لأن العاطفة لا تحقق ما يربح في لغة الحساب لا تستخدمها الآلة الحاسبة، هي ذاتها في أن تصدر آراء ما، ولكنها ليست المنطق فتعصف بعمل سنين بأكملها، مثلا خسر (س) مباراة وأخرى، فيما كان للتو حقق بطولة وثانية في سباق تتابع مثير، فيخرج كافة " العاطفي " منتقدا، ساخطاً، قد ذلك من طبيعة كرة القدم ولكنها ليست لغة كرة (العمل)، التي ترافقها أخطاء بهامش ما، ولا تنسف بشكل مجحف كافة الجهد، وتزيد مسألة الارتباك، قد أكون أوحيت لك بما أقصد، والنصر اليوم ـ كما تواترت الأنباء ـ يبحث عن مدربه الجديد، بعد أن خسر أمام الأهلي بأربعة، ما أدى إلى أن أظهر النقد والناقد النصر في حالة " الداون كيرف"، وهو على حق في بدء موسم، وسوبر، ثم أهلي، غير أن ذلك ليس كافة ما يجب أن تجابه به إدارة النادي، ولا اللاعب، ولا حتى المدرب الذي ارتكب أخطاء فنية واضحة، وستردد من يلوم المشجع مثلا، أو المنتمي للنادي وعضو الشرف؟ لأقول: أيضا النادي، والإدارة، واللاعب، والمدرب، وصانع القرار، وأضيف: ألا يكون السخط بهذه الكثرة من التقريع، ومن نسف الأشياء، والاستياء من ـ خسارات طبيعية ـ بعد إجهاد، وحدوث الإصابة، وتراجع من يذهبون للقمة فنياً وفق علم اللياقة، وتلك الحركة التي تجهد ما لا يهدأ، الطبيعي أن يتراجع أي ناد يصل للقمة، فما بالك والنصر كان أسرع الأندية في السنوات الأخيرة ليصل للمنصة، من بوابة الدوري، الجهد الشاق، النفس الأطول، كثرة الإصابات، والمصروفات، وقس بقية ـ من يرتب من لـ"ماذا"؟ وينتصر في الملعب، ويجلب المحترف، وفي كافة جهات العمل ولو خسر موسماً بأكمله، وكان بالأمس القريب رهان الكسب، والذي تحقق بالدوري المتتابع، وسط منافسات ساخنة ومجهدة وصنع الفارق وتقدم.
لا أخفف وطأة الهزيمة على محب النصر، ولكني أقترح عليه: أن يهدأ ويقارن بين كم سنة قريبة انتهت، وكم أخرى حالية تحقق للنصر فيها شيء يذكر، وهذا لا يعني أن أقول إن النصر كان موفقاً أمام الأهلي، ولكن الأهلي (فنياً) وبلغة العقل، بذات قوة ما فرط أو أضاع الفرص أو ارتكب دفاعه من أخطاء، المسألة أن استثمر أحد الطرفين ما أتيح له من استغلال خطأ الخصم وليس بالشكل الكامل، بما في ذلك ركلة الجزاء المحسوبة أو الملغاة، لو خسر الأهلي مثلا لكانت ذات العاطفة ستعمل بالتواتر، ولكنها أيضا ليست آلة حسابة ما يتحقق من أرقام، وأبقى في النصر الذي أثار حنق النصراوي واستغله غير النصراوي من باب (الطقطقة)، فأنا ـ أعبر عن رأيي الشخصي البحت ـ لأقول: إن النصر ليس كنصر العام في شكل الفريق، ولا حصافته، ولا روحه، وبنسبة انخفاض ما، لأن الأمر ببساطة يصب في أن أجهد عتاده خلال الموسمين، وشبع روحه (ببطولتين) متتابعتين، ثم هدأ، وساعد في هذا الهدوء خطأ بقرار تغيير المدرب، ثم غياب عنصر مهم كالسهلاوي في مباراة الأهلي مثلا، ثم أشياء عدة يطول شرحها ـ من متابع ـ ولا يعلم ماذا أيضا قد يكون داخل البيت النصراوي من مشكلة وحل، ولكني ضد المبالغة.
بنهاية المطاف أنبه النصر من أن يصدق كافة النقد، وبعض (الطقطقة)، والاستياء .. عليه أن يهدأ، ويرتب البيت من الداخل مجددا، أن يبتعد قدر الإمكان عن مناطق التوتر، ليحافظ على الفريق الذي صنع، فلا يمنع أن يخسر طالما فكرة كرة القدم هذا التضاد، ومن غير المعقول أن يعامل بما ينال من (ثقله) كفريق (الآن) في الملعب .. هذا المنطق أعتقده ولو كان في مباراة الأهلي (عادي)، وفسرت ذلك بما (أٌجهد)، ولكنه ليس كافة الأمر .. إن عليه أن يثق في أدواته أكثر طالما الخلل الفني بشكل محدد هو ما يتضح، وأن يعود لذات أن يبقى في قوة متواصلة، ولو فكر بأقل من ذلك، أخشى أن يعود لدوامة لا تحقق السبق، وبما يترتب عليه من تباين في الرأي حول من قصر ولم، ومن أنتج ولم .. تلك الطويلة من المبررات التي لا تحقق بطولة، وفق تكريس ما بأن كافة الأشياء انهارت، فيما الفريق للتو بموسمه الماضي على المنصة، ذلك من باب ما لا يلتف حول الإدارة ولا الفريق .. وداعاً للمدرب .. يبقى (النصر) .. إلى اللقاء.