|




عدنان جستنية
وأخيراً.. البطولة
2009-01-18
الحقيقة في بطولة (خليجي 19) كانت لها من الأيام الأولى لانطلاقتها وحتى يومها الأخير وجهان لا ثالث لهما، وإن ذهب بعضهم إلى أساليب المناورة والإثارة ولعب على عامل الوتر النفسي ولكن في نهاية المطاف ظهرت الحقيقة بوجه واحد حيث انتصرت للكرة الـ(عُمانية).
ـ مساء أمس وإلى ما بعد انتهاء أجواء مواجهة البطلين السعودي والعُماني وحتى الصباح لا أظن أن أي أحد من جماهير المنتخبين كان غير راضٍ عن نتيجة تدخل الحظ في حسمها وعن معادلة فرح مشتركة لذهاب البطولة لمن يستحقها في مباراة كانت هي الفاصل لنهاية لابد أن تأتي لمصلحة المنتخب الأفضل في هذه الدورة .
ـ على مستوى معظم الدورات السابقة كانت عاطفة الوطنية عادة ما تكون هي الطاغية على مشاعرنا وآرائنا إذ تضعنا جميعاً في دائرة (التعصب) فلا نقبل بمنطق الكرة وجوانب فنية هي التي من المفترض أن نميل إليها وننجذب نحوها حيث نبدي غضبنا وثورة من الاحتجاج لأن البطل كان خارج حسابات أمنياتنا أو أن الحكم قدمها هدية لغيرنا .
ـ لأول مرة كنا نصـفق للعدالة التي أنصفت المنتخب (الأميز) ولم نقل المنتخب الفلاني وهنا يجب أن نشعر بسعادة أكثر لأن مستوى الوعي للتنافس الرياضي وفهمنا للكرة بدأ يأخذ منحنى أفضل يدل أن الكرة الخليجية تسير في الطريق السليم وتطور تجاوز الأقدام إلى عقول اهتمت بمنطق كرة أصبحت في عصرنا الحاضر علماً بعدما كنا ننظر لها بأنها فن ونوع من أنواع اللهو .
ـ حتى قلمي هو الآخر تخطى لغة (الصراخ) ولحظات انفعال لتفرح الكلمة بالرقم (13) وكرة جميلة قدمها (المنتخب العُماني) واستحق على إثرها الفوز الأول له على الأخضر بركلات الترجيح والبطولة الأولى في مسيرة تاريخه الكروي.
ـ ما أجملها من مباراة كانت السيطرة عُمانية بينما الروعة كانت سعودية من خلال دفاع قوي صلب بقيادة المرشدي (ماجد) ويقظة أسامة هوساوي وفدائية السهيل ومثالية الزوري حيث قدم هذا الرباعي نفسه في هذه البطولة كنموذج يطمئن بأن الكرة السعودية ما زالت ولادة ولا خوف عليها.
ـ تهنئة من الأعماق للمنتخب (البطل) بعدما كسب التحدي من أمام أقوى منتخب خليجي وحلماً حققه أخيراً وقد عانده (الحظ) مرتين متتاليتين ولن أقول لناصر الجوهر (هارد لك) أو حظاً أوفر إنما أبارك له نجاحاً كبيراً يضاف لنجاحاته السابقة وللكرة السعودية بقيادة أمير الرياضة والشباب الأمير سلطان بن فهد وجهود لاعبين كانوا على قدر المسؤولية شرفوا وطنهم في هذا المحفل الخليجي ورفعوا الرأس على الرغم من الخسارة.