|


علي الشريف
هَشتقة.. وتغريد
2015-11-19

سأخسر بهذه الفكرة نصف قراء (قليل)، ولكنها المقال، فجماهير الأندية باتت أقوى في مسألة التأثير، وإن كان إيجابياً فلا بأس، غير أن عكس ذلك ما يحدث في زمن هذا التواصل ولا يهون " تويتر"، الحكاية ببساطة أن توجيه الرأي العام ضد النادي أو شخصية الرئيس والمدرب أو حتى أي جدلية أخرى، باتت بسيطة وفق " قروب ما، وهشتقة، وطقطقة" ثم تكبر كرة الثلج، ومثل العيار الذي يدوش، يدفع بالأندية إلى تقديم تنازلات ما، ولو على حساب العمل، وبالذات لدى الرؤساء الذين يأتون للرياضة من باب خدمة النادي ولا يعلم كيف، ومعه العديد ممن يقدمون له النصح والمشورة، فيما هم أبعد من تراكمات إدارية وزمنية وسياقات توجه أَسس لها النادي ولو بأجزاء بسيطة، ومعها أيضا حالات تدخل من جمهور، ففي السابق يكون النادي تحت سلطة الصحافة، فيما الآن دخلت حتى الصحافة في تأثير الجمهور من باب أن تُقرع الوسيلة بذات الـ(هشتقة)، وقد يكون ذلك إيجابياً من زاوية ما، ولكنها في مفهوم شبه مطلق مربكة، ومقلقة، وتشوشر على النادي والكل (أشهر) في طرح (أي شيء)، وهذه أفسرها أكثر، فالمشجع يغرد فنياً وتنظيمياً وإعلامياً وإدارياً ولو كان لا يجيد الإملاء، ولكن لكثرته وتفرعه يتعامل النادي مع زوبعته وكأنها هي الأزمة، ما يعني أن (مين) لاتعلم خلف أو أمام (مين)، هل العربة أمام الحصان، ولا من يجر من للهاوية وقد الوصول إلى نقطة الأمان.
وهذا ببساطة يتضح من خلال تضخيم الشيء وقد تصغيره فيما عليه أن يكون بحجم الفيل ليُرى، غير أن هذا المشجع الجميل الذي تُنسج كافة الأشياء لمصلحته، قفز من دوره إلى ما ليس دوره، مستغلا سهولة تعميق وتأصيل فكرته بأدوات تواصل أسرع أو رشق يصل، ودون حتى (فلترة) لمفردات كلامية لابد وأن تأتي أكثر هدوءا ورزانة لتُسمع فكرته بما أوصل وليس بما أزعج، وهذا كله لا ينفي احترام المشجع أو المنتمي للنادي، ولا يصادر حقه في الرأي، ولكنه بات في الكثير من الأندية هو محور النقاش وتوجيه المشكلة للحل، ضاغطاً وبقوة على "ضعف" إدارات الكثير من الأندية لاسيما وبعض من يقفون على هرمها كانوا ينظرون للنادي من مكعب شكله الخارجي، وما أن تورط في الدخول حتى اكتشف طقس المكعب، تلك البرودة والسخونة فيه، وبالتالي يرتبك فيحاول أن يرضي الجميع، والجميع هذا فيه من يرى أكثر من الناس، ومن يفكر أسرع منهم، ومن يتخلص من عقد ما (نفسية) يجب أن تتصدر مشهد العمل، فيما العمل أبعد من ضجيج المرج، ورأيه، "وهشتقته " و" قروبات وواتس آب من يتفقون على شر أو خير ما"، وقد على " تفكير" لايصب في استقرار النادي أو الفريق وإنما يُفرغ التكتل فحسب، وهذا ينطبق على الكثير من الأندية التي تشعر بإنفلاتها والكل بداخل " مجتمعها " يدلي بتفاصيل الأشياء ويوجه شريحة ما لـ "موقف".
إن هذه القراءة الانطباعية للمشهد لا تنفصل في سياقها عن مشاكل ما يحدث وتجدها في تغريدات الجمهور أسرع، وتجد معها عشرات الحلول والمعالجة التي (على) الرئيس أو الإدارة أن (تفعل) وإلا، هذا الذي أقصد بأن يتجاوز الجمهور دوره لمراحل أبعد تؤدي لارتباك، وتأزيم، وقد حلول، ولكنها لا تأتي في إطار ما أكثر هدوءا، فتصبح الأزمة، والاستفزاع، والاستعداء، والوعيد، والتقريع، وإهدار كرامة من ليس في سياق (قروب) أو لم يكن مع (هشتقة).
إنما أقصد أن حرية المشجع في التعبير عن مشاعره حق مستحق، ولكنها في المقابل ليست التدخل في شئون التراكيب الإدارية والفنية والعناصرية وحتى ما يُعلِم، وإلا ألغينا كل الوزارات وغردنا كـ مشجع، وبهذا الحماس المنقطع النظير لما يشوشر ولا يرى أكثر من حالة (التفريغ) ضد أحد، ولا تبتئس فإن (مع) كثيرة أيضا ولكنها (الثنتين/ منفعلة) وهذه لا تصيب حلولا، بل من أساس الأمر لست المعني بالحل فلماذا تمارس هذا الجشع في حقوق ما ليس عملك أو دورك أو خبرتك إلا من باب (العاشق)، ويا له من عاشق طالما بهذا (الغاضب) على طول.
ولا أنفي هنا دور بعض الإعلام في هذا التأجيج، قد لأنه في المساء (قروب) وفي الصباح (موظف) وفي وقت ما صحافي يقدم لوسيلته عناوين مثيرة، قلت بعض، وأيضا ما أعلاه عن (بعض) الجماهير، ولكن قياس (بعض) هذه يشير إلى أنها (كثيرة).. وتستسهل إدارة الأشياء بتعطيل أدوار غيرها.. خذها من باب فكرة المقال، فيما قلت أعلاه سأخسر قراء.. فيما من يقرؤون هذا الركن البسيط جدا قليل.. وسيصبحون أقل.. إلى اللقاء.

- مدير التحرير