|


علي الشريف
ليست على حق
2016-08-25

وطبيعي أن يختلف في كافة الأندية التي "استبدلت" عناصر ما عشرات الأشياء، فليس مخ "جوميز" ذات تكوينة "جروس"، ولا مدرب الهلال نُسخة "سَلَفَه"، إن أي منظومة عمل تتلبك فيما لو تم استبدال عناصر ما داخلها بأخرى، ولكن الناس عاطفة، فيأتي أغلبهم "ناقد"، ويحكم على الفشل أو النجاح من مباراتين في الدوري، ولا أقصد الرأي الانطباعي السريع، بل تلك المطالبات القصوى والتحذيرات من خلل وكارثة، وما يهول ما أصغر ليضعه ليس بحجمه أو مقاسه الصحيح، وفي ذلك "تشويش" يصيب من تشجع أو تحبذ في مقتل، ثم إن من داخل منظومة العمل غير ذلك الذي خارج سياق المعمعة، ومن هذا كله أكاد أشك في أن يكون دوري "جميل" بالسهولة التي يرشحها أحد، فيما الكبار يبكرون في جمع النقاط بمحاولة فرض هيمنة واضحة، ولكنهم سيجابهون بعضهم البعض، لترجح كفة أحد على آخر، وطريقة فنية على نظيرتها، وقد مناسبة هذا "المقال" أن يعتقد أغلب الأهلي بأن فريق ناديهم بدون "جروس" لن يستمر في "عافيته"، ويشعر الهلالي بأن الفريق تمت صناعته كما يجب، فيما لك أن تتذكر كيف بدأ النصر بهالة النتيجة، وتفاجأ بحزن الهزيمة، تلك التي لم يرشحها أحد له من الاتفاق، لاحظ أيضا أن الاتفاق خسر برباعية من الأهلي في البدء وأن الباطن لم يكن في ذات من وضعه منتصراً على الشباب، وبمناسبة الحديث عن فريق نادي الباطن، أمتعني جدا بأدائه وطريقته الفنية ومهارة لاعبيه، بل وبكونه حصد ثلاث نقاط مبكرة وكان نداً قوياً للهلال وقد يفاجئ آخرين، غير أن الأمر لا يعدو مجرد انطباع مبكر ـ من مشاهد ـ لمباراة عبر التلفاز، غير أن أصعب ما في أمر الأهلي مثلا أن يقتنع لاعب الأهلي بأن فراغ جروس موجود فيما "جوميز" فاز بست نقاط، وبذات اللاعب وبقية العناصر، وهذا ما دفعني للقول بأن الأشياء تختلف وترتبك ولكنها تصبح أكثر خطورة إن تحولت لدى اللاعب كيقين، فهو لن يؤدي كما يجب، ولن يفصل بين اختلاف الطريقة والأخرى وهذه ناحية.

الأخرى أن ما لا يختلف لا يتطور، ما لا يُعدّل يصدأ، يصبح كالماء الآسن الراكد، ومما لا تصدقه أن تكون أنت بمفردك تعمل فيما الآخرون سيكتفون بالفرجة، لاسيما وأن عرفك كخصم وأدرك قيمتك الفنية، فيما لكل مدرب طريقته ومنهجه التكتيكي ومخطط أرباحه وخسارته لمستقبل الفريق ككل، غير أن من غير المعقول أن "تُفرمن" وجهة نظرك لاسيما وجوميز مع التعاون أنتج، ومع الأهلي بطولة "سوبر" وست نقاط، أي أنه أيضا " لم يخسر"، وهذه عبارة أي أهلاوي في الموسم الماضي لأنها واقع، فجوميز يستمر على ذات عدم التفريط، مثلا: جروس في الموسم الماضي بدأ الدوري بتعادل مع التعاون، فيما جوميز بدأ بالفوز وبنتيجة ثقيلة على حساب ند جيد كالاتفاق الذي هزم النصر، وهو أيضا فاز على الفتح ولو بهدف ولكنه لم يخسر، وسأتفق معك حول "هالة" الفريق، أو شكله داخل الملعب واختلاف الطريقة كأمر طبيعي فلكل طريقته، ولكن المحصلة عدم الهزيمة وهذا أمر جيد.

ثم إن جولتين في الدوري لم ولن تفصحا بشكل كامل عن فحوى العمل داخل أي فريق، والباطن يخسر ويكسب مثلا والنصر يكسب ويخسر بذات القياس والأهلي والهلال يواصلان والاتحاد يكسب ويتعادل، ومثل هذا التذبذب يكشف أشياء فينه كثيرة، ولو من باب التعاون وهو لا يشعر بعافية كتلك التي مثلا مع جوميز، ولذا قلت أعلاه: من المبكر جدا أن يقاس أي مدرب الآن، أو تكون حسبة المشجع "العاطفة" سريعة الاشتعال لـ"تشوشر" على أحد.

هذا لا يعني أيضا عدم دقة حدس المتابع أو جودة قراءاته، ولكن التأني سينتج قرارات صائبة أكثر دون شك، وأحكام قد لا يتفاعل معها "اللاعب" وفق خاصية السماع، وقد التصديق بها كأزمة يعاني منها فريقه، فطبيعي جدا أن ترتبك أية منظومة عمل وفق الإحلال والاستبدال "والشيل والحط"، ولكن ألا تعتقد أن من يقفون على هرم النادي أي ناد يرون كأنت ويشاهدون كما ترى؟ إنما أقصد أن العاطفة جياشة ولكنها قد لا تكون على حق .. إلى اللقاء.