|




عدنان جستنية
آه من العيون السود
2009-01-12
من حق كل من شاهد (الأخضر) السعودي والفوز الكبير والثمين الذي حققه مساء أمس على المنتخب الشقيق الإماراتي وقوامه ثلاثة أهداف نظيفة أن يحتفي في المقام الأول بتفوق (أبو العيون السود) مدربنا الوطني (ناصر الجوهر) على المدرب الفرنسي (أبو العيون الزرق) دومينيك في مباراة يمكن وصفها بأنها مباراة (مدربين) من الطراز الأول حيث كسبها مستوى ونتيجة.
ـ إن التفوق الذي ظهر من خلال أداء اللاعبين وعطائهم عبر قدرة مدرب نجح باقتدار شديد في توظيف إمكاناتهم وكذلك نهج تكتيكاً ذكياً جداً في أسلوب التعامل مع ظروف المباراة والفريق المنافس لا يمثل في واقع الأمر انتصاراً للجوهر فقط على المدرب الأجنبي إنما أيضاً على كل من كان غير مقتنع بإمكانات وقدرات (مزمار الحي).
ـ إنه اعتراف صريح يدعو كل من اختلف في تقييمه ونقده وأبدى بين حين وآخر عن عدم رضاه إلى رفع القبعة والطربوش والعقال الخليجي تقديراً لجهود وفكر مدرب ظُلم وعلى الرغم من كل من واجهه من آراء نقدية لاذعة كان من الممكن أن تسبب له إحباطاً إلا أن ثقته بنفسه والدعم الكبير الذي وجده من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل لعبت دوراً في إبقائه اسماً لامعاً في سماء الكرة السعودية.
ـ عقب احتفالية (الكلمة) بالفارس الذي ينسب له هذا الفوز وتأهل فريقه للدور الثاني في بطولة دورة الخليج (19) لابد من الإشادة أيضاً بنجوم هذا اللقاء الذين كانوا على قدر المسؤولية بعدما ترجموا تعليمات المدرب في الشوط الثاني مستفيدين من أخطاء الشوط الأول مؤكدين في الوقت نفسه بأنهم الحلقة (الأصعب) في هذه البطولة.
ـ حتى (القناص) ياسر القحطاني كان له دور مميز في هذه المواجهة من خلال نجومية برزت في حيويته ومساهمته الواضحة في هذا التفوق عبر هدف أحرزه وآخر صنعه لينال حظه من التكريم في يوم لا يُنسى يستحق التقدير بعدما سلطت عليه سياط النقد من كل صوب بسبب انخفاض مستواه نتيجة عدم جاهزيته فجاء رده بلغة الكبار في الوقت المناسب.
ـ هذه الاحتفالية التي ربما يرى بعضهم أن فيها شيئاً من المبالغة لا تعني بأي حالٍ من الأحوال أن البطولة ضمنها المنتخب السعودي، فالمنتخب الكويتي يملك فريقاً (شاباً) لا يمكن الاستهانة به على الرغم من كل وسائل (التخدير) التي يستخدمها (المحنك) الشيخ أحمد الفهد لكن (على مين!!)، فالسعودي لديه مناعة من مثل هذه الأساليب وسيقول كلمته على أرض الملعب.
ـ أخيراً .. بقي أن أهنئ المنتخب القطري على تأهله للدوري الثاني بفوز باهت وإن أسعفه الحظ وصافرة حكم على الفوز على المنتخب اليمني إلا أن المنتخب العُماني (غير) بصرف النظر عن قدرات مدربه ولاعبيه، فالمباراة والبطولة تُقام على أرضه وبين جماهيره ولن يقبل بتدخل أطراف أخرى تحرمه من اللقب.