قد يكون هذا المقال الذي كتبته في العدد 932 في هذه المساحة وبتاريخ 13 ـ 4 ـ 2013 صب في " قناة كل الألعاب" التي دشنها نائب رئيس هيئة شؤون التلفزيون الدكتور عبدالله الحمود الإثنين الفائت باللجنة الأولمبية، قلت: "قَد"، فيما وضعت للمقال عنوان: "جريدة المختلفة "، ولا يبتعد ـ صلب الموضوع ـ عن سياق ما للعبة المختلفة من حق لتصبح أسوة بكرة القدم مثلا، وقتها قلت: " قد من إشكالية الاتحادات الرياضية السعودية ـ أقصد اللعبة المختلفة ـ أنها "خبر مقتضب"، ليس لها نوافذ إعلامية تطحن الأشياء، ولا ترصد، ولا توثق، ولا تأتي بذات كثرة كرة القدم وضجيجها، فهي ليست الإعلام المتخصص ولا البرامج، ولا الناقد الذي يثري، ولا فريق العمل الإعلامي الذي يزاحم من ليسوا لعبة مختلفة، وهذا لأن الإعلام الرياضي بدوره لا يتقن التخصص ويخوض في العام وأغلبه كرة قدم، ولا يركض كالجواد أو يهرول كالعداء، وإن جاد على ما ليس العام أو من لم يكن كرة قدم لما تجاوز التغطية البسيطة والحوار المقتضب بتوجيه ما، لتبقى هذه "المختلفة" بلا صحيفة ولا مجلة ولا برامج حوارية تأخذ من ضجيج كرة القدم بعضه فتحرك الراكد.. وشرح هذا الركود يتوقف على تفاصيل عدة، منها دور المستثمر الإعلامي بمؤسساته وشخوصه في مثل هذه الألعاب واللعبات بما يدفعه لفتح ما يبيع لهم من دكانه إعلام ولو في صحف إلكترونية، وبالتالي يبحث عن المتخصص والـ "مُنَظّر" في كل مجال، فالفكرة تأتي بأختها حتى تبلغ القناة فالضجيج، وكذلك من يقومون على اتحادات ألعاب كهذه، فهم لم يفكوا هذا الاحتكار لأمر الضوء ليبقى كرة قدم، القائم على الاتحاد يرتكن لمحرر صحافي متعاون يقوم بكافة أدوار المهنة بما فيها من ضوء، وهذا لو قطّع نفسه لن يحقق أكثر من نشر الخبر وفق استجداءات مسبقة، هم أيضاً لا يتبنون الصحيفة ولا المجلة ولا القناة بشكلها ومضامينها الدقيقة المثيرة مهنياً في الإعلام، وإن جاء أي اتحاد وفق ذلك، فلن يتجاوز إصدار نشرة شهرية يتحدث فيها عن "إنجازات" حققها الرئيس خلال فترة رئاسته وليس أكثر، وبطرق تجمع موادا لا تبيع ولا تستثمر ولا تنشر رغبات أن تُطور، وأقصد أنها لا تصيب "إميج" أو صورة اللعبة فتُعتنق أكثر وتحفز على متابعة إعلام يدعي التخصص فيما أغلبه كرة قدم، وناقد لم يلد بعد في فروسية أو رماية أو جمباز أو إسكواش، فيما هذه الاتحادات تعمل منذ زمن طويل وتركض وتدور على المضمار وتنفق أموالها الطائلة بلا إعلام، هذا قد تقصير المؤسسات الصحافية في أن تعتقد الربح أكثر في مجالات كهذه، وهذا أيضاً كما قلت أعلاه دور من يرأس ويرى أمر نجاح الاتحاد في محرر متعاون كافة الأدوار. بمثل هذا الإعلام "المرتبك" لن تسمع الضجيج أكثر ليتحرك الراكد وتثري رغبة اعتناق اللعبة، ولن تفتح دكانة محرر ما ليس كرة قدم، بل إنه حتى صفحات مثل هذه الألعاب ـ إن وجدت لمرات قليلة في الصحيفة ـ لا تثق في أنها "تبيع"، وأغلب من يحررها يعلم أنه "شحيح" ولا ينافسه آخر فيما ليس الجهبذ، ولو ضربت أمثلة بمن حاول ولم يكمل لقلت القليل ولكن في الأخير لا صحافة لهؤلاء ولا إعلام يتخصص ولا متنفس ولا أزمات أيضاً طالما فكرة الاستثمار لم تصل بعد لا إلى "هنا" ولا إلى "هناك".. يظل خبر الميدالية إن تحققت فرحة عظيمة ولكننا نرتبك في اسم من حققها.. وقفزة ذلك الفارس رائعة ولكننا نكتفي عنها بناقد كرة قدم.. هذا الإعلام لا يفتح نوافذه أكثر من "مباراة" وينشئ لها الصحيفة فيما جاوزت رياضتنا عشرات الاتحادات تلك التي نشرة ترسل في خطاب كإصدار رئيسه كأنما: "نحن هنا". (انتهى مقال آنذاك). أضيف: إن قناة (كل الألعاب) لم تعد الحلم بل الواقع الذي يجب أن يأتي " يستوعب " كل ما أعلاه، ويغوص في دهاليز واقع " المُختلفة " بما فيها من تجارة ومال وأعمال وأرباح وطرح أزمة، والبحث عن المتخصص ليتحدث.