|


علي الشريف
"هلكتونا بإعلامي"
2016-01-28
إن فك اشتباك " الحقيقي وغير الحقيقي"، في الإعلام الرياضي بات من الأمور الصعبة جدا، وأنت ترى أغلب "الفاضي" يتحول لكتابة مقال، وهذا بدوره يقوم بتصدير رداءة ما، على مستوى الطرح أو حتى قيمة أدوات الكاتب التي منها أن يتقن لغة خطاب، وفق قالب نص يعرف مقدمته ووسطه وخاتمته، وهذه من أبسط الأبجديات، فيما الكثير وفق رصد ما، لا يتقن ويخطئ حتى في الإملاء، وقس على ذلك أنماط العمل الصحافي الذي لا يأتيه "الكوالي فايد"، فيما تتلقف الوسيلة الأقل سعرا، تحت ظن من لديه "اسشتراف ما" يصب في الأخير إلى كونه ليس من المهنة ولكنه تورط فيها ويحاول وتلبي له رغبة الكتابة أو التعبير، وأسمعك تردد: فليحاول. ولكن يا صديقي حتى المحاولة لها منسوبها الأدنى من اللغة والأدوات ومعقولية الأشياء، وبالتالي هذا الإعلام تضرر، أسوة ببقية ما تشاهد من أعطال، ودور المؤسسات الصحافية بالتالي، ليس على ما يرام الآن، وهي بين ما يرشد لينقذ التكاليف، وما يوزع وليس له المهني المحترف الذي من حقه أن يرفع سعره.. هذه ناحية.
الأخرى أن لغة خطاب ركيكة ومتشنجة ومنحازة وسبابة، لن تخرج ثمرتها أبعد من ذلك، مع فارق المرئي والمكتوب، لكن ألا تجيد إيصال فكرتك بعلو ما في هذه وتلك، يصب في أن لم تطرح شيئا جيدا، بل ركيكا ولا يُفهم، ولا يضيف للآخر الحلول، طالما تتحدث عن مشكلات، ولكنك في الأخير محصلة "إعلامي"، وهذه الكلمة باتت مطاطة جدا إلى أقصى حدود الابتذال، في خلط للأشياء لا تفرق معه من الكاتب أو الصحافي أو "التواصلي" أو الكثيرة تلك، والتي باتت تقبل اللغة المتردية وغير المهني الذي تجده في كافة أرجاء عينيك، يغرد، يثرثر، كاتب، صحافي، ووو .. وتحت ذات مسمى أن " تتلقاه " وأن تصبر عليه.
من ناحية ربحية وتوزيعية لا تكاد تذكر من يضيف للصحف الورقية إلا فيما ندر، وكنا زمان نردد: "كاتب يبيع الصحيفة"، فيما الآن نسبة كثيرة تبيعهم الصحيفة، ولا أتحدث عن صحيفة بعينها أو كاتب بعينه، مع احتفاظ بسيط كخط رجعة بتقدير من مازالوا على وتيرة الطرح الجاد الذي يحترم المتلقي ويضيف له، فيما أكتب هذا الرأي كانطباع في مجمله ولكنه لا يخلو من تراكم عمل 25 عاما في مهنة الصحافي المتفرغ والكاتب أيضا، ويرى بعينه الناقدة الأشياء وهي تذهب لمنسوب منخفض لم يكمل قفزات القديم ويتنكر له كجديد لأن أدواته أقل ورغبته أعلى في أن يكون نجوم النجوم فيما المهنة الصحافية بل والكتابة ككل عشرات الأشياء كفنون لها أدواتها ومدارسها ولغتها وتراكمها ووعيها ومواكباته، الجديد الجيد يتعلم وسيصل ولكنه قليل، ويؤثر عليه " المهايط "، أو " نبتة الضوء المستعجلة "، ذلك الحالم بمدن الورق دون أن يحدد له رؤية أو هدف ويمارس الأشياء بضبابية ما لا تعزل رغباته ليصل أوضح.
قد لقلة الكادر في زمن ما يمتهن الصحافي عشرات الأدوار في المطبوعة، ولكنها الآن باتت التخصص مع الكثرة ومنها من يستكتب ماذا، وهذه قد تكون الصدمة في أن تكتشف أن مجلس المقال أكبر من حجم الضيف، فتلجأ إلى آخر بنصف المكافأة، وبالتالي بنصف الطرح، وقد بالمجان، ولكنه لا يغرد للصحيفة كما يجب، ولا يجعل الناس تأتي لركنه المميز، بل قد يسيء استخدامه وسلطته فينفر القراء، في زمن صراع بقاء كهذا بين "السوشال ميديا والورقيات"، فقد ما يصلح لـ هنا لا يصلح لهناك والعكس.
وأخلص إلى أن الرأي طالما "يبيع" وهو مستهدف أغلب رؤساء تحرير الصحف، لابد وأن يفلتر بعناية، وألا تمنح الأركان إلا لمن يستحقها وليس لمن يقوم على تعبئتها بأي خطاب، وهذا بدوره يواكب مرحلة، ويرى ذات ما نتجه، ولا يلعن ويقبح، فالكتابة أجمل الأشياء طالما تستخدمها بتهذيب، هي أيضا أعلى الصوت، ولكن وفق طريقة كيف تطرح ماذا، أما "من"؟ فليس بالضرورة "تراكم العمر المهني"، ولكنه أيضا "الأدوات"، ومنها أن تكتب بشكل صحيح، جملة رشيقة، مكثفة، مختزلة، معبأة بـ ما يفهم، ويدركه الناس.. غير ذلك " تزمير".. إلى اللقاء.

مدير التحرير