لن يُعينك عدّاد ذاكرتك أن تحصي ستة قادة مَهرَة، ولهم ـ كاريزما ـ ويدركون التدخل، ويقنعونك في نهاية الأمر بأن داخل الملعب من يدير المعركة باقتدار، كما كان يفعل مثلا بيكنباور، ويغضب زيدان، ويترافع على كبار الذي في كتيبة المنتخب الإيطالي أو الإنجليزي، فالذي هُنا ـ ليس بَعد ـ صالح النعيمة، أو من شعرت به يواصل المتذمر، المحذر، الموجه، ويستحصل مال لاعبي فريقه مثلا، وليس الهدف أن أعدد من كان، فهناك في الكرة السعودية قيادات عدة، ولكنها لم تنجب الآن سوى " لا أحد " ولا ـ كاريزما الآن ـ وقائد يشعرك بأهمية توجيهاته داخل الملعب، ولو وضعوا شارة القيادة على متن وينشغلون بدور الكرة على حساب المُوجّه.
وتشفق على منتخبات بأكملها، وليس أندية فحسب، طالما تبحث عن المُقنع، الذي لديه الحلول، المبادرة، التفاوض، ويلعب ـ المدير داخل الأرض وعنصر فريق العمل ـ وبِعلو ما، يُطمئن بأن لدينا من يسير بمنتخبنا أمام، ونادينا للتعقل دون ارتكاب حماقة ما، كتلك التي يرتبكها بعض الجنود في المعركة فتؤدي لخسائر فادحة.
النعيمة كمثال المقال، وهذا لاينتقص من أحد، كان يتدخل، ويقف بشكل الواثق، يصرخ، يتراجع، ومعه أدوات تَسمَع وتًنفذ تقدموا أوتراجعوا ويأمر بها القائد، كان كذلك في الهلال، في المنتخب، في أندية أخرى، كان لدى العنصر المُفوّض لهذا الدور مواصفات القيادة، منتخبنا في الثمانينات من بعد النعيمة: النفيسة وخليفة وماجد وعشرات اللاعبين الذين كان أقدرهم ـ قيادة ـ صالح، فيما أغلبهم يمتلك كاريزما " التحريك والتحرُك "، ولو بنسب متفاوتة، الآن لايعلق بذاكرتي ـ أحد ـ فؤاد أنور، ولا عبدالله غراب، ولو راجعت العديد من أسماء قديمة لوجدت خاصية هذا الدور مفعّلة فيما الآن معطلّة.
قد التفسير أن يتخلى اللاعب عن مسؤولية تسند إليه، قد طموحه، قد يكون أقنعه داخله بأنه ليس الدعيع، أو مادجر، أو الخطيب، وقد بيكنباور، مارادونا الذي حقق كأس العالم بيده، ما يعني أن سلطة المال، قد تكون لعبت دورا هاما في أرباح " مَعنَى " اللاعب وإفساد رغبة القائد لدية، ومن يقفون خلف إدارة النادي لا يكترثون لأمر القائد، طالما يسجل الفريق الأهداف ويحصد النقاط، تستثني ذاكرتي حسين عبدالغني، ولكنه يرتكب ذات خطأ الجنود في وقت مضى، فقلل من كاريزما أن يكون الامتداد، سأكمل: الذي في الهلال الآن " كاريزما / المدرب "، على حساب القائد، فليس له بالغ الأثر في استحصال حقوق، ولا صراخ يوجه ويحذر ويطلب التقدم والتراجع داخل الملعب، هي أيضا في الأهلي غائبة، وفي الاتحاد تكاد لاتذكر، وفي الاتفاق، وفي "عِد واغلط "، وهذا ليس الرصد، بل من يَقرَع ـ تهزُ رأسك ـ لتتذكر، وكان النعيمة أو عبدالرزاق أبو داود، أو الكبار الذين توقفوا عن الركض، فيما تفكر في المنتخب والنادي وكافة جدول الترتيب.
من أدوات القائد ليس المُتعلم فحسب، بل من يتخذ القرار وقت قشة النجاة، المسؤول ولا يهرب، طالما قلنا إن نادياً في أنديتنا أحضر عدة مدربين في موسم وغرق، والهلال تربع في النصر وذهبت الهدايا للمدرب، والكثيرة ومنها أن لم تعد تدرك من خلالها ماذا يحدث في الأهلي والاتحاد وكأن لا ـ فيتو ـ للقائد، الكابتن، المفاوض، المحذر، وبقية وصف من يفعل ماذا؟ ليدرك فريقه النجاة، ليس التقليل من أحد بل من أندية ليس لديها "كابتن"، وإدارات لا تلتفت لهذا الأمر بأهمية زاويته، وقد إدارات منتخب ترضى "بالموجود" ولا تستثمر في قائد.
لك أن تقرأ الأمر برؤية مختلفة أبسط: يوجد قائد في كل ناد، ولكنه بلا صلاحيات، لـ " بلا كاريزما"، ويفضل دور اللاعب على داخله القائد إن وُجد، إن القائد مواصفات لا تتوفر في أغلب، وإلا لما كان النعيمة أميز، ولما بقي الهلال بعده، بأقل ضجيج ـ الكابتن ـ وإن حصد البطولات، فلم نحقق في المنتخب ذات الضجيج، بل الأقل الذي أخرجنا من الفرح عدّة مرات.. قد من التقصير " الكابتن".. وإن فاز فريق النادي.. ليس لأن القائد لم يكن في العَدد، بل لأنه لم يؤدِ دور المُوجّه ولا مستشعر الخطر.. وأغفله الفرح.. فلم نعد نراه.. من قائد ماذا في ناديك..؟ هل يشعرك بأنه القوي.. المنقذ.. المفكّر.. هل تقتنع؟.. لماذا رددت: " يَعنِي " تلك التي لم تُخرجها واثقة..؟ إلى اللقاء.