|


عدنان جستنية
عيدكم غير عيدنا
2008-09-30
عيدكم غير عيدنا، عبارة أتذكر في يوم من الأيام وعيد من الأعياد أني سمعتها مرت علي في لحظة فرح غامرة وأنا أشعر بالسعادة قد احتوتني في كل مكان في جسدي وحواسي عبر ابتسامة بريئة جدا أطلقتها واستقبلتها في آن واحد ومصافحة من القلب وقبلات وردة تحتضن عبق عطر (الليمون) يملأ جزءا من يدي ورائحته في ثيابي وأشمه في كل بيت نزور أهله للمعايدة وأكل الحلوى والاستمتاع أكثر بعيدية العيد.
ـ عيدكم غير عيدنا جملة بسيطة عبرت في ساعة النطق بها عن معان لم ألق لها في ذلك الوقت بالا أو أستوعب مقاصد قائلها كان الطرح في شكله مقارنة بين الماضي والحاضر، وحسرة وألما على ذلك الأمس الذي لن يعود بكل مظاهر اختلفت بين وعبر جيلين برؤية اختزنت مشاعر غير معروفة لجيل يتفاخر وجيل يعيش يومه ولا يدري ماذا يخبئ له القدر لغد ينتظره بإشراقة شمس وضوء قمر.
ـ لم يخطر في ذهني بأي حال من الأحوال وأنا منغمس في أجواء البهجة بركوب (المداريه) وسباق الدراجات ومشاركة أقراني من الأطفال ألعابهم أن الزمن سوف يدور بي ويضعني في موقف ذلك الأب أو العم أو الخال لأعيد وأكرر نفس العبارة على ابني الصغير وإن استخدمت صيغة التفضيل بتقديم عيدنا غير عيدكم وليس كما سمعتها أول مرة (عيدكم غير عيدنا) فمن وجهة نظري هناك فرق أيضا فالأولى خرجت عن حالة رفض لعيد بدأت ملامح الانقراض لعادات وتقاليد المجتمع فيه بينما أبرزت الثانية عن ذكرى حب عيد فيه لمسة وفاء وتباه بأيامه ولياليه الحلوة.
ـ وأنا في لحظات استقراء عمق التجربة واسترجاع كلمات تكشف فوارق عقارب الزمن قفز إلى رأسي سؤال ربما يكون (غبيا) لأن طرحه جاء متأخرا أو ربما أظن ذلك حيث كان من المفترض توجيهه في ذلك الوقت لمن كان غير راض عن عيد كنت فيه سعيدا جدا.
ـ ذلكم السؤال الذي استوقف لساني عندما حاولت تكرار نفس العبارة بكل ما فيها من صيغة تقديم وتأخير حيث عشت حالة حوار وحديث مع نفسي لأسأل مع كل أوجه الاختلاف في فرحة الاحتفال بالعيد بيني وبين ابني هل يا ترى سيكرر نفس عبارة (عيدكم غير عيدنا) لأبنائه؟
ـ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال المتعاقب مع تعاقب الأجيال ستظل مفتوحة لأن كل جيل له رؤيته الخاصة في تشكيل نوعية الفرح الذي يتمناه سواء قافزا عن طريق (برشوت) أو من فوق كوم بطحة تحولت إلى (زحليقة).
ـ تأملاتي بكل ما صاحبتها من شطحات (خيال) واسع قد تدعو البعض منكم بمطالبتي بالبحث عن ميكروسكوب للنظر تحت وفي أدنى القاع ليتمكن من رؤية أكثر شمولية لذلك الفقير واليتيم الذي يتمنى أن يفرح بالعيد بأي طريقة وبأي شكل حيث لا توجد فوارق آنية أو زمنية فذلك الفرح بالنسبة له لا موعد له.
ـ ختاما.. كل عام وبلدنا بخير وشعب هذا الوطن بخير ومليكنا المحبوب عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والأسرة المالكة بخير فالحمد لله على عيد مضى وعيدنا اليوم وعيدنا المقبل، نحمد الله على نعمة الفرح التي تسكن قلوبنا بمجيء العيد وبنشره في قلوب المساكين والمحتاجين.