كتب كثيرة، لوحات، أرفف يملأها الغبار، طاولات مهترئة، المكان أوسع مما تتخيل، أطول كذلك، بعض الأشياء تَلمَع ولكنها على وشك التهاوي، ثم يدخل رئيس المكان ليقرر أن يعيد تهذيب الأشياء، وترتيبها، ويستعين ببعض الأشخاص ليصبح المكان أكثر تنظيما، كثيرة هي رغبات الأشخاص دوما، غالبا ما يبدون آراءهم في كافة الأشياء، قد حبهم للتغيير، ولكنه ليس رغبة الرئيس وقرر الترتيب، الرف القديم ما لم تتقن رعايته يتصدع، فما بالك وأنت تدير هذا المكان الكبير وتحاول ترتيبه من الألف إلى الياء، إن ذلك أشبه بالعمل الشاق، لاسيما ومساحته تكتظ بالأشياء الجيدة وغير الجيدة المتراكمة، وعليه دعك الغبار عنها، ووضع كل رف في مكانه، وتعبئته بما لا ينهكه، وقد يتطلب الرف إصلاحه، واستبداله بما أقوى، وإلا ازداد الأمر "كركبة" وتساقطت الأشياء، وفقدت مع التهاوي الثمين والذي أثمن منه.
المهم أن على هذا الرئيس أن يرتب المكان الذي أشبه بـ "هايبر ما"، كتلك السوق التي نضيع أحيانا بين دهاليزها فيما نبحث عن "برفان"، أو نتبضع منها ما نحتاج، أقرب لك صورة المكان الذي قوم الرجل الرئيس " س" عليه مع بقية المساعدين وعلى إعادة ترتيبه، فيما يخشون جميعا من كسر تحفة ما، لوحة ما، وثيقة ما، إرث ما، تراكم وعليهم أن يتعاملوا معه بدقة كي لايتلف.
المشكلة التي واجهت الرئيس في تصوري، تمثلت في صدمته بتهاوي الأشياء ، وكثرتها، وبعثرتها، وتداخلها، ليس لأنه لا يعرفها، ولكن لأنه طالها التكاثر والتراكم فأصبحت ليس "المتحف" ولا المكان المرتب لتتحول للنقيض، فيما عليه أن ينجز عملية الترتيب بمن معه، والذي حدث أن من معه تباينوا في الرغبات، وأكثروا من الاقتراحات، ثم قرر بعضهم عدم الاستمرار، لأنه ينحاز لفكرته وتصوره حول ترتيب الأشياء، ما الذي عليه وقد آل له الأمر إلا أن يكمل الترتيب، وأن يستعين بآخر بديل، لابد وأن ينجز مهمة العمل الشاق، أن يتقن صياغة الشكل لمضمون ما عليه أن يظهر الـ " هايبر " أجمل ويتضبعه الناس دون ملل.
قد هذا " الهايبر " رعاية الشباب، والرجل " س" يمثل الرئيس العام، ومن معه، ومن يتشاكس، والمتبضع للأشياء الناس، يقال لهم في "الرياضة" الجمهور، الذي يذهب لتسوق الأشياء، ويسأل عن المزايا، ويتلافى أكثر نقاط ما يزدحم، ويفضل عدم الطابور، ولكنه في الأخير " ينطبع " ويشكل رأيه عن المكان، أي مكان طالما يراه، ويشعر بأن خدمته فيه، ويزداد الأمر تعقيدا عندما يكون " الناس " ارتادوا المكان من قبل، هنا يصبح انطباع ما تهاوى أشرس، وقد ما ترتب أجمل، العين المجردة دالة وتصيب فحوى الأشياء، ولكن الناس لاتفضل الانتظار، وتبحث عن الجديد دوما ما لم يتقن القديم " تطويره " أولا بأول، ويقنعهم بشكل أكبر مما كان عليه في السابق.
إنما أقرب حجم العمل الشاق الذي على الرجل "س"، ومن معه، وكم من الأشياء الكثيرة التي سيعاد ترتيبها أو تبقى لامعة كونها لم " تتغبر" بعد، ومقدرة كهذه تحتاج إلى فرق عمل كثيرة لاتتشاكس، وتتفق على ترتيب الأشياء في البدء ليعود " الهايبر " مفتوحا للناس، وبشكله الذهني الجميل الذي كان أملهم أن " يتطور " لا أن يصبح عليه الجدل فيما الأشياء متراكمة.
قد من الظلم أن تستعجل ترتيب كافة الأشياء ـ في وقت قياسي ـ لكن العدل أن تبدأ الترتيب، ومثل هذه الخطوة يسبقها أن يحافظ أي فريق عمل على " ماتراكم " وينقذ ما اهتز، ويضع التصور لـ " هايبر " أجمل المستقبل، ويجمع بين القديم والجديد ويصبح أكبر دون أن يفقد صورة " ذهنية " ما لدى الناس، ليس علينا أن نشعر الآخر بما توعك، ولا أن يكون الحوار لاصلاح الأشياء "لاعقلاني"، ويوحي بأننا لانستطيع، إن مثل هذا التقريع والتقبيح للأشياء لن يرتب المكان من الداخل بل يشوشر، ويعطل، ويصب في أن نفقد مما داخل " الهايبر" من أشياء ثمينة بفعل ما استعجل .. صعب أن تبدأ من الصفر أليس كذلك؟ .. استعن بمن هم أهدأ، بمن هم "يرتبون " ولا يميلون لفكرة إما أو.. إلى اللقاء.