|


علي الشريف
"إكسسوار" الأهلي
2014-10-23

يستحق الأهلي ما تصاعد من "بنفسج" وما زين المدرج من "أخضر"، وهذه وفق تاريخه الكبير ـ لم أقل إن آخر بلا تاريخ ـ ودعني أكمل، فأنا بصدد الكتابة عن "حالة تنظيم لجمهور في ملعب " وليس الخوض في ميول لأحد، قلت: كان ملعب كرة القدم في مباراة الأهلي والنصر الضجيج الذي تتفاعل معه، سواء من حيث الكم أو الكيف، كانت الألوان زاهية، والأصباغ أجمل في الطرفين، ولو قلت تجاوز جمهور النصر ـ بقذف الفوارغ ـ لما اكتمل مشهد المباراة، فمثل هذه الردة فعل تحدث في أغلب المباريات، وإلا لخرجت المباراة عن مضمون ما يثير ويحتقن ويفرح وتقابله ردة الفعل، إني هنا لا أنكر فعل ردة جماهير النصر طالما تحت تأثير عاطفة، ولا أتفق وفق "روتين" من تجاوز ومن لم، المهم أن الملعب في مجمله كان تحفة فنية، كثير الألوان، ممتلئ بالهتاف، يشعرك بأن ملعبنا اختلف، وملعبنا يتزين، وملعبنا يأتي إليه الناس، وهذا جانب أبعد ما يكون عن ميول أحد، ويلامس ذائقة ما أعجبتني وأضع لها " اللايك "، على الأقل كمتفرج في ملحق " منزل"، وهي ذات سياق " أعجبني" في آخر ليس من ذات قرية الكرة السعودية، ويتابعها من دولة أخرى ويردد أن ملعبنا جميل، وسياقه تزين، والناس فيه يقبلون على الكرة بهذا الود، وبهذا التزاحم، وبهذه الكثافة في كل شيء من علم إلى أهزوجة إلى تنافس مثير بين جماهير، فيما واقع المباراة الفني يتفاعل ولا يتفاعل، وإن جاءت تلك المباراة من أجمل التنافس الذي شاهدت، قياسا بالفرص، وبفطنة التغيير، ومحاولة كل طرف ألا يتضرر أو تلحق به الهزيمة بشكلها الفج.

وأبقى في الملعب، وفي التيفو، وفي الناس، وفي بالون ما حلق وطار، ولفافات الورق التي ملأت حافة العشب، وفي صخب أن كانت مباراة حشد لها الأنصار العدة والعتاد بهذا القدر من الأهمية، قد لايكون طرق موضوع كهذا بذات أهمية تذكر طالما انتهت المباراة، فيما أسعى لتكريس مثل هذه " الزينة " للملعب، ومثل هذا " الإكسسوار" الذي يعوضك عن الهزيمة بأن استمتعت، وبأن وعي ما تشكل داخل هذه الجماهير لتنهج مثل هذه الحفاوة بفريقين سعوديين وبثقافة تقول: هكذا نشجع أنديتنا، وهكذا نعلن من أجلها الحب، هكذا نتبارى مع آخر بيننا وبينه ثلاث نقاط، وبالتالي أخوض في هذا "التكريس"، الذي قد لا يأبه له إعلام ما، ولكنه حدث بهذه الدهشة التي عليها أن تتكرر.

الفكرة أيضا في اعتقاد الناس لما يعشقون، ويتصبغون له، مقولة " الكبير " أو " النادي " الذي له أنصار، ويأتون إليه فيما لم يكن أكمل لهم بقية " الرغبة " من سياق بطولات، ولكنه أسس هذا الحب الذي أثمر تلك الكثافة من الألوان المتزينة من أجله، ولك أن تردد: الهلال يفعل ذلك، والاتحاد، والنصر، وكافة الأندية، ولكني أتحدث عن " شكل الملعب " الذي تزين، وحالة وعيه، وضجيجه الذي أشبه بلوحة رسم زيتية تدعوك للوقوف أمامها فتقتني اللوحة ولذا يتكاثر الأنصار.

إن عدلك سيطري جمهور الأهلي في تلك الليلة دون شك، فيما انحيازك سيبقيك في ناديك، تلك ميول أتقاسمها معك فيما اللوحة الجيدة أقتنيها وأنت، طالما نستطيع، تلك اللوحة تقايض الرعاة ياصديقي، ومن يعلنون على صدور من يعتقدونهم أسرع الانتشار، تلك اللوحة ياصديقي ثقافة ما، عن ناد محلي يشاهده آخر هناك، إن الجمال ياصديقي يرفع قيمة الأشياء، ويجعل منها الطلب والمحاولة، وقد الاعتقاد الذي يتحول للمدرج.. هتاف ما من أجل " ماذا" أحب.. ولو قذفته بالورد .. إلى اللقاء.