|


عدنان جستنية
عندما (غضب) الأمير
2008-11-09
اللحظات (الصادقة) وحدها لا سواها هي القادرة على كشف (الحقيقة) بكل مظاهرها الجميلة والقبيحة الحسنة والسيئة والمعبّرة جيداً عن حالة أو موقف أو مشهد يدعوك أو يدفعك إلى التأثر به وبالتالي (التفاعل) معه أيضاً بإحساس (صادق) في لحظته وفي أسلوب التعامل معه .
ـ عندما غضب الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال عقب نهاية مباراة فريقه أمام الوحدة كان في واقع الأمر يعبّر عن معاناة حقيقية لرؤساء أندية مروا بالحالة والموقف نفسهما وإن (غاب) المشهد غير (الحضاري) الذي رأيناه عبر تلك الصورة الناطقة.
ـ من حسن الطالع والحظ أن الرجل الأول المسؤول عن الرياضة السعودية كان عيناً شاهداً على ذلك المنظر (المأساوي) حيث تابع تفاصيله عن طريق التلفاز وكاميرات قدمت له لقطات دعمت بقوة غضب الأمير والتي بدورها نقلت عدوى تلك المشاعر الغاضبة إليه شخصياً ـ حفظه الله ـ ذخراً للرياضة وأبنائها وشبابها.
ـ أمير الرياضة والشباب الأمير سلطان بن فهد لم يتوانَ لحظة واحدة ليصدر قراراً نقلته قناة (ART) الرياضية هو بمثابة موقف يسجل عدم رضا لتلك المعاملة لشخصيات رياضية (متطوعة) تضحي بمالها ووقتها وجهدها لخدمة الأندية ومن ثم (إزالة) تلك المعاناة بالسماح لرؤساء الأندية بدخول الملعب عقب نهاية المباراة مباشرة.
ـ ما من شك أن هذه اللفتة الحانية قد لاقت استحساناً من الجميع وثناءً وشكراً (عميقاً) لسلطان الرياضة والشباب إلا أنني أرى أن ذلك التعاطف ما كان ليحدث لولا كلمة (العتاب) التي وجهها عبد الرحمن بن مساعد وأطلقها بعفوية إنسان وبروح شاعر وبلغة مهذبة جداً التزمت بأدب النقد دون أن تسيئ لأحد بقدر ما إنها وضعت المسؤول في الصورة وحددت له أصل المشكلة.
ـ وأنا أتأمل ذلك (المشهد) التراجيدي ثم ما جاء من بعده من تبعات (تصحيحية) لا أخفيكم إذا قلت إنني تمنيت من أعماق قلبي أن يتكرر (غضب) الأمير عبدالرحمن بن مساعد تجاه سلبيات كثيرة تحتاج إلى من يعبر عنها بمنتهى الصدق وإلى من (يساعد) على تصحيحها ووضع حد نهائي لها.
ـ إنني على يقين بأن مديري مكاتب رعاية الشباب والمسؤولين عن الملاعب الرياضية لو (أحسنوا) التعامل مع التعليمات الموجهة لهم برؤية تنقل للأمير حقيقة الأمر بواقع يجب تغييره أو تعديله لما وصلنا إلى مرحلة (الغضب) التي شهدنا ولمسنا ردود أفعالها.
ـ لقد عشت بأم عيني لحظات معاناة العديد من مراسلي الصحف مع زحمة جماهير المنصة ومسؤولي الأندية يقفون كلهم خلف باب (شباك) يحرسه رجل أمن ومنظر مؤلم عندما تتدافق تلك الحشود المنتظرة مع قرب وأثناء فتح الباب في مشهد لحالة لا تخلو من التعرض لإصابات تلامس الأعناق والأقدام و(شتائم) لا تعلم من أين مصدرها تنهال على ذلك الموظف (المسكين) والذي لا حول له ولا قوة بحكم أنه (مأمور) ينفذ التوجيهات والتعليمات بكل علاتها ولكن لا أحد يفهم.
ـ أتمنى من أميرنا (الشاعر) أن تسمح له الظروف وتتاح له الفرصة ليعيش معاناة الصحفيين لتأتي ساعة (مباركة) أخرى تساهم في لحظات صادقة لنقل مباشر لأسلوب المعاملة التي تواجه مراسلي الصحف أثناء تأدية عملهم وأعذار (الربع) ساعة ولربما (يساعدهم) ويجد الأذن الصاغية التي تخفف من واقع مرير لم يتغير في ملاعبنا على الرغم من أن سعادة الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل عبدالهادي يعلم به.