.. وليس أسهل من فسخ عقد
المدرب، أو من وضعه كافة سوء
الأشياء، فيطرد، ويدفع له ثمن
“الجزاء “ الذي كان نوّته في عقد
التفاؤل، ذلك الذي أبرمه بفرح
المجيء وكان “ التباشير” التي يغلف بها أي منتخب،
وفي حالة البحرين المثال الأدق على لا صبر يطيق
العراقي عدنان حمد، كان تفسيري للأمر بقرار
متعجل، فلم يوعز عدنان للاعبي البحرين بالتسجيل
في مرماهم، ولم يكن أطول مدة تعثر فيها مع
المنتخب، جاء بديلا لهارب يدعى “ هديسون”،
وتحمل مغامرة إنقاذ وضع ما تعرض له الاتحاد
البحريني، حتى لو جاء وفق عقد، ولكنه في الأخير
قبل بمهمة صعبة وتوعك في مباراتين بدورة
الخليج، الأزمة ليست هنا، بل في تبرير الهزيمة
للناس بطرد المدرب، وهذا ليس حال أغلب الاتحادات
الرياضية الخليجية عندما “ يتلبك “ المنتخب، تطرد
وتدفع شروط الجزاء التي تصل لملايين الدولارات
مع “ الخواجة” وليس أدل من تبعات “ أموال “
ريكارد على الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى الآن
من شرط جزاء يسدد وفق طرد.
قد لا يكون أمر المدرب العراقي عدنان حمد بمثل
هذه النسبة من التكاليف، ولكنه ذات الإجراء المتبع
في التعامل مع الهزيمة، وبما يشبه “ روتين “ أقل
أمر تخفيف الهزيمة، وتلك الأعطال التي لايتحملها
في كل مرة إلا المدرب فيما العمل بفريق أشبه
بالطابور ولا يحاسب إلا “ الأخير” منه، وليس عليك
أن تسأل من يتحمل بقية نسب التقصير، قد المكابرة
تصب في أن حتى البرازيل تقصي المدرب، ولكنا
لسنا البرازيل، ولا تعامل أي اتحاد غير عربي في
وضع صيغ التعاقد مع المدرب، ثم إن “ العربي”
المدرب متصالح، ولا يجيد إتقان توكيل المحامين
عنه، وبالتالي تعاطفت مع حمد الذي “ أكيد” لم
يوعز للاعبيه بالتسجيل في مرماهم، ولم تمهله
الهزيمة ليناقش الاتحاد البحريني لكرة القدم أمر
ما حدث بعد الدورة التي يبدو أن المنتخب البحريني
سيغادرها سريعا، قلت: لو كانت لهم مهلة تفكير
لتكشفت تفاصيل أخرى “، أتذكر أن دولا خليجية
طالبت بتسفير المدرب ليلة “ دورة “، في غضبة ما
كأنها كافة الهزيمة، أو بما أشبه بالتآمر، فيما أتذكر
أيضا أن خليجياً آخر صبر على المدرب حتى لو لم
يحقق البطولة من باب منح الفرصة وبالتالي كان
عقلانياً مع الأزمة حتى أصبح أحد الأبطال ذوي
الكأس والكأسين والثلاث الآن، فيما لازال الكويت
يضع بينه وبين الأقرب عدة كؤوس، ويتعامل مع
هزّة الدورة والأخرى برابطة جأش، وهذه أوجدته
خليجيا أكثر، فيما من يدورون كرسي المدرب في
كل مرة يمارسون ذات دورة الخروج أكثر من
غيرهم.
قبل 19 عاما تقريبا.. التقيت “ ليوبنهاكر “
فيما كان يدرب المنتخب السعودي، وكانت خلت
تشكيلته من ثلاثة كبار وقلت له: كيف تجرأت على
قمع الكبار وإبعادهم ألا تخشى على عقدك؟ قال
لي: مهمتي أن أضع طريقاً سالكاً لمرمى الخصم
وفق تكتيك ما أضع، وليس أن أسجل عن اللاعبين
الأهداف، طرد بعد ذلك ليوبنهاكر، وعاد الثلاثة
آنذاك، وهذا ما يدفعني لتذكر عدنان حمد الآن،
فليس مهمته أن يسجل عن البحرين الأهداف، ولا
أن تكون مرتدات المنتخب أهدافا في نفسه، دوره أن
“ تكتك “ ولم يرتبكوا التنفيذ الجيد بلا الأخطاء، ولذا
طرد ليوبنهاكر، ولا أعلم هل سيدفع له شرط جزاء
إن كان وثّق بنوده أم لا؟ إلى اللقاء.