|


علي الشريف
يا صديقي (تعال)
2016-09-01
ومما تلمسه في السنوات الأخيرة أن "جماهير" الأندية الكبيرة باتت أكثر "وعياً"، بل "ومحاماة " عن أنديتها، وبشكل " يفكر" أكثر، ويعين إدارات الأندية على أن " تنتبه "، فيما على صعيد "الترتيب" باتت أكثر انسيابية وأضحت "أدوار وتوزيع مهام"، وطبيعي أن يحدث ذلك طالما المشجع اختلف قياساً بصغر سنه وزيادة معرفته، وهذه ليس لها دراسة إلا قياس "متوسط عمر المشجع "، وأقصد بالضبط من يذهب للملعب ويتجه للنادي ويصادق اللاعب ويلاحق المدرب ويلتقط "سيلفي"، ولا تستطيع قياس درجة " ميوله أو تعصبه " لتردد بعدها "حكمك المطلق"، غير أني سرحت قبل كتابة هذا المقال في كيف كان مشجع الجيل السابق يعاني، فيما يملأ مدرجات الملعب ولو كانت المساحة آنذاك خصصت لأعداد ليست مهولة، أصبح الحالي يتناول الأشياء من أماكنها بشكل أبسط من حجز تذكرة إلى زيارة المتجر والتبضع، بل والاتصال المباشر مع إداريين ولاعبين ورؤساء أندية وفق حسابات التواصل الاجتماعي.
والذي طرأ أكثر أن يتحدث الجمهور بشفافية تذكر "بعد قليل" من الحدث فيما يغرد، وأيضا كونه بات يسأل عن كل شاردة وواردة ليجد الردود تأتي كالـ"هبات" من كل حدب وصوب، وهذا في حد ذاته لا يبقي المعلومة " معتّمة " أو ضبابية، فيما يلجأ أكثرية أيضا إلى سرد التاريخ لأن سهولة الحصول على المعلومة بدورها لم تعد تصعب أمر من يرد على ماذا، ولكنك تفرز بين هذا الكم المهول من المشجع أو المحب أو العاشق أو المنتمي بين " لغة عقل وأخرى"، وأسلوب حوار وآخر وبما يعكس بالضبط حالة "وعي ما" تقرر من خلالها أي الآراء أقرب للصواب.
وطالما تتحدث عن محب أو منتم أو عاطفي بهذه الدرجة يصعب عليك أن " تتخلص" من تلك الآراء المنحازة ولو كانت ذات حُجة ومنطق إلى آخر أمر من يستميل ماذا لفكرته، وطالما قلت بات الوعي أكثر فبالضرورة أن " تتناقض" وأنت تقرأ بعض التغريدات وقد المقالات التي لا تشكل الدرجة شبه القريبة من النضج، فالناضج كثير ولكن في المقابل قد ضده من لم يتجاوز "سن اللون " أو تلك العاطفة المنحازة الفجة التي تغفل حقوق أحد فيما يشير إلى مجد ناديه، ولكن هذا هو الجمهور، إنما لا أحاول أن تفلت مني فكرة المقال التي تصب في أن " ما انفتح " لا يجب أن يهرول تجاه " المغلق"، وفق آراء لا تواكب، وأنانية معها قد يغيب منطق عدل الأشياء.
تقول كيف؟ فيما تعلم أن جمهور نادي (س) ينعت نفسه بقوة التأثير، وآخر ضده يصنف نفسه في أكثرية الأعداد، وثالث يمتدح ذاته بكونه لا يكركب الأشياء بعده، ورابع يحضر ولو كان (خمسة)، ومن جمال كهذا، وأفضلية كهذه تصدم بكون " ناس" هذا المدرج أو ذاك لهم " فوارغ" أو أكوام " سُباب" في هندام التغريدة، فتصاب بالشك حول ديباجة أو هالة ما أحاط به مدرج نفسه ضد آخر، لاحظ أن أعلى المقال اتكاءة : "باتت أكثر وعياً"، وهي ذاتها أن أعداد المشجع القديمة القليلة لها أيضا "حسناتها "، ولكنها لم تكن تتواصل أو تلتصق بالنادي كما يحدث الآن، ما يعني أن روابط المشجع تلعب دورا، ومن يؤسس لفكرة " التيفو" يستمد حرفته من آخر خلفه، وقس على ذلك من يغرد في اتجاه ماذا، فما بالك وأنت تقرأ " رتويت " التغريدة آلاف المرات، ما يعني أن لها " رؤية " لتصيب أهدافا، ولذا قلت: " أوعى"، كونه يدرك سياق ممارسته ليحقق مصلحة ناديه، تلك التي منها رفع درجة سيولة دم الحكم أو زيادة ضغطه، لاسيما وأن ما يبث أيضا من برامج لا تسطيع فصله عن سياق من يعبئ ماذا ضد من، وكل ذلك من فكرة تحول المشجع من أقصى الغبار أو الملعب الترابي إلى ضجيج كافة الأشياء التي " لايف".
إنما قلت أن تنعكس هذه العاطفة الجياشة المحبة الودودة المتحمسة على منتخب " البلد "، وبذات القدر من حماستنا في اتجاه فردي " أناني"، فيما السياق العام " أهم"، فالفارق بين جيل القديم والحالي أن السابق كان يملأ الأرجاء برغم ضيق رحابة المكان، فيما الآن الرحابة " أوسع " والمشجع "منّان"، فليس من فهمه أن يقاطع ـ صالح عام ـ وبالأصح يشح في حضوره، على حساب مودّة خاصة أو النادي، تقول: من حقه، ولكني أسألك بالله: وحق البلد، وبما فينا من "تراب" ألا نشجع " منتخبنا"؟ إنما أقصد تلك القيمة العالية المعنوية لتعريف الأشياء، بعيدا عن لون ناديك أو ناديه قلت: قد من الحب يا صديقي ما يتسع لأكبر، وإلا لسنا "واعين" .. طالما أدركت حب أشياءك الصغيرة، فما بالك بتلك التي لديك "أكبر" .. إلى اللقاء.