صعبة أن أشرح هذا الأمر المُتداخل، المُرتبك، الذي يتشدد ويمارس " الغُلو "، الصعوبة في أنه يرتبط بما داخل النفس، فيما ردة الفعل على ملامح وتعابير أكبر حشد، آخر يستهجن هذا الغلو ويبالغ ـ بأدلجة ما ـ في تشريح الأمر، إن أسوأ ما نردده الآن أننا " مُتعصب"، فيما لا أحد بدون " تُحفة " يزعمها، أو ناد يشجعه، أو الكثيرة تلك التي تفسر النوايا فتصب في مصب التشدد، .. مَعك أتفق .. " وسطية الأشياء لم تعد كما السابق"، أعلى لأعلى أو أسفل لأسفل، فيما القياس لم يعد من صرخ أكثر بل من حضر وكان يشجع، ولم يكترث له آخر يسوّق ما يريد أن ينعت به ضده، ومن هنا قلت: "لاممتسكات ضد هذا ـ المتعصب ـ أكثر من قناعة مطاطة تنعته بالسوء من آخر لايراه أكثر بل أقل "، قلت: لماذا بكت الناس في الكويت، وحزنت في الإمارات، وفسخت المدرب في البحرين، وتقادحت في العراق، كل هؤلاء ناس ينظرون للأمر من باب الـ " التُحفة " أو ماعليهم أن يتشددوا له ولو بلغ " الغُلو " الذي رأه الناس لدى السعوديين " التعصب"، وهو كذلك ـ مُلفت ـ لأن كم الناس أكثر، قياسا بدورة خليج.
هنا لا أنكر من ـ لم يحضر للمنتخب السعودي ـ فيما آخر شجّع وجاء ولو كان أقل، عكس الأشياء أن حضر آخر بطائرات وشجع ولم ينتصر، القياس ـ مُتلبك ـ أليس كذلك؟ لكنه لازال يصب في من ينحاز لمن؟ تلك التي ضربت أمثلة لجماهير جاءت الشتاء أو فضلت "شبّة الضو" على الهُتاف، فيما الذي لم ينقذ الدورة " المُنظم"، فهو لم يسوق أشياءه بذات قدر ـ بيع حقوق النقل ـ للإيطالية الشركة "سلفا"، فلو توازت الملفات لسارت بذات القدر من الحكمة ولربحت "المُنظمة" في الطرفين، ولكنها فضلت المال على حساب الناس وهي تكب كافة التركيز عليه ولاتنتبه لمحفز الجهور، وهذا تقصير، لكنه قشة في كوم تفسير التعصب، قلت: قد تكريس ثقافة ما داخل تركيبة المجتمع بمقاطعة الأشياء أنتقلت للمنتخب، وبالتالي لم يتسوقه الناس كما يجب في أغلب فترات الدورة، فيما آخرهناك بكى عليه، وأقصد أن يخسر الكويت بخمسة ويصاب الناس بصدمة، فيما لو كانت على حساب المنتخب السعودي لباركها المتعصب ولقاس الإعلام الأمر بأبعد تفاصيل التقصير الفني، فيما لن يتعرض للمنظم الذي قلص عدد "فاترينات" لفت أنظار الناس لحدث علينا إنجاحه "جميعا" من أجل وطن ـ وهو نجح بفضل الله رغم ما قصرنا ـ ولكني أحاول أن أُمنطق المتعصب الذي خلف إرباك الأشياء على افتراض أنها مرتبة سَلفا.
لاتوجد لعبة بدون " تشدد" لها ولا حماس، وإلا لن تشعر بانتصار .. ومن فطنة كهذه جاءت كرة القدم " ضحايا " في هيسيل ليفربول ويوفنتوس وبورسعيد، العكس الذي حدث أن الناس في دورة الخليج لم يكونوا بذات كم التدافع وجاء الأقل ولم يُقتل، هذه نعمة، إنما أقرب لمخيلتك فكرة المتعصب، الحي الذي يرزق النَعت، لأصل إلى أن الأزمة ليست في التعصب بل كيف يمنحك "رُقيك " أن تتعصب، وتمارس ماذا تحت منطق " كيف"، وفي أي خانة مسؤولية داخلية تقيس أمر ما تتشدد له، ما يعني أن ثقافة ما متكرسة لديك، تجعلك تمارس الأشياء وفق " تعريف مسبق "، والذي حدث أن ارتباك " اللاءات والنعمات تشابك "، تلك الرغبات الصغيرة على حساب أكبر، فلم يأت الناس، ولا تغفل ياصديقي من لم يُسوق " لدورة " بهذا الحجم على الناس، هو تقصير وليس لك أن تفصله عن المتشابك، أو كومة الأشياء التي رأها آخر لدينا بحجم ظاهر قال عنه "الخطير" في الأمر، فيما منابر كافة هؤلاء " تشجع المنتخب"، تمتدحه في البدء وتغني له، وما أن يدرك بوابة الخروج حتى تنعته ذات المنبر بالسوء بل وتطالب بحل اتحاد، وطرد خواجة لم يتقن، ولكنه لم يكن " يتعصب"، إنما يستنكر فعل " تحفتة " ولم يقاطع، وفق تركيبة ثقافة مجتمع لم تكرس لرفض الأشياء بطريقة ما حدث لدينا.. إلى اللقاء.