غير الطبيعي أن لاتحدث أخطاء تحكيمية في من هم بحجم الأهلي والهلال، بل أي فريقين يتنافسان بهذه السرعة، بهذه الضراوة، بهذا الشحن، بهذا الحرص على النقاط، ومن غيره أيضا أن يأتي بيريرا منفعلا أو يربط سامي الجابر جأشه ويتحدث بهدوء، والذي أقصد أن أي مباراة بمثل هذا " الوزن " تشكل عبئاً نفسيا على الحكم المحلي الذي أفقدناه هويته بين ظن من هو " معه " ومن هو " ضده "، ومثل حكم الأهلي والهلال ذهب للمباراة وفي مخيلته الهلال والاتحاد وتبعات ماتقادح، ومثل هذا الإرث " النفسي" المتراكم ممن هو " الحَكَم " لدينا كعرب وليس سعوديين فحسب يؤثر ولو بنسبة هامش خطأ ما يحدث في قراراته، الذي سترفضه أنه ظلم الأهلي كهلالي، وظلم الهلال كأهلاوي، وظلم هذه مستمدة من عشرات بطولة الدوري التي غالبا مايأتي فيها الحكم تحت " ظن " ما، وسوء فهم ما، وتبرير ما، وتأويل إن كان على حق " القانون " أم لم يكن سوى " المكيال غير العادل "، وهذا كله لايبرر الخطأ ضد الطرفين ولكنه في ذات الوقت " الصداع" الذي علينا أن نتخلص منه بعد انتهاء المباراة، وبشكله الذي لا يؤجج الأشياء، حتى لم يعد لدينا الفريق الذي ينتصر بعدل، ولا الحكم الذي يصيبنا بالطمأنينة، ولكي أقنعك أكثر لو كان " خواجة " ولم يكن " مرعي " واتخذ ذات القرارات لقلنا من جلبه؟ ومن أقنعه به ومن " الكثيرة " ؟ تلك التى لاتخطىء إصابة ذمة الحكم، ولكن كافة ذلك الضجيج سينتهي بمغادرة الخواجة ليلة المباراة، فيما يبقى المحلي سنوات تحت سكين الذكريات وما فعل وما ارتكب حتى لو كان قراره في حالة ما صحيح ودونته ذاكرة الراصد على أنه " الانحياز " ولو برر القانون العكس. هذا لايلغي " الخطأ " ولا فصل مابين الجيد والرديء والعادل ونقيضه والمتطور والمتراجع، ولا الخطأ الواضح من عدمه، كما لايلغي هذا الإعلام المشجع الذي " يغرد " ويكتب ويحذر ويعيد سرد أخطاء ماحدثت من الحكم وفي الأخير يقول نادي " التحكيم " ولايذكر في ذات السياق ما " نوع " ناديه الذي بلا حَكَم وهل صحيح؟ في حكاية أسوأ ما فيها غياب العدل، وأن ينتصر المشجع، ولو بمثل هذا الضرب المبرح للحكم، ولقانون لايدلي ببنوده أو فقراته إلا أقل من عدد أصابع اليد الواحدة في 50 ألف فضائية، وبالتالي تقبل التحليل التحكيمي على مضض ما قد يخالف فهمك لكرة قدم وحاله أمامك ولاتفسر أكثر من الخطأ ومع ذلك يقول المحلل صحيحة لأن ذاكرتك " لاتقاوم " ببند ولائحة من علم التحكيم فتقبل بالتبرير وفي فمك ماء، بمعنى أن تعتقده أفهم منك بحكم تاريخه التحكيمي المحلي بل والدولي الذي كنت تتهمه بالانحياز وعدم العدل في يوم ما وتحول للمحلل الآن بذات القدر من نسبة ارتكاب هامش الخطأ ولو من باب ميول ما كان ينتمي ويشجع، ولا أقصد شخصا بعينه بل ضرب مثال من تعتقد بعد " ماذا " وتقبل بفقرته القانونية وتبريره في تحليله للحالة فيما هو ذات الشخص " الحكم " المحلي الذي قرّعته ذات يوم وذات إعلام وذات لاعدل وقد تكون تقبل به على مضض. الأمر الآخر أن تحول المشهد إلى كافة " المباريات" بلاعدل قد يحدث، ويسبق هذا الظن المباراة، ويتخللها، ويتحللها، وبدرجة أن لاتعلم الحقيقة كاملة وفق هذا الاعتقاد المسبق، هذا يعني إما وجود أزمة تحكيم مستمرة ولم تحل أو عدم الاكتراث برأيك كمنتم لناد تحت أي صيغة كانت ومن باب " التعود " على ماسيحدث من صراخ، وقد العمل الذي لايعترف بالأزمة فيما هي قائمة وتشرعن وفق عدة أطراف تنتهي بعدها " حفلة " أن دونت النقاط لصالح كفة على أخرى وانتهى الأمر، وأيضا لا أشير إلى ذمة أحد، بل إلى " مسكنات " ما تحدث من حلول، ليس هنا فحسب، بل في أقطار عربية كثيرة لاتتهمها بالتواطؤ بل بعدم " إتقان " وتدريب الحكم وبشكله " النموذج " وبالتالي يرتكب حماقة ما بلغت على مستوى كأس عالم، قد لأنه هناك " ارتبك " ولكنه هنا " داخ " . قد لم أقنعك، ولكني " أقتنع " بأن لامباراة بلا أخطاء، وأثق في حيلة اللاعب، وفي من يوعز لمن بماذا، وفي عدل الحكم، وفي ما قد داخله من نفس تخطط لـ " أين " الجيدة أو الرديئة، الجيدة تجعله يقاتل من أجل أجود، والرديئة أن يكرر ذات الخطأ في كافة الدوري، كل ما أحلم به الآن أن أقول انتصر نادي " س " على نظيره " ص" بعدل .. وكان حكم المباراة رائعا.. وتكتب له " التغريدات " كمديح على حساب تلك التي أكوام السباب " الكثيرة " والمتصلة من " زين " إلى مطلع " جميل " .. كأقرب ما حدث .. ليس إلا .. إلى اللقاء.