|


علي الشريف
الضجيج فن
2014-01-05

قد بَكَّرت ، ولكنهم يستهدفون الأكثر الذي أقصد أن أي ملف تنظيم بطولة أو دورة تُحاك مدته بعناية ، فيأتي المبهج ويتلافى الخلل وكثرة الأعطال ، ولو من باب ما يحدث في كل بطولة يقرها فيفا ، أو تلك الأولمبياد التي جعلت البريطاني يفتخر حتى الآن ، كون أقرب ما في الذاكرة من " حفلة " بهيجة ، وكتنظيم وبقي لها الضوء الأقرب تنظيم البريطاني للأولمبياد ، وكيف صاغ منافسته ، وكسب الأصوات ، ثم بنى ، ثم أهبط الملكة للجمهور ، إنما أقرب ما يرتكبه المنظّم من بعث الفرح ليظهر للكافة أنه أكثر من يهتم بالناس عندما يأتون إليه ومن باب غبطة حسن إدارة فريقه لما أسند لبلاده من تنظيم ، ومثل هذا الحجم أعلى سيكون " فضفاضا" على دورة الخليج التي تحظى بحميمية ما ، وبالتالي عدد فرق أقل وتظفر بها دولة ترسم ملامح الأمر على أنه يبتعد عن كرة القدم ويصل بالأشقاء إلى التوافق الدائم ، وهذه سأقفزها لأصل إلى كـ " أننا لم نبدأ ترتيب أوراق حفل الملف / الفرح / التنظيم / تكريس ثقافة ما ، من خلاله / بعد " ، فالأمر حتى الآن كالروتين ، وككافة الشعار الذي تألفه منذ زمن ، والأغاني التي لم تهبط للأسواق بعد ، وتغيب عنا فكرة استباق طقس الدورة ليأتي اهتمام المنظّم " عادي " ، وهذا شعوري كمن في داخل ، فما بالك بمن هناك ويدون ماذا سيفعل السعودي بالدورة ، وكيف سيعد ، وكيف الكثيرة التي لاتبتعد عن نوايا ما قد تذهب بالخلل البسيط إلى كافة السوء في الأمر .

ووفق ما حضرت وتابعت من دورات وبطولات عربية بل وكأس عالم ، كنت أرصد المنظم وكيف يفتعل لفت الناس إليه ، وكيف أنه يعمل على تقديم " بروشورات " أكثر حتى للسائح في المطار ، ويضع لوقو أو شعارا ما سيتنظم خلف العربات ، وفي أماكن التدخين ، وزحام الناس المهذب وغير المهذب ، قد ليشعرهم بما سيتكلف ، وبما يهتم ، وبما دور البلد في صناعة ماذا لآخر سيأتي الزائر أو المشجع أو المستنجع أو الكثرة التي تتبادل منفعتها عدة جهات فيما يكاد نلخص أمر استضافة الدورة المقبلة في رعاية شباب ، وكأنها البيروقراطية التي تبعد آخر من أن يسهم في ماذا ، وقد تكون الرعاية حتى اللحظة لم تكمل كافة " البروشور " ولكني أشعر بها تتأخر ، وبما سيأكل من كعكة الفرح تلك التي ستأتي ليس كما " نحب " إن واصلنا مثل هذه " العادية " في التعامل مع الأمر .

مثلا لم أقرأ عن شراكة ما بوزن الثقيل ، ولا تخفيضات المهول الذي يسوق لمن سيأتون ، أو فندقة ذلك البائع للغرف أو سياحة ما سيتبضعها الناس وبملصق سعر على الحقائب ، والعربات ، وفي شوارع فسيحة وممرات على ناصية تشتغل لماركات ليست الرياضة ولا يزاحمها أحد ، ومثلا هذه ستأكل المقال على حساب أن تستنهض فريق العمل على أن يأتي سريعا وتجده بينك ومعك وفي رسالة الجوال ، وأن يكون " الكل " / منظّما وليس جهة " الكورة " فقط ، ومثل هذا يتكرس كوعي عام وتتقنه الممارسة ، لنظهر أحق ، ولنكون ثقة آخر فيما لو ملفنا اللاحق سيدخل منافسة ، فهنا أضرب المثال فقط وأعلم آلية من تذهب إليه دورة الخليج ، ولكني لازلت أتذكر في كل بلد ذهبت إليه " ملمح / ما " ، وقطعة حلوى ، وتأصيل لتراث ، ومسوق ، وبسيط وضع الشعار على عربته ، وفعالية أقيمت على حس الدورة ، فيما كل ذلك القديم فماذا سنقدم ؟

الضجيج فن ، كما لفت انتباه الناس مهارة كما الأرباح تلك التي آلتها الحاسبة تدرك رقم التكلفة ، ولكنها لاتشير كصماء إلى " المعنوي " ، والتأصيل ، بل والسياسي في وقت تكالب الظروف ، والذي أقصد أن ننجح ماليا ومعنويا في وضع ماذا في أين ، وذلك لايتأتى إلا " برؤية دقيقة / لأهداف محددة " ويتجاوز حجم المصروفات وفرح الناس وكون المنظم لم يفشل ، ولكنه في ذات السياق لم يَصُب في هدف أبعد من دورة الأشقاء ، تلك التي مطاطة وذهب بكأس دورتها منتخب ما ، غير أننا لم " نتحقق " في فكرة ، ولم نكسب ، وقد نخسر فنقرع المنتخب ، وتوقع حدوث كافة الأشياء ، ولكني أقصد كافة الجهات التي تعمل ، وتعوض ما قل هنا ، بأكثر ما حدث هناك .

والذي أنهي به المقال أن كافة الناس فريق عمل ، ولا أقلل ممن في المعمعة الآن ، ولكني أطالب بأن نقف على ماذا أنجزنا في ملف - حفلة التنظيم - وما هي " فكرتنا " الخلاقة ، وماذا سنقنع الناس به ، وماذا بكم ، من سيعلن ، أين أعلن ، من الكثيرة ، تلك التي حتى " اعلام من يغطي ماذا " ، الآخر " يُجيّش / لفكرته ، لماذا " لاتُجيش / أنت " ؟ قلت : الضجيج فن .. لاتزهد .. طالما كل هذه الحرب ضدك .

إلى اللقاء