لا شكل " للتهاوي" إلا (القَربَعَة)، تَسقُط كافة الأشياء فجأة، فتجد الرُكام والصراخ حوله، هذا بالضبط (فيفا) الآن، فليست أول العواصف ما قبل تتويج بلاتر، ثم استقال، بل ما كان يحدث في كؤوس عالم، وتذاكر السوق السوداء، وتجميد نشاط منتمين له مدى الحياة، ثم جاءت قوة التهاوي أكثر ضجة، في وقت قال العالم كيف فازت جنوب أفريقيا؟ وكيف تدار الانتخابات، وكان فيها المتابع على خطأ، والمنتمي لترويكة (الكوربشن) على حق، لتأتي الحقيقة: أن أغلب الأشياء داخل هذه الإمبراطورية رائحتها كريهة، أن تذكر ما يحدث ليس المقال، بل كيف من تحت أنقاض ما تهدم، ومن وفعل ماذا، من تضرر، وهل من نظم كأس عالم وفق رشى ستطاله عقوبة ما، بعد أن حرّك سياحته وزين صورة بلده من خلال الكرة، وتكسب من الناس كافة عربات ذلك التسوق، ماذا بشأن تعويضات تذكر لمتضررين، نافسوا بشرف وفاز عليهم آخر من تحت طاولة أعلاها: أن الدولة (س) أو (ص) ملفها لايرقى للتنظيم، وطالما نتحدث عن قوانين تلاحق، فهي ذاتها فقرة وبند التعويض ورد الاعتبار، ثم كيف من فاز بكأس ـ بلد منظم ـ قدم الرشى أن تظل البطولة له وباسمه، طالما العدل كان غائباً، وآلية من يتبارى مع من، قد لا تكون بعيدة عن طائلة ذات الفساد، فهو يمنح التنظيم، ومن فكرة بسيطة (فيفا) نفسه قد يبيع اللقب أو ذلك المتوج بالكأس، وهذه ركّز فيها جيدا إنما أقصد أن الفساد لاعدل له، وبيبع كافة الأشياء، ويوزع المال على كافة اللاعب الذي دور من سيَرجح ماذا.
الطرف البعيد في (ثمانيات) المرمى يستفسر بذات من أضر بكرة قدم العالم، نزاهة، واستمالة، وإلغاء أدوار لكفاءات على حساب فسح مجال لقطاع طرق من باب النجاح، من يعوض سمعة الكرة وصورتها الذهنية التي تصب في التنافس الشريف خدعنا بالنقيض كافة هذا الوقت، من يعوض من قيل عنهم لايصلحون لأنهم كانوا أقل من سن الفساد وأحفاده في ولايات بلاتر وغير بلاتر؟ هذه الأسئلة تصبح ككرة الثلج وصولاً للمتحكم في أموال وميزانيات هذا السيد المنهزم (فيفا)، فالبوادر تتحدث عن تقاضي رشى، ولكنهم لم تفصح بعد عن اختلاسات، ولا عائدات ما من باب التذاكر مثلا وذهب "بيس الكعك" فيها لأحد وتستر عليه أعوان، قد أشرس الأسئلة التي تدور في بالك خلو الدول العربية التي تحت عباءة (فيفا) رياضياً من أي تهم فساد، وبطريقة تقول: هل تؤدي التحقيقات للإفصاح عن عرب أكثر من دولة وفق عدد اتحادات هذه الدول العربية الكثيرة والتي تصوت لأحد وتورطت في فساد؟ ثم كيف هي ردة الفعل، وهل في أفريقيا أقل من آسيا في نواح كهذه أم أكثر؟ ثم من يعمل على ملفات فساد ـ قد تكون حدثت ـ إذا ما علمت بمن كان جون وارنر مثلا أو حياتو على علاقة به من اتحادات عربية تدور في ذات فلك العباءة والسيد، إنما أقصد سمسارة الرشى فيما كانوا يتمتعون خلال زيارة أية دولة عربية بذات القدر من أهمية النزيه، ولو من باب حسن النوايا، غير أن ضجة الركام قد تكشف تهاوياً أكثر، قلت قد! فالعرب دوماً أهل كرم بعيدا عن سوء نوايا التورط، ولكنها في مقياس قانون من يحاكم (فيفا) الأمر أشبه ـ بمقايضة من مقابل ماذا ـ، ولايفهم كَرَم ـ بل استمالة لصالح ما، يحققها المقابل.
العرب لا يصوتون للعرب وفق (فيفا) لأنهم بلا مرشح ودول عربية لم ترشح الأمير الأردني من باب أبسط الأدلة، ولكنهم في المقابل يستبشرون في كل ـ صاحب ولاية ـ تحقيق مصالح ما، فيذهبون خلفه، ولو وفق عدد رؤساء (فيفا) الذي يتسنمهم (الأوروبي)، قد بالضرورة أن يرى العربي مصلحته مع أحد فيدعمه في حملة انتخابية، ويرى من خلال مرشحة أن مصالحه ستتحقق، ما يعني تكتله مع أحد، وهذا (الأحد) من فريق ما، وأتمنى ألا يكون من أحفاد الفساد، ولكني أطرح المشكلة قبل الحل، افتراض أن تستمر حملات تفتيش فساد (فيفا) على أصعدة عدة، وقد نصرخ فجأة، خطر ببالي سؤال: هل ستحدث صفقات ما لإغلاق ملفات؟ أيضا قلت: هل كل هذا الكم ـ من الفجيعة ـ في السيد (فيفا)، دون علمنا المسبق، أم كان العربي خارج المؤامرة؟ إنما أسأل فقط.. إلى اللقاء.