|


عدنان جستنية
الفوز على الاتحاد بطولة
2009-01-27
لم تكن الفرحة الكبيرة التي شاهدتها في تعابير وجوه الأهلاويين وأحاديثهم عقب فوزهم على الفريق الاتحادي بمستغربة لي إطلاقا وحتى الأقلام التابعة والتي سارت في نفس السياق لم أفاجأ باحتفالية حروفهم وكأن (الراقي) حقق بطولة.
ـ لهذا لا أدري لماذا البعض من الجماهير الرياضية أبدوا دهشتهم من هذا الموقف الذي لم يتوقعوا حدوثه بسبب مباراة واحدة مع العلم بأن التاريخ يرصد في سجلاته أن الأهلي على مدى خمس سنوات لم يتمكن من الفوز على الاتحاد في منافسات الدوري وأنه في هذا الموسم انتصر عليه ثلاث مرات على التوالي .
ـ من حق الأهلاويين أن يحتفلوا ويزغردوا و يقيموا الليالي الملاح ويوزعوا الصدقات بعد سنوات من (الحرمان) على اعتبار أن الفوز على (العميد) أصبح عند معظم الأندية وليس الأهلي فحسب يمثل طموحا غاليا ويعد بمثابة بطولة لوحدها حتى وإن كانت المباراة لا تعني لفريقهم شيئا ولكن مكانة (النمور) وشعبيتهم هي التي فرضت هذه الهيبة وذلك التقدير الذي يحظى به.
ـ نعم يجب أن تكون النظرة (إيجابية) في ردة الفعل لهزيمة ناد كبير بحجم نادي الاتحاد ثم ينبغي أن ندرك أن الأهلاويين بعدما فقد فريقهم أمل المنافسة على بطولة الدوري فإن طموحاتهم تحفزهم حاليا على أن يكون لهم حضور قوي في البطولة الآسيوية ضمن أربعة فرق يتم اختيارهم للمشاركة إضافة إلى أهمية مراكز في جدول ترتيب الدوري تتطلب منهم بلوغها أملا في أن يصبح لـ(التماسيح) شأن في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.
ـ كما أن التاريخ يقول على مدى السنوات الأخيرة أن الهزيمة (اليتيمة) عادة ما تكون فأل خير على الاتحاديين و(لقاحا) كثيرا ما ساهم في تحقيقهم البطولة ولهذا فإن الفرحة الأهلاوية التي أدت إلى بكاء أحد الإداريين في مشهد تراجيدي وعيناه تذرفان الدمع أراها (طبيعية) جدا لفريق بات خارج المنافسة وعادت له الروح.
ـ ولكي يستوعب المتلقي كلامي هذا جيدا ، أود أن أسأل ماذا لو أن المباراة انتهت بفوز الاتحاد بنفس النتيجة وبتحكيم احتسب ضربة جزاء غير صحيحة للاتحاد مثل ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم البلجيكي على رضا تكر الذي لمس الكرة ولم يلمس قدم اللاعب أو يعيقه عن إحراز هدف ناهيكم عن عدم احتساب ضربة جزاء صحيحة لعماد متعب.. ترى كيف ستكون ردود الفعل عند الأهلاويين .. وهل ستكون بنفس الحالة والصورة التي ظهر بها الاتحاديون عقب نهاية المباراة والروح الرياضية بتقبلهم الهزيمة ؟.
ـ من خلال هذه (المقارنة) البسيطة يتجلى أمامنا واقع الفرق بين الناديين على مستوى المنافسة الكروية بينهما.. وهذا هو بيت القصيد ومن جديد (مبروك يا أهلي).