|


علي الشريف
بعض المرح "كويّس"
2016-06-16
تُصر "الدراما" على أرشيف "الأزمة"، فتكرس هذا "الجاد" بعد الإفطار، وقطعاً منها ما يزيد "الفُتور"، ولا يجعل الوقت أسعد أو أنشط أو فكرة ابتسامة ما، وهنا لا أعمم، ولكني سرحت في أكثر هذا "السيناريست" الذي يلتقط الأزمة، وليس الجديد منها بما يواكب كطرح، بل ما تأرشف وتمت إعادة صياغته على أنه "وجع" لا ينتهي، وسأقفز على فكرة كهذه، لأصل إلى أن ما "أخف" لا يصيب بالكوليسترول، ولا أن تبقى في هذا التكثيف الأشبه بكافة المعالجة في أقل من "ساعة" يخالجها "فك ريق"، فعينيَّ المتعبتين لا تبحثان عن "نكد"، ثم إن ساعة كهذه، يقابلها أكبر حشد من الأسرة الملتفة، التي تخاطب بذات فكرة "الأزمة" دون مواكبة لمسألة فهم من يشاهد ماذا، فلو طلبت من الطفل الصغير ألا يشاركك الإفطار "عبس وتظلم"، وإن رافقك رحلة "الدراما" فعليك أن تشرح له/ لها، ماذا يقصد "الحوار"، وأين يصب في ماذا، ثم يتحول الأمر لفك وتركيب "فكر" ليس عليه أن يتعرض له، ولو حددت "س" أو "ص" من دراما ما تَسلط عليه قد أنقص أو أزيد من قدر السياريست، والضيوف، وبطل الحلقة، والممثل الكبير، كفريق عمل يؤدي، ولكن القناة تختار ذروة مشاهدة فحسب، لا تفصل بين الأشياء، ولا بين الجاد في حينه، ولا أزمة ما كانت وانتهت، أو تجاوزها الناس، فلم يبقوا "ضد ومع"، أقصد أن كل رمضان وأنت بخير، بما في ذلك وعي الذي من عام إلى آخر "يرتفع"، غير أنه يتعرض لذات عدم المواكبة من دراما ما تبيع على أعين الناس، ثم إن تبدل محاور الطرح لا يقتصر على المسلسل، بل في كثير من البرامج الأشبه بالمعلبة، وهي تأتي بتثاقل يتزامن قبل وبعد إفطار الناس.
ناحية أخرى أعتقدها مهمة طالما هذا التكريس "لأزمة" في أرشيف يتعرض له الأغلبية، كيف سيتشكل هذا المجتمع العربي الذي أغلبه من الشباب، ومائدة إفطاره السنوية كل هذه "الكركبة" من الأشياء؟ الدراما تعالج ولكنها تصيب أيضاً بالملل، وقد بأمراض مستعصية منها فكرة عدم التجاوز، طالما لا تعلم من تستهدف ماذا في "رمضان" إلا اجتماع الناس على أزمة: قادت السيارة ولم تقد، "وليبرالي ونقيضه، وشيعي وسني، وبذات فهم الصراع الذي لم يخلد للراحة حتى في رمضان"، ولو قلت: "فِكر"، فليكن ولكنه ليس "وقت" اختلاط الأشياء بالطعام، أو حشد أسرة على ولي أمرها أن يشرح أكثر مما يشاهد، وهذا لا يعني أنني ضد "الدراما"، بل آلية ما تواكب، تلك المواضيع التي لم تعد جديدة، وبكم تكريس كهذا يتلقفه كافة حشد وأفراد طاولة الطعام.
حسنا سأتفهم أن تقول: "مشكلتك"، وكيف تشاهد، ومع من؟ ولكني لو بمفردي سأردد: أن "الدراما تصر على أرشيف الأزمة" وفق ما شاهدت ويتكرر، طالما منذ عشرات الأعوام يتم تعديل السيناريو بذات القدر من تحوير الفكرة ليأتي الشكل المختلف فيما الفعل الدرامي يتكثف في "قادت ولم تقد.. إلخ"، أقصد لم يختلف الموضوع، فيما شكل الممثل هو الذي يُحوَّر، وبقي الصراع سنياً وشيعياً، وليبرالي ينافح ونقيضه يتأفف، قد تكون مثلاً فكرة العمل أجمل، لو تركزت في "كوميديا" تلامس ولا تشرح، وهذه وجهة نظر فحسب، ولكنها تشجع على أن تتابع، ولو بمفردك ما تراه يتزامن مع فترة إفطار ليس عليها أن تكون بهذا التشبع من سوداوية الأشياء أو فكرة السيناريست التي كأن عليها "أن تعكر عليك" فحسب، ولك أن تستعين بريموت كونترول ما بعد الإفطار، وشاهد كم ستبتسم، دوّن أيضاً في "آي فونك" كم الجاد، كم الأرشيف المعاد درامياً منه، وكم كان الأجود بين هذا العدد الهائل من التبشير بأزمة، وبشرح لا يبتعد كثيراً عن "تعقيدك" بأن أغلب الأشياء لم ولن تحل وستبقى على طاولتك ـ بعد عمر طويل ـ كل رمضان.
كأنما تشاهد "طاش ما طاش" بتحوير ما، في دراميات عدة، ولكنك تسأل نفسك: "لم تتبدل الأزمة"، وبقي الناس في ظن السياريست مصابين "بجلل"، فوعيهم هو ذاته مع ذقن السني، وعمامة الشيعي، وآلية من وماذا، ولو اختلفت آلية التناول فالمحور "صراع"، وقس على ذلك، فيما الطفل مثلاً ومعه المراهق لم يتناولهما "أحد"، وفق مرحلتهما العمرية ولا وعيهما الذي تحت التشكل، إلا بأن يأتيا بمشاهدة "جماعية" حول طلاق أو تنافر أو تصغير أو تكبير أو مشاهد كلامية لا تفصل حتى في الخطاب بين الأشياء، ولذا تجدهما يرددان ذات "إفيه" الأزمة، من باب التكرار وليس وعي ما تلقى إلا ما قمت بشرحه له.
مجرد رأي فلا تبتئس، الموضوع طويل جداً كي يناقش، وأطول من مقال، وأوسع من شرح، ولكني كمشاهد أدوّن ملاحظة فحسب فيما بعد رمضان سيعاد ذات المسلسل التكريس، "ولو أرشيف"، أو بعض الجديد القليل الذي قد لم أكن شاهدته، ولكنه ضاع في زحمة "سلة الأشياء الكثيفة بعد الإفطار".. اللهم إني صائم.. إلى اللقاء.