كنت قلت أن لاسقف أعلى مقابل الموهبة، فاللاعب مثله مثل أي مبدع آخر يرفع سعر لوحته أو ماقام على تصميمه أو ابتكره وكان المبدع، وبعزز ذلك فيه أن يأتي في كل مرة مختلفا، ويتفرد، وقد يكون من بين عدّة أصابع اليد الواحدة إن لم يكن " ستيف جوبز " فقط، وبيل غيت، وفان جوخ، وقس على ما فرساشي وبقية من يأتي ملصق السعر على أشيائهم الباهظة، ولكنه في الأخير مفرد ما يقدم من موهبة لايحددها سعر طالما العرض والطلب، ولو كان السقف لما قلنا المتفرد وجاءت المفاضلة بين من ومن وبالتالي تقتني مثلا ساعة روجر دوبيز على من كانت أجود وتهيمن في سوق أفضل صناعة الأشياء، ولاتفكر في سعرها الذي " كثير جدا " طالما لديك المال فيصبح القليل، ومن هذا كله ترفض حدّ سقف الموهبة، ولاتتفق مع من يردد عن صفقة لاعب ما المبلغ الضخم، والكثير، والتبذير، وقس على زاوية ما تقارن ما لاتتفق معه مع من يرون الموهبة بملصق سعر إن تصاعد قللنا منها وإن تهابط قلنا: " قليل " ولكنه مربح، وطالما نلاحظ "مربح" فنحن نناقض قيمة وسعر الأشياء وثقافة من يتبضع ماذا ليكون "من"، من المنتصر، من "اللبيس" من "الأقوى"، ومن هذه تقيسها في الأخير بـ " بالبطل " والذي يذهب بأنصار ناديه إلى أبعد الفرح وفق الصفقة تلو الأخرى على أمل أن يعدّل المسار لما أحسن، والشكل إلى ما يوازيه من مضمون، وأقصد أن أقنعك بأن تَساوي الأشياء يفقدها قيمتها، ووضع سقف سعر لها يجعلها في رتبة " العادية " فيما قد يكون من أبدعها تعب أكثر من آخر يقتبس ذات الشكل ويكرره ويحاول أن يأتي مثلك في ساعته المقلدة على " أصلية " مالديك، ومنزل مالديك، ولوحة مالديك، وعدد ما تُحفَة أنت الذي تراك، بما فيها النادي، واللاعب، والفرح والخسارة، هل أقنعتك؟ وتسأل عن مناسبة هذا التحطيم لسقف الأشياء، لأجيب أن 47 مليون ريال في يحيى الشهري اللاعب النصراوي الآن هي ذات قياس ما نختلف، ولاسقف الموهبة التي قد تدر ملايين أكثر على اللاعب وفق ما استُثمر فيه أو يحقق من خلاله، ثم إنه " يحيى الشهري "، وفارق مالديه ومالدى آخر، ومارسنا عليه ضجيج " الكثير " و" الصفقة الباهظة " والتقليل والتكثير فيما قلنا ذات ردة الفعل مع عبيد الدوسري، وهوساوي، وياسر، ومقدمات عقود رأيناها " ما بعد السقف " ولن تحطم كقيم مالية ليأتي آخر ويحطمها ويرفع السعر، طالما هناك عرض وطلب، وموهبة، وتفرد، وتحويل مسارات لاعبين ونجوم من وإلى النادي وبالتالي الرياضة التي عليها أن تصرف على أشياء وتكسب منها المجد والحضور وقد تستثمر في المنتقل فيما بعد، وبغض النظر عن ربحية الصفقة وعدمها، فاللاعب أي لاعب يتعب على أن يرفع قيمة موهبته السوقية، ويعزز من دخولاته المالية وفق ما يتميز ويتمرن ويحضر وينتصر، وقد يصاب بالعطب الذي يقذف به خارج سياق كافة المستقبل، ولنفترض أنه النحات أو الرسام أو المصمم ويربح، ولنفترض أنه وكالة الثمين وتربح وتخسر، إنما أقرب لك أن لاسقف لأدوات من يمتلك الأميز، ويستثمر فيه، وفي حرفته، وفي موهبته، ولا أنسى أن ما سيقدم له من مال تقابله التزامات عدة وبنود وشروط وحضور وانصراف وعسكر ولاتعسكر، وقد على حساب أسرة ومستقبل وأشياء كثر.. فيما عمره الافتراضي كلاعب لايقاس بما أكثر مما تعلم وأعلم، وقد يدخل في شقاق ما مع ناديه ويحتكم الطرفان للتصالح وفق وساطات ما تنقص قيمة عقده، وهنا لا أبرر ولا أسوغ وأواصل رفضي القاطع أن من حق المتفرد أن يرفع سعر صفقته لأعلى ما يطمح طالما يخطط لذلك ويقدم مايقابل المال من جهد، ويأتي المتميز والمختلف عن أقرانه " العاديين " أو من ليسوا في رتبة المبدع فهم ينفذون ولا يبتكرون، ويتقدمون ولاينتصرون وبالتالي تسأل لماذا يحيى الشهري لاحقته أنديه في اتفاق ناديه لم يحقق هذا الموسم الكثير؟ هي ذاتها لماذا بحث عنه النصر وبقيمة أعلى سعر الأشياء؟ بين هذا وذاك مال من يرى أن ينتج ماذا، بينهما أيضا معرفة مسبقة بأن الموهوب صناعة معقدة لاتأتي بسهولة ولا تغادر أيضا بأقل المقابل، ولذا يباع المقلد بـ 10 % من سعر الأصلي ويكسب وله ناسه ورواده ومن ليسوا في حقيقة الأمر " ماركة أصل الأشياء " ولكنهم يزاحمون استراق لفت نظر الأشياء، وقد يحققون رغبة فضول ما وتسعدهم فيما لو كانت سلعتهم أصلية لكانت غبطتهم أكثر.. وهذا ليس المهم، بل أن لانضع القوالب الجامدة التي فيها كافة الأشياء تتساوى.. هي فكرة الأفضل والأفضل منه، وما أقل وما أكثر.. وبالتالي " قدم من أجود من من "؟ و"موناليزا " دافنشي، ومقتنى سلفادور دالي.. فيما المُبدع أشياء لاتشترى.. ولو الجوهرتان.. غدا نلتقي بإذن الله.