|


علي الشريف
(( ديربي ))
2014-12-18

لن تغفل الحسابات الفنية وأنت تترقب الأهلي والاتحاد في " ديربي نيو لوك " لاسيما وهو الأول في المدينة الرياضية الفاخرة , غير أن ما يبادرك أي منتم للطرفين حال سؤالك من تتوقع ؟ أن هذه القمة الدورية بين الطرفين في الغالب لاتخضع لأي تقديرات فنية , فهي مختلفة و " غير " والكثير جدا من تلك التأويلات التي تدوخ في تفسيرها , وكأن حل معادلة كيميائية صعبة هو الذي سيحدث , قد من التأويلات سجال الطرفين بشكل مختلف يبدأ من التاريخ , وينتهي بالتحكيم , ومنها أيضا أن أحد الطرفين دوما ليس في كامل " عافيته " وبالتالي يستبق طرف حالة نفسية ما لجماهيره , البعض "البارد " في الطرفين يقيس " الديربي " بثلاث النقاط , وما أن تتحدث إليه بعد المباراة إلا وتجده اختلف , فيظهر المتشدد , أو المنحاز , أو الذي يقلل من فوز الآخر , وكافة هذه الحسابات تحدث مع أغلب الجماهير التي تتابع كرة القدم, وقس على " نكتة " مابعد الديربي , وكيف أن الجمهور يخترع حكاية , وبعضه الآخر يصيغ " النّص " بما يتوافق مع مسرحية قد لا تكون مساحة الضحك فيها كافية , ولكنه أرادها للجمهور , ثم يهدأ الأمر , فيما يحاول الطرف الخاسر أن يتلاشى , وأن يرتب " الصدمة " , وأن يتجمل بمن يلي المنتصر من ند سيواجهه دوريا, لاحظ أن كل ما أعلاه يصب في سياق " إدارة المواجهة " بشكلها العاطفي , ذلك الذي لايعتمد على قراءة الأمر فنيا, وبالتالي يردد الخاسر أن نقيضه انتصر وفق " الملعب " وليس ما خارج سياق التفكير أو تلك التي نرددها : " مفاجأة " .

الذي في الأهلي أهدأ نسبيا كنواح فنية, ولو من باب لم يخسر بعد في هذا الدوري , فيما نظيره الاتحاد يوحي واقعه بأنه أكثر ارتباكا, ومنها دورة كرسي المدرب, ثم هزيمة كتلك التي لم تكن في بال الاتحاد من التعاون, تلتها تصريحات بعدم التفكير في الدوري, ومن هذه تستطيع أن تلتقط " هدوءاً نفسياً ما قد يتحول ضد الأهلي بشكل إيجاب يلقنه أول خسارة ", ولكن الطرف الأخضر يستبعد الأمر فيما يقيس تفكيره مثل هذا الرأي بأن مالدينا يستقر وبالتالي يتصاعد الأداء, لازلت في الجانب الفني البعيد كل البعد عن حسابات الناس خارج المستطيل, فالمشجع دوما يقيس المواجهة بما يكره ويجب أن لايخسر, ولكنه لايحكم عقل " الحسابات الفنية ", ولذا تتفاوت أرقام من سيكسب من بكم ؟

كنت أدون عدة أشياء عن "الديربي " , فيما أتلقى " الواتس آب " وألاحق تغريدة هنا وهناك, وأشاهد صوراً لأهل " التيفو" ينسجون أهزوجة خاصة للفرح, ومن كل ذلك شعرت بأن الملعب في هذا الجانب سيظهر جميلا وفق هذا التكدس للجماهير, فيما أرقام المباراة حتى كتابة المقال لاتشير إلى المكان المزدحم بل إلى كراس فارغة قد تقتني التذكرة من الملعب بعيدا عن " مكاني " .

" إذاً " هناك موقعة مختلفة, اختلاف ما سيحدث, فأنا أتفق في لاتعادل الطرفين, طالما أول يقول لم يخسر وثان يقول سأواجه خصمي بهدوء عدم ضغط الدوري ولاحساب احتمال نقاطه, غير أن الأنصار في الطرفين يؤججون, الإعلام بالإعلام يتندر, والمشجع بالمشجع يتوعد, يبدو الأمر لذيذا وأنت تنظر " للديربي " بحلة جديدة, بعيدا عن ما كان يتزاحم في الملعب القديم, وعن من كان لايجد الوقت للحاق بالشوط الأول من إعلام وجماهير, كانت العودة للصحيفة آنذاك فيما كنت أعمل محررا صحافيا شاقة, وخارطة الطريق للمنزل مجهدة, فيما تقرأ وجوه العائدين بتوجس من أن يكون الخاسر فيما خلته المنتصر, إنها أول مرة " للطرفين " في مكان أرحب وأكثر تنظيما, وبلافتات ضوء أكبر, إنما أقصد أن أحد الطرفين لن يتهم الملعب, ولاضوء خافت ما أفقد المنتصر نشوته, وأشياء " تردح " لبعضها لم تعد في ذات المكان, الوعي أيضا صار " أَرَحَب ", قد توافق وقد لا, ولكني أستعيد ذاكرة مكان حدث فيه " الديربي" مئات المرات وكان التبرير يصب في خارج سياق الفهم " الفني " للمواجهة وينحاز بشكله " العاطفي " ليقلل من هزيمة أو فوز أحد الطرفين .. لم يبق ما أضيف .. انتهى المقال مع دعوة صادقة بمواجهة تمتع أنصار الطرفين , ومن يتسمرون أمام شاشة التلفاز.. إلى اللقاء.