|


علي الشريف
ابتزاز قطر
2013-09-16

تُسحب ولا تُسحب، تُنظم قطر ولا تُنظم، الصيف الحار، أم الشتاء الذي يلخبط أجندة موسم كرة القدم العالمي، ومثل هذا " الابتزاز " يتواصل ضد الملف القطري الذي كسب تنظيم المونديال ووفق ما دارت حوله من ضجة، ويكمل مثل هذا النوع من الممارسة الضغط على الجانب القطري، وبشكل لم يحدث مع منظمين تلقفوا مباركات أن ينظموا كأس العالم، ويحسم أمر فوزهم بالنتيجة كافة ما تقمع من رغبات، وهذه ناحية، الأخرى أن من يحوم حول الملف القطري إما لايثق أو يزايد ويناقص على مكاسب مالية أو معنوية ما، وبشكل يجعلك كخليجي ترفض مثل هذا التقزيم من أطراف لايهتمون بمصلحة عامة، ولا يعتقدون الفائدة لمنطقة رياضية بأكملها، طالما مثل هذه الآراء تنظر للأمر على أنه صفقة وليس مايثري ماليا ومعنويا بل وشرق أوسطيا ليغير من اعتقاد ذلك الآخر الذي هناك وينظر لما هنا على أنه كافة الشر وأنه تفاصيل ما تفجر، ومثل هذا الرأي قد لايأبه المزايد طالما لم يتحقق له " إبتزازة "، ولم يحسم أمر مصلحة على هامش أن تظل قطر تنظم، والذي تستغربه " تباين " سيب بلاتر، بين آراء معلنة في السابق تشدد على أحقية قطر، وبين ما يتردد ويقنع ويحاول ولا يحاول أن يفلسف الأمر، هي ذات نظرة من يرفضون حرارة الصيف، ولخبطة أن تنظم البطولة شتاء، فمتى عليها أن تنظم إذا؟ ولكوني أعشق الكتابة دوما عن فساد فيفا لما فيه من تفاصيل أرصد المشهد بمتعة تذكر ما بين البرازيل وقطر، وكيف أنه هناك يتهم بصفقات غش على حساب البرزلة، ولم يسلم هنا من تورط ما، لكنه في الأخير أعلن نتيجة المنظم، بل والموقف الداعم المتشدد في البرازيل، فيما لم ينه أمر حلحلته حول ملف قطر، ولو من باب كيف تقر إقامة بطولة ثم يدور حولها شك " متى / تقام " هل في البرد أم الحرارة أم يسحب الملف، ومثل هذا الرأي يدين فيفا الذي يدرس شأن نشر ثقافة كرة القدم، ولو من باب كيف قبل الترشيح للملف القطري وهو يعلم حرارة طقسه وبرودة وجغرافية أين يقذف فيفا فهم الكرة، وأين يمنحها ليكون الناس سعداء، وهل يدير الأمر أم يتركه لـ " بروكرز " أو سماسرة يزايدون على كافة قراراته ويحاولون ثنيها حتى لو أقرت، ولك أن تتخيل أي " عبط " سيحدث بعد كافة المصروفات القطرية وأي أزمة تلك التي ستحدث لو اختلت قرارات فيفا، ومن سيعوض من، ومن سيلي القطري، وكيف طقسه أنسب ولا أنسب في جغرافية البطولة التي تترقبها الدنيا؟ كافح الجانب القطري طويلا حتى كسب التنظيم، وسيكافح حتى تقام البطولة، وسط حقول ألغام كثيرة ومرتبة ومعدّة بجودة عالية فيما ينجح في تلافيها حتى الآن، الأمر الآخر أن ليست كافة أصوات من تقف الضد هي العدل، ولا المنطق وتنطلق في أغلبها من " حقد " ما، وغبطة بذات قدر هذا البلد " الصغير " الذي ينظم، ويبني منشآت قالت صورها أنها ستكون خلاقة بل جدا على حساب بنية رياضية عربية متهالكة أكل أغلبها " ربيع من يحلم ولا يحقق حتى الرغيف "، وبشكل لايختلف عن تلك النظرة " لخليج بأكمله "، يمنح ولا يأخذ، ويقدم ويُكال له السُباب، وهذه أقفز عليها لأبقى في أن تنظم قطر من أجل بنى تحتية رياضية لبلد خليجي، ولتغيير صورة ذهنية ما عن رياضة شرق أوسطنا المتوعك، بل ومن أجل " تنفيس ما " طردته السياسة من ملعب الناس، قد المحاولة القطرية أخرى عربية بهامش نسبة خطأ أقل وتستفيد مما تجربة آخر، وهي ذاتها كيف نكسب من مونديال على أصعدة عدة، بل ورغبات شعوب من حقها أن تبتاع تذكرة المباراة لتشاهدها دون أن تذهب لأقصى الأرض وكحق للمشجع هنا كما يمنح هذه القيمة من الرفاهية هناك ومنذ أول كأس عالم لكرة القدم.. لو قست ماذا سيختلف في سماء الخليج وأرضه واقتصاده لأدركت ما أقصد، فيما المتعة أن يتوقف عن الخليج هذا " المبتز " الذي يراه دوما صرافة للنقد ليس إلا. ويبقى صديقي " فيفا " يؤدي دور " البلياتشو " فيما يتوازن ويقف ولايتزن ويسقط، وإلا لما قبل فكّر أو ناقش أو زايد أو ناقص على فكرة السحب بعد هذا النجاح المعلن للملف القطري، طالما فيفا يزعم ثقافة نشر اللعبة وأن تذهب لقارات أبعد وتذكر معي كافة تلك التصريحات والتلميحات التي برر بها بلاتر الأمر عقب نتيجة فوز الملف القطري، ثم قراره بعد أن قال أغلق الملف وحسم الأمر، ثم ما يصمت عليه الآن حول إساءة لمنظم استحق الدور.. ومع ذلك يقبل هذا الفيفا فكرة ما يتعارض ولا يتعارض وما تلتهمه الحرارة وتهدد أطرافه البرودة.. إلى اللقاء.