر سيعرض نفسه إلى (مشنقة) الإعلام ونهاية مؤلمة له فأعلن استسلامه لـ(الحقيقة) ولا غير الحقيقة حيث قدم استقالته (مشكورا) على خدماته وتحمله لمسؤولية ثقيلة على حساب (صحته) ولقرار حكيم اتخذه رأينا إيجابياته الأولية بقرار الاختيار المناسب للمدرب (بسيرو) ونقلة نوعية أبرزت لمساته وبصماته في أول مباراة له.
ـ ومن هذا المنطلق فإنني أشدد على أن أهم قرار (حكيم) اتخذه ناصر الجوهر في حياته وهو قرار تقديم استقالته والدال على (حنكته) حيث ساهم في إبعاد الحرج عن القيادة الرياضية التي لم تقصر إطلاقا في (دعمه) بشكل واضح للجميع وبالذات من إدارة المنتخب مع أنه كان بمقدورها تنحيته خاصة وأن الأمير سلطان بن فهد كان قد ألمح في حديث فضائي عقب خسارتنا من كوريا الجنوبية على نية إيجاد التغيير للجهاز الفني إلا أنها قدرت جهوده وتضحياته برؤية تحمل في معانيها عمقا إنسانيا وأدبيا لا مثيل له.