هيئة الرقابة المالية الفيدرالية لمدينة برازيليا قالت: إن ملعب جارينشا الوطني تجاوز قيمة الميزانية المخصصة له بأكثر من 13 مليون دولار، بسبب تعديلات فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على الملعب، ما يعني أن لا يتم صرف 698.6 مليون دولار فقط، لتصبح التكلفة 711.6 مليون دولار " ـ ملخص خبر (د ب أ)، وتذكرت ضجة المال على الأهم والمهم في البرازيل منذ بدء الشروع في عمل إنشاءات المونديال، تلك التي استهجنت دور (فيفا) وتسلطه وضعف الحكومة التي توافقه على رغبات ليست بالضرورة التكاليف، ولا أهم من حاجات المواطن، قد ما تعودنا عليه في حسابات كهذه أن نقارن، وأن نعتقد الفساد، ويقيس العربي ما لديه بالآخر، الذي أدق منا في حساباته، وتكاليف ما ينفق، وهذه قد تنطلق منها لتؤكد ما ليس الجديد، وفي أن " الهَدر" مازال على رأس العمل، وأن الروتين لدينا بذات أكمام الجودة لأنه اللجان المتشعبة وتتكاثر، فيما تتذكر مقولة حُسني البرزان بكراكتر الكاتب المهموم ويكتب المقال في "صح النوم " المسلسل، تلك التي: "إذا أردنا أن نعرف .. "*
وقطعا هدف المقال المقارنة، وكم المهدر، وكافة قبيل ذلك، ويصب في حالة تفريغ: إذا كان هذا الملعب الواحد في برازيليا وسيكلف وفق التعديلات المفروضة من (فيفا) هذا الرقم ( 711.6 مليون دولار )، فكم ستكلف عشرة ملاعب في بلد عربي تدمرت بناه التحتية الرياضية بالكامل بملصق سعر "الصيني " طبعا، وهي ذاتها " كم؟ " في عدة بلدان الربيع العربي ـ كتوتال ـ وذاتها الاستهلاك وحاجات الناس في بلدان لاتتفرغ طاقاتها إلا بالرياضة، ولا تعتقد النصر إلا بركل الكرة، إنما أقرب مشهد المستقبل وأضيف عليه مليارات أخرى ستبني المشفى، وتعيد المَصَحة، ودار الأيتام، وتجمع 30 مليون قطعة سلاح من يد المواطن في بلد واحد فقط، ليتبارى الناس غرب وشرق أوسط العرب الكبير، فيما حاجاتهم الأهم الأمن، الرغيف، عدم التقاتل بتقيا ـ الطائفية ـ التي مُكسنها الموضعي الرياضة، وهنا لا أتصور لك المستقبل، ولا ألتقط ديجتال الصورة، بل " أسدد وأقارب " * وأعتقد الأزمة لما ـ رياضة ـ تلك التي لن تكون الأولوية بالطبع بعد الفراغ من ترتيب بيت السياسة من الداخل، وعلاقته بالآخر فيما يستعجل عودة الأشياء طبيعية ولما يتزن ولا يرتبك .
ماذا إذا كان البلد العربي في الأصل الفقير، وعلى افتراض أن ليس لديه ما يقتتل؟ كيف تُعالج فيه الرياضة، كم مخصصها، كيف يغدق؟ سؤال كهذا سيضعك في وسط ميادين عربية عدة قطع، وأغلبها الترابي، وبلا أسوار، أو مقاعد، ثم قد تأتي الدولة العربية طرف الحرب، فتنفق كافة الموازنة على " الطمأنينة "، فما بالك في أنظمة تحولت الفزاعة لآخر لتدعم الخارج على الداخل الذي تحت الدبابة، وفيما أحاول الابتعاد عن السياسة قدر المقال أقرّب فكرة المال ليبني، إنما أحاول فك صورة ذهنية ما ستحدث الرياضة العربية في آن " التكلفة"، وأن تواكب، وأن من حقها أن لا تأتي ما تدمر في ظل ظروف راهنة تلعب الحرب، والتأجيج، والفتنة، والأضداد، وتمنح كامل ثرواتها لآخر يتأمّن أكثر، ويرى مستقبله الرياضي بوضوح، فقياس قيمة تكلفة ملعب كرة كأعلاه، بالضرورة أن " يُستدان " في أعوام مقبلة، ويأتي القروض المتراكمة، أو إنهاك موازنات عربي آخر من أجل الشقيق الذي لم يعد " التوينز " أو التوأم الذي ينصت لعقل ما، قال له الإضاءة، فيما يبحث عن دفء في أحضان لاتتفق سوى عليه، وعلى مستقبلة، وعلى إنسانه، وعلى قوته، وتحوله إلى فتات أصغر متهالك، وما أكثر الأمثلة التي بشعة، وتغتال كافة أشياء المواطن العربي، ولو بقيت في تكلفة الذي تدمر من منشأة، وتخيلت قيمة ما أنفق، وما كانت من أموال للناس، لأدركت أن الخسارة أقرب لوصف: "فادحتان"، أن بنى وتكلف ودمّر، وأن سيبني بأقل وفاقة ويندم، وقد يتسول، وتأتي رياضته " عكاكيز "، وقد بنصف مدرج خال من الناس، أبالغ .. أليس كذلك ؟ حسناً. إلى اللقاء