|


علي الشريف
في ظل ما يحتقن
2014-03-16

تُسافر الرياضة العربية من بلدان الارتباك لأخرى تتأهب منها، ومثل هذه الحالة مأزق، ما لا يصيب في النهاية مستهدف جودة العمل، ولا مصروف ما يجب أن يمنح، وأنت ترى الليبي والعراقي والسوري والمصري واليمني وبعض الخليجي تحت حالة غير المتزن رياضياً، ولا المستقر ويعمل، ولا المنفق ولايقتر أو يبذّر، إنما يقف المقال على كون أوضاع كهذه ليست بيئة عمل صالحة للرياضة من لبنان الطابة إلى شام البراميل المفخخة، والذي أقيس أن الرياضي العربي من فخ إلى لغم، المنتخب يفر من هناك إلى هناك ليتأهب وليواكب، واللاعب تحت لا استقرار التركيز الذي عليه أن ينتج، وقد تخالفني، ولكن عد للمشهد الرياضي العربي العام وضعه بين أهم ومهم، أولويات الأنظمة، وحاجات ما يشجع الناس، قطعاً ستدلل بالعراق ولو من باب كم المتفجر وما يقتل النظام في أنبار، وبما لايستقر في شام وما يخشاه المارة بشارع بلبنان، وما يتأقلم كالقطع الست أو السبع في يمن يتحوّث ويغلي، ومن مفهوم كهذا تأتي الرياضة العربية في مقتل أبسط الأمر، لأنها ليست سوى فزاعة، فيما المستقر من البلدان العربية كما في السودان ـ من باب ولايُهون ـ تحقق النتائج، وكما في بعض البلدان الخليجية يخشى ما سيجتمع في المستقبل، وكيف أن ما تصلحه الرياضة قد يفسده " تصريح " على غرار طائفي أو يتهم بإرهاب، وعلى ضوء هذا الضجيج المتبادل ستقام الدورات وتنظم البطولات وتباع التذاكر ولا تعلم لأيّة "أكشاك" ستتجه.

والذي أقصد أن بيئة العمل الرياضي في البلدان العربية باتت مهددة، ولا تشجع، فيما تدمرت أغلب بناها التحتية، على إنتاج إلا في المستقر ويشوش عليه آخر يغبطه على أمنه، وعلى لا طائفتيه، وعلى كونه يحاول، وقد تأتي مشاركة المنتخب العربي مع العربي في إطار ما، وقطعاً ليس الرياضة، ولأني أكره تعاطي السياسة وفق مشهد ما يحدث، أبقى في كيف بيئة من ينتج ماذا للرياضة في ظل هذه المخاوف، وماذا يخطط الرياضي، وكيف أنه في بعض البلدان بلا مقر ولا مصروفات، وبلا فواتير مسبقة الدفع لمعسكر خارج حدوده يتأهب من خلاله ليسعد الأنصار، ما يعني أنه يعيش بأقل التكاليف ولا يوازي أن يحقق المستهدف من تعريف الرياضة في سياق آخر دولي / غير عربي، ويدرك الاستقرار أكثر وبالتالي بيئة عمل صالحة لإنتاج، ومن منطلق تأدية مهامه كما يجب، وليس كمن يتقبل أمر الواقع الذي لايمنحه الموازنة كاملة، وقد لاتصرف له بدلات، إنما أقيس فارق رياضة ورياضة، تعريف سياق من ينتج ماذا وفق استقرار ما يجب أن يتحقق، ونقيضه الذي في المخاوف ويعمل، وبالتالي تخشى على هذه الرياضة في أغلب البلدان العربية من أن تعود لكرة " الشُراب"، وفكرة أن تتخلف، وتفقد ثقتها في أن تنافس ولو من حرب مقبلة يشعلها طرف نكاية في آخر، طالما اتحادات رياضية في بلدان عربية ليس لها الآن ملامح، ولا بوابات يعرفها اللاعب والمدرب إلا وفق تعليمات من يصدر ماذا هناك ويبقى المعسكر ملجأ، أو مسكّناً موضعياً حتى ينتهي السياسي من أزمته، وتكون بعدها الرياضة تآكلت وبُناها التحتية تحطمت، وأصبحت ألف فاقة وحاجة.

قد يذهب رأيك إلى أن المنافسة مستمرة ولم تتوقف، والمنتخب الذي بلده يرتبك يحقق كأساً، ولكنه لايحقق تصور المستقبل كما يجب لرياضة أكثر رصانة أو قوة أو تنافس، بل فعل المؤقت الذي ينتصر للسياسة في ملعب الكرة، ويضع الرياضي تحت طائلة التقشف، وفكرة عدم البيئة الصالحة للإنتاج، الكأس ليست الرياضة كما ليست التفريغ، إذا ما قست الأمر بسياق أوضح يوازي آخر لديه الفكرة المختلفة هناك، وقد توافقني في كم ينفق، وكم يفزع هنا أو هناك، الموازنة التي واضحة التصور، وتلك التي تغادر مع سفينة الأربع موازنات المهدرة، فيما لم يطل الرياضة من مالها سوى بعض القوت والمدرب الأقل تكاليف، وسد رمق الحال، من فكرة كهذه الآخر أقوى منك، ولا يسرف، ويحقق " أين " تلك التي في مستقبل التصور وهذا الذي بيئته وأدوات العمل لديه ليست قاصرة ولا في أزمة.

إن التصور للرياضة في بلدان عربية منهكة لن يأتي أكبر من وضعها الاقتصادي مثلا، أو حجمها الذي تآكل، أو ما أصبحت عليه من أقاليم، أو مدن مدمرة، وقس على ذلك ملعب الكرة، ومدينة ما تستضيف، وإعمار ما سيحدث من أولوية حاجات المواطن العربي هناك، والتي بالضرورة أن تبدأ بما أهم الاستهلاك قبل ركل الكرة، وبالتالي قلت: تتراجع هذه الرياضة العربية في استشراف قوة ما تنافس بها آخر، فيما المستقر من البلد العربي قد يأتي أقوى، وينافس أقل، ما يعني عدم التكافؤ، وبشكل لاتتزن معه المعادلة، ولك أن تفكر في من سينظم ماذا ويتكبد كافة تكاليف "الحفلة"، وقد يكون هو في الأصل كاتحاد وطني تحت طائلة سداد ديون، أي إن كان يعاني بأقل ولا تتحقق له بدورة بيئة عمل من ينتج ماذا لتلك الـ " أين "..؟ يطول شرح الأمر ولكن الرياضة العربية في أزمة كبيرة وعادت للخلف خطوات، إذا قست المُجمَل فيما الحالات الأحادية ليست كافة الأمر.. إلى اللقاء.