|


علي الشريف
الأهلي فقد "بطولة"
2016-06-02
لأنني ضد أن يغادر منذ جاء، رصدته "أقل مما يجب"، قد الأهلي "مدة أقصر" في " العمل"، ولكن من جاءوا إليه "عمر مديد"، وأنت ترى كافة من غادره يتواصل معه، ويبعث له الود أمام الملأ على أنه مازال "أحبه"، لاعبا كان أو مدربا، كبيرا كان أو " لم يوفق"، وهذه علاقة روحية من خواص ناد كالأهلي السعودي، فمن يرتبط به في أغلب الأمر يغادره على "وفاق"، وأمان بالتوفيق، ويبقى معه إلى الأبد، من سانتانا إلى العقبي ومعلول والجندوبي، وصولا إلى مارادونا وفيليب لويس سكولاري، وبعده وبعده، أن أعد قافلته التي ركضت له ستتعب سبابتي حتى تصل إلى "جاروليم"، وتتكعبل في الحوسني وبالمينو وفيكتور سيمنوس، إنما أذكر من وفاء الأهلي "بعض الظن"، ذلك الودود المستبشر الجميل العلاقة، وتبقى في الناس "عشقاً"، ولو غادروا المكان، قطعاً هذا لن يغضبك وأنت تعدد آخرين/ أندية تنتمي لها وتقارن، غير أن الأهلي أكثر، وتجاوز مماحكة كهذه، فيما أحاول أن أصل لسرد آخر المغادرين على ود ما، ثقافة ما، تكريس سائد لمقولتي أعلاه، فالأهلي "جالب"، ولا ينفر، ولا يفض شراكاته مع الآخرين كأشبه بالـ"طلاق ما ليس الرجعة"، كونه في كل مرة يترك في الناس "نبتة الحب"، تلك التي تزهر في أماكن أخرى فتهتف له "يوتيوب"، ودعني أحدثك عن آخر الراحلين على مضض، مكانا وزمانا وليس عشقا، كونه " في قلب السهم"، ذلك العاشق الذي جاء للتو وغادر أيضا للتو، فلم يمكث كما يجب ولم يرحل أيضا كما يجب، لأنه باختصار أوجد في المدرج مكانا شاغرا له، وهو يلوح ليلة نهائي البطولة الثالثة التي حققها بأقصر الطرق المؤدية لقلب "المجانين"، هذا شخص يدعى "داهية"، وقبلها مفكر، ويستوعب "أخطاء من أقل"، ومن أقل هذه لاعب يبحث عن دور، وآخر لا ينتظم أو يقصر ولكنه في كل مرة " يتجاوز الأزمة"، فكم أسقط اللاعب عقلية فذة كمدرب، وكم أثر على مسيرة " كوتش"، بينما صديقنا الداهية بما تمرس أودع الروح في كافة الأقدام المستعصية، شبعها بذلك النهم من "عدم الهزيمة"، بأن يتحقق له ما يضيء في مسيرته، فمسح أخطاء تعصف في كل مرة ببطل، إن مهارة التعامل مع الناس لا يتقنها إلا " الفلاسفة " فيما يرون أكثر ليشرحوا أقل، وجروس "البطولة" التي فقدها الأهلي، وإن حاولوا ثنيه بخمسة ملايين دولارات أو يوروات، وإن قالوا: "رغبته"، وإن أعتقد كحالة " نفاذ" وأقصد الأهلي أو مهمة "انتهاء دور"، فذلك في أرض الواقع لن يعوض "جروس"، ولا نمطه، ولا تأثيره، ولا صمته، ولا احتواءه، ولا حتى تعامله فيما بين الأزمة "الفنية" والأخرى، وأن تقول: الأهلي "حاول" معه فـ"أكيد"، ولكني أتحدث عن القيمة الفنية وحجم المدرب الذي عمل طويلا بصمت، وغادر أيضا بصمت في وقت "حالك"، فليس أصعب من " بطل " لكي لا يعود إلى أقل، وإن رشح خليفته أو كان جروس يعتقد " جوميز " هو الحل، الحل نعم، ولكنه ليس " كافة الأمر"، وفق التراكم، ولا التعايش، ولا ذات ألا يخسر لموسمين بهذا الكم القليل من النتيجة، بل وعدد المباراة، ولا أشكك في قيمة "جوميز "ولكنها المقارنة طالما هناك أكبر يقابلها أصغر، قد ليس وقتها هذه الرؤية المستعجلة، ولكني أحزن أن غادر هذا السويسري " البلد"، وكان تجربة ناجحة لأندية ومنتخب ومثله عمر السومة كلاعب، أقصد أن الكفاءة لا تقبل التفريط، طالما صالحنا العام يحتاج، وأبقى في تفسير مرحلة جروس، أن نزع من الأهلي أن يقبل بالهزيمة، وأن يحول التأخر لتقدم، وأن يثق الفريق في ألا يخسر، قد الأخطاء أو الظروف تتشابه، فمن ترك النصر متوجاً، غادر بعده الفريق إلى تاسع، ومهمة جوميز أن يرأب "أزمة كهذه"، لاسيما في اختبار أول كمواجهة "سوبر أمام الهلال" مثلا، ما أعلم أن الهلال يركز مبكرا على مواجهة كهذه، فماذا على "جوميز" أن يعدل، بعد أن وضعه جروس في خانة ألا يخسر الأهلي، وأن يكون مدرج سعادة كهذا الذي شاهدناه يشبه التفاح الأخضر ويردد: ملكي .. وداعاً جروس "الكبير".. فيما تركت أهلي "أكبر" يتمنى أنصاره له الاستمرار.. أن يبقى تشرق عليه السعاده كما كان معك.. إلى اللقاء.

- مدير التحرير - [email protected]