فيما أقرأ خبر استقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمكتبه بنيويورك أمس الأول للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، رئيس وفد المملكة لمنتدى الأمم المتحدة الدولي الثالث للرياضة من أجل السلام، وما قدمه من شكر لتفعيل الشراكة القائمة بين الأمم المتحدة ولجنة العلاقات الدولية باللجنة الأولمبية، ومناقشة التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بصفته رئيسا له، ولتتولى الإسلامي المتحدة ومنظماتها دعم الدول الأعضاء بالاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي التي بحاجة لتنمية المجال الرياضي، عادت ذاكرتي إلى كم حَاجَات الدول العربية التي - بلا سلام - ويرتبك فيها خط بيان الرياضة، ولما أكثر التراجع وتتعثر فيها الرياضة لظروف ما أحدثه " الربيع "، أو لما يتعطل فيها مشروع الرياضة، ويحصد ثمرة التقصير. أهمية - خبر الاستقبال بالنسبة لي - أن تجاوز محليتنا وصراعات ما نُحدث كعرب ونبرر - وبالتالي لانذهب أبعد مما نحن، فيما دور القيادي أكبر، ويتجاوز إدارة صراع ما لاتراه ليحدث الضجة، وأقصد أن يؤدي القيادي مهامه التي أبعد وأشمل ولا يُغرق في تفاصيل "محليتنا العربية " التي غالبا ما تضر بالمنتج وبالمستهلك ولاتحشد لهما بل عليهما، وبمثل هذه الخطوة نكون في إطار - العام وليس سياق الخاص - الذي يمارس أقصر تفكير المسافة، فما بالك وأنت تتحدث عن اتحاد إسلامي رياضي، ولجان أولمبية، وشراكة أمم متحدة، وتفعيل ما بين كل ذلك وبين ما يتفرع من منظمات وفرق عمل وكل ذلك هدفه السلام وتعزيزه، وبدونه لن يبقى الملعب ملعبا ولا الرياضة مستهدفا وبالتالي يقتتل الناس. و" مثل السلام من خلال الرياضة" نقطة بدء تعريف كرة القدم فيما كانت الحرب والجيوش المتقاتلة لتكون فكرة التفريغ السلمي، وبالذات في دول عربية هي الآن أحوج من غيرها وفق ما حدث ويحدث في ليبيا وتونس وسوريا ومصر وعراق ما لا يلتئم ويَمن - هدأت الآن - وتحاول، لك أن تكمل القائمة بالسودان فلبنان، وتدون في أسفلها دول من كانت فوق خط الفقر رياضيا بقليل لتصبح أسفله، والبنى التحتية المدمرة، والملعب الثكنة، والاقتتال الذي راح ضحيته ما يتجاوز 276 مواطنا عربيا في ملعب كرة قدم، ليتحول الألتراس الرياضي إلى آخر يؤازر ما ليس الرياضة وبالتالي يهدد أمن الأشياء وسلام ما حول الملعب. إن فكرة "تفعيل ما يجب أن يُفعل " بحد ذاتها مكاسب معنوية ومادية وأدبية لرياضة عربية تكاد تأتي - مجدها - تحت وطأة صراع ما يبقيها في كل مرة أقل المُنتج وأكثر المُشارك ومن يغدق المال ويخسر، هي أن تأتي فكرة الرياضة أرحب من خلاف ما نحن، وأوعى ما نتسارع له، وإلا لما حصلت الرياضة عالميا على هذا البعد الأمم الكبير من تحويل مسار تنظيم الأولمبياد وكأس العالم ومن باب قد يتجاوز السلام إلى سيولة مال وتحريك اقتصادات تستثمر في كافة جوانب الرياضة بما يضعها الدخل والسياحة وليس الإنفاق للمشاركة فحسب، والتعريف الأكثر وصولا بالأمم وليس من يقف الراكد تحت ظن التضاريس، فالرياضي يحقق لبلده ما يحققه الطبيب وكاتب الرواية والرسام والشاعر الفذ، غير أنه يأتي أسرع، فهو يركض أمام الملأ، ويسجل أعلى رقم مشاهدة، ويتناقله الإعلام أكثر لحب الناس للرياضة لأنها لاتقتل وإن استهدفتها السياسة، غير أن آخر يحول ما بني للفرح لثكنات للذخيرة، تأسف من أجلها وتترحم على من قتلت فيما الإنسان يحبذ السلام أكثر من منظر الدم، وبالتالي تُبذل كافة الجهود من أجله، ومنها زيارة كهذه تهدف إلى ما أوعى في تفعيل الإيجاب على حساب السلب، ومن بوابة العلاقات الدولية باللجنة الأولمبية كدور طبيعي، وقبلها الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي الذي دون شك يصب في جمع شتات ماتفرق، وتوازيها جهودا منها المال والدعم وحلحلة ما يتشابك ونظرة ما أرحب وأشمل، ولو سردت ما تضرر عربيا من حرب ربيع ما تفجر، سواء على مستوى الإنسان أو بنى تحتية ما رياضة عربية أو اقتصاد ما تكبد، لأدركت أن مثل هذه الدول ستعاني في مستقبلها " الرياضي" وبأسوأ مما كانت عليه، كونها عادت لخط صفر الأشياء، ومن ملعب إلى لامقر، ومن فكرة تستشرف مستقبل إلى ما لاتراه بذات سياق ما بٌني وتهدم وفارق حساب وقت من يبني ماذا، وفقد السياق لتعود إلى المرتبك ويحاول، والمُنتج الذي عليه أن يتحسن إلى الجديد الذي لايجد ماله قياسا بموازنات دول مابعد الربيع وتستهدف إعمار الأولويات - عجز موازنة ليبيا على سبيل المثال 8 مليارات - وفق ماقرأت - وقال عبدالجليل - وتستهدف بناء المدن التي ثارت، وليس ملعب كرة القدم وقد تنظم كأس أفريقيا المقبلة لتشابه رقم الدورة للثورة ومن فكرة كهذه لابأس من أجل السلام، فيما ملعب النهر الصناعي العظيم من " الترتان ". زيارة كهذه - ووفق شراكة قديمة - أهم ما حققته الرياضة العربية في - آن - يقول: لم تعد تفكر إلا في أزمة الداخل على حساب خارج تطور وابتعدنا عنه كثيرا، على مستوى تفكير " أين " التي كان علينا أن نبلغها وفق زمن ماذا.. وحدث كهذا أعتقده - أهم إجراءات العرب رياضيا - في وقت نكترث فيه لما أقل ولايحقق قوة اتحاد بهذا الحجم الإسلامي والعربي كونه بلا مؤازرة، وبأعطال ماتدمر، فيما تأتي المحاولة نواف ـ بان كي مون " شمعة " تقبح الظلام وتستحق التقدير كونها فيما يبني وليس مايبدد مال عام الناس ليحيل الملعب إلى ما أسوأ.. غدا نلتقي بإذن الله.