قد خلاصة نهائي الأهلي والشباب: كيف تنجز مهمتك وفق أن تتقن ماعليك أولا، وهذا الذي فعله عناصر فريق نادي الشباب السعودي الأول لكرة القدم، وهم يتبادلون الحذر، ويتناوبون الكرة بوضعها في مأمن التمرير السليم، عدم أن تقتطع، الاستحواذ بشكل ينفذ أجندة ما تمرنوا عليه، فلم يرتكبوا مثلا أخطاء على مقربة من صندوق الـ 18 ياردة، ولم يبالغوا في التقدم وكانوا أقرب للتراجع مع لعب الكرة السليمة المضمونة التي لاتتعطل في لف ودوران اللاعب، فما أن تصل اللاعب الشبابي التمريرة إلا ويفطن إلى أين ستذهب وماذا سيتحرك اللاعب ليتقدم منهكاً خصمه، كانوا منضبطين تكتيكياً مع تركيز عال وحجم مسؤولية أكبر في أن تنجز المهمة لصالحهم، كانوا لايأبهون لأكثر من الحصول على الكأس، ولو ردد الخاسر أخطاء الحكم، فعليه أن يردد أيضا أخطاء فنية ارتكبها الطرف الأهلاوي مدربا ولاعبين، ويكفي أن تتفق معي على لاهجوم الأهلي “ غير الموجود “، ثم على قتالية لاعبيه الذين كأن المباراة ليست نهائيا بالنسبة لهم، ولا اعتبارات تاريخ يسجلون من خلاله حضور فريق ناديهم الأول لكرة القدم بحجم أن يشع أكثر في “ تحفة الأرض “ وجوهرته التي أبهرت العالم بكونها سعودية وفي جدة التي أصبح لها الملعب الأحدث، المهم أن مقابل الشباب كان أهلي لايقاتل بذات الضرواة، ولا يركز بذات القدر، وقد تردد: أن الأخطاء تحدث وأوافق ولكن ليس بحجم ما حدث حراسة وهجوما ودفاعا ووسطاً، ليس بحجم أن تقدم كتفك لخصمك ليلتهمها بموافقتك، ليس أن تجرب أيضا، ليس أن يكون خط مقدمتك يأمل في تسديدة عن بعد أو فاول، ليس الكثيرة التي تمرر لتقطع منك الكرة، ويتحرك زميلك اللاعب من أجل تمريرة لم تفعلها له فيما تطلق الكرة من قدميك لمكان ما، وهذا لايعني أن ينهال المقال على الأهلي الفريق، ولكنه يشرح الهزيمة، بل الموسم الذي عدة بطولات خال الوفاض لفريق كرة القدم الأول، فيما تعلم وأعلم حجم مصروفات ما ينفق على فريق كالأهلي، وهي ذات الاعتقاد بحجم صورته النمطية في ذهنية أنصاره وبالتالي لك أن تقيس على كل ذلك إن خرج، وليس كما يقاتل الأقوياء بل بثلاثة أخيرة كشفت الفريق بأكمله فلا تشعر معه باطمئنان سيأتي القريب طالما المدرب البرتغالي لايدرك حجم أهمية الهجوم ويلجأ لمساندته بتغييرات لم ترتكب الهدف بل ولا حتى التهديد في ليلة نهائي الشباب.
فارق الشباب إن كان أهدأ، وأدق، وأحد هجوما، وأكثر تقاربا، وتمريرا، فيما عقلية المدرب قد تنحاز ومن باب ذلك اليقين “ الشو “ لفيتور بيريرا البرتغالي الأهلاوي، فيما العربي التونسي فعل عدة مستحيلات في النهائي بأقل صمت وتأفف وتوجيه وبما أوحى بمذاكرته أكثر لكتف الخصم، وبالتالي أكلها ثلاثا مع رأفة تذكر إن لم يسجل الشباب هدفا رابعا، ولو قلت والأهلي هدر لأكدت لك ذلك مضيفاً أنه كان يفعل من باب سوء التمرير على عدم التصرف بالكرة، وبالتالي حتى لم يسدد ولم يرتكب الأخطاء التي يستميل بها الخصم على الـ18 ليسدد محترفه على شباك الخصم بذات سهولة الطائي والاتحاد تلك التي كانت “عبقرية “ المدرب ولم تصمد أمام الشباب، فيما يغامر بمهاجم واحد لم يصدق أن بلغت الكرة قدميه أمام الحارس مواجهة فلم يركل الكرة.
ومثل هذا يصب في سياق من تمرن على ماذا، ومن قال له المدرب الأهلاوي فيتور بيريرا افعل ولم يفعل وكان ذلك يتكرر في عدة بطولات الموسم ولم تحل الأزمة وبالتالي فقد العديد من الذهب ومعه أحزان لأنصاره الذين حلموا هذه المرة الأخيرة بأن الأمور لصالح فريقهم ولو “ نفسيا “ بعد هذا الدعم، ومعرفة الخصم المبكرة، وتضاده مع الفريق الأهلاوي ما يعني روح قتالية أعلى ولكن ذلك لم يحدث، فكان الشباب كعناصر وكمدرب أكثر اتقاناً للمهمة وبالتالي للفرح وتسجيل تاريخ جديد يذكر لعدة أزمنة بحكم مكانة الملعب وتواصل اللعب عليه.
إذا خسر أحدهما تفانى أكثر وركز وأنقذ موسمه، فقبل النهائي كان الشباب بذات الحصيلة على مستوى الموسمى مع فارق أن هزم كافة الأندية الكبار، ولكنها بعد الأهلي ترتيبا دوريا وجاء وتقدم عليه وخطف بجهده ملايين الضوء والسمعة وقد توالد أنصار جدد من بوابة مباراة بحجم هذه التي حدثت، وكان فيها على يقين بأن يكون أقرب للانتصار من الأهلي الذي حمل ذات الطموح ولم تتقنه الأدوات، وترافق مع الأخطاء سواء عناصرياً أو مدرباً فيما لم يقرأ طريقة لعب خصمه جيدا وفضل التركيز على بناء “ما” لايصل للمرمى في 95 دقيقة سوى مرات أصابع اليد القليلة والواحدة وذهب بها التفريط .. أبارك للشباب .. فيما الأهلي “أتهردك له” .. عليه أن يعمل .. أن ينتصر ولكن بزعم: ليس بهذه النفسية ولا بهذه الأدوات أو حتى مخطط العمل .. إلى اللقاء.