|


علي الشريف
نفس النتيجة
2015-12-17
.. ومع كل معرض كتاب، منذ عدة سنوات، يحين وقت هذا الركن ـ المقال ـ لذات سؤال: وكتاب الرياضة؟ وأحصل على الإجابة من كونه في "لا ركن"، ولا حَاشية دار نشر، إلا في عدد الأصابع الخمسة، ولا يضيف للتبضع والتناول إلا فيما ندر، إنما أحلم بأن يكون التدافع عليه كذلك الذي لتذكرة المباراة، ويصاب بزحام واختناق كمثل موقع "مكاني" والغريب أن كاتب الرياضة أكثر من غيره في ساحة الناس، وأن فانلة الرياضة حلم مشروع كل "بنقالي"، وأن حذاءها أغلى سعراً، قياساً ببقية ما يرتدي الناس لأنها "ماركة"، وليس هذا الربط من باب "التسفيه" بالأشياء، بل من رؤية لمال وأعمال الرياضة ـ التي ليس منها ـ مثلا ـ أن تستثمر في "دور نشر"، أو أن يكون المؤصل لها في فم المكتبة، ومجمل المعرض، الذي له مئات الأصناف من الكتب، والمؤَلِف، وقياسا بتفاصيل وأحداث المجتمع، أشعر بكتاب الرياضة وهو يرصد ما يتحرك أسرياً، مجتمعياً، وباتجاه تكوين ما، تقوم على فعله هذه الأطياف الكثيرة من الناس، أو الجمهور الذي يستهلك في الرياضة ملايين الريالات، فيما ليس له الكتاب، ولا أحداث الرياضة أو تاريخها، وتحولاتها من إلى، وخطابها الذي لم يكتب بشكله السردي، فيما التفاصيل تعين على عقدة ما لرواية، أو أن يتشكل انطباع ما، بعيدا عن تلك المؤلفات البسيطة لزملاء مهنة وضعوا " مقالاتهم " المتعصبة أو المتزنة الانطباعية في كتاب، وهذا يفتح أسئلة عدة، منها أين المثقف في زاوية رؤية ما؟ والمؤرِخ في تصحيح فهم غير تكرار ذات الطبعة، والكثير من أسئلة تُعين على أجوبة، وتضخ للمكتبة الرياضية الكم والكيف من الكتاب الرياضي، ويطرح "وعيه" بما أعلى وليس أقل، طالما الأخيرة في المدرج وعلى لسان المتقادح في برامج وصحف، بل ومن متحدثين باسم إعلام الأندية، ومراكزها في مقرات تشعر دوما بأن أمرها قد غُلب.
لا يمنع أن أعيد ذات المقال في كل عام مرة، مع إضافة ما، تصب في تحفيز من ليسوا رياضيين ومبدعين على إقتحام الكتابة عنها، طالما الكاتب الرياضي لا ينتج، والأندية لا تفكر في أين أو ماذا تستثمر في هذا الجانب، بل ودور جهات عدة ذات علاقة في سد هذا الركن الخالي الوفاض، وفي كل مرة بالمعرض من كتاب أهل الركل، وحكاياتهم، وقدحهم ومدحهم، فهذه الجهات لا تتبنى، لا تشير، ولا تسأل لماذا؟ وإلا لكنت أشرت في هذا ـ المقال السنوي ـ هذه المرة لارتفاع عدد الكتب الرياضية، وتصاعد وتيرة التوقيع عليه من مؤلفين على أغلفة كتبهم في المعرض، وكنت سمعت عن ثلاثة إلى أربعة عناوين فقط، وأعرفهم كمؤلفين وأصدقاء، ولكني قلت: ومن أيضا؟ أو ثم ماذا، تلك التي: هل من مزيد، ولماذا أغلب المؤلف القليل من الذكور، ولم تقتحم هذا العالم من الكتابة فيه مؤلفة ما، فيما التدافع على بقية الفعل الثقافي وكأن الرياضة ليست الناس ولا حكاياتهم، وفق هذا الرقم القليل جدا في كل مرة.
بزعمي أن الرياضة أكثر "الكلام"، وردة الفعل، والحكاية التي تُسرد، وقصيدة المدح وفق تعداد السكان وكثرة تبادلهم للتغريد "ويوتيوب ما يشرح من أقل مِن مِن"؟ وصولا إلى ألقاب ما تذكر، وما يستعصي الإنجاز بين ناد وآخر ثم إن الناقد بدوره يعسكر خارج معرض الكتاب، وبالذات في الرياضة تلك التي يجمع مؤلفها "مقالاته" وتطبع في كتاب وتمر كافة الأشياء ولا تُهذب بنقد، وتبيع أيضا، وتصيب العدوى، فيجمع آخر بذات طريقة القليل ويأتي على أنه "دَوِي المُؤَلَف"، وبشكل يوحي بأن كل معرض كتاب سنوي ستزاحمه الرياضة، بضجتها تلك التي قد تغضب المثقف، غير أن نتيجة المباراة واحدة كتلك التي "13 صفر"، مليون كتاب آخر ضد ثلاثة أو أربعة الرياضة، ولن أطيل .. وكنت أريد أكبر كم من كِتاب كُثر "صَجونا"، وأن نرى إبداعهم في نسق كهذا، ويضيف، ولم أجد حتى " أنا " .. "وأنا " كسول، ولكني أحفز على دخول هذا العالم من تأليف كتاب أشعر به ضرورة ملحة لمكتبة الرياضة الفقيرة، تاركاً بقية الأرباح لمن يؤلف ويطبع، ثم إن شهرة المغرد دفعتهم للضجيج.. فيما لم يجربوا بعد شهرة الـ"توقيع " .. ويا لها من فخامة تجعل منك "المتبغدد" وفق هذا الـ "شو" في المعرض، أشجعك يا صديقي ألا تتأخر، وأن تعيننا على المكتبة البائسة، طالما لسنا " مثقفين " ولا " رياضيين "، ونكتب .. إلى اللقاء.

مدير التحرير