|


علي الشريف
ماراثون الـ " جَمَال "
2013-05-29

ننعكس في- الآخر- لنبقى فيه أجمل , هذه حسبة الجاد , كراكتر من يؤسس لماذا / “ الجميل “ , بما في ذلك واقع من نحن “ الانسان / قبل الرياضة “ , ونحلم هذا اليوم الأربعاء بمساء مُترف , يفرح فيه الناس دون أن تستعيد الذاكرة أحداث مالا يجب أن يربك ويرتبك, ويؤثر في سياق مجتمع بأكمله , الأمر يتجاوز نهائي كرة قدم , ويبتعد كثيرا عن البطل , ليصل إلى - قيمة وحضارة ورقي المواطن - وبالتالي أثق في طرفي النهائي , و كونهما “ الخلق الرفيع , والرياضي الذي يمارس دوره بمسئولية , الجماهير التي تفرح في حدود المنتصر ولا تقرّع الخاسر , و تدعو الآخر لأن لايستهجننا “, طالما نحن وفق هذا “ الرصد “ المكثف , من كل مافضاء وقناة واعلام .. طالما نحن “ نهائي “ الناس . ولا أشك في أن الشباب والاتحاد بمن فيهما من قيادات ولاعبين ومدربين وجماهير يبتعدون عن ممارسة فعل جميل كهذا وبما يقدم انساننا ورياضتنا على أنه الجيد والواعي والنبيل الذي يمارس الرياضة , ويقدم فاصل مهارته دون أن يلامس الخلل , وبما في ذلك التنظيم تفاصيل الملعب وناس من يصفون ويتحدثون عن ماذا , ثم كيف يعبر المنتصر عن فرحته , ولايتجاوز الذي فقد النتيجة - لباقة تعامل ما - قلت أثق في الشباب والاتحاد كونهما من أهل منصة التتويج ومنذ الزمن الطويل , والتعود , وبروتوكول الفرح , ليس ذلك فحسب ما يتركز عليه المقال , بل يصب أمره في دور “المسؤولية الاجتماعية للرياضي “ , الذي يشاهده الناس بشكل أكثر من غيره , ما يعني تأثيره على المشاهد , و يستغل هذا الاعجاب لتقديم ما أجمل “ عنّا “ وعن واقعنا الرياضي , وعن مستوى رياضتنا , و أشياء كثيرة لا أعتقدها ستقلل من جودة أدائه أو تركيزه في الملعب و تضفي عليه ما يبقى لدى - الآخر - كانطباع يصف به واقع ماشاهده بالمتحضر والواعي والذي لايخدش . ولأن الجمهور اللاعب المؤثر في النهائي ,لايختلف في مسئوليته عن من داخل الملعب ولا عن القيادي في النادي أو في الرياضة ككل , هو المرآة التي تعكس أشياء ما تصدق أو لاتصدق ولكنها لاتكذب , وتصف واقع ناس رياضتنا , وعقلية كيف يؤازرون ولا يؤازرون , هل الفوضى أم التنظيم , الاحترام أم عكسه الذي لايغير نتيجة مباراة بالطبع , ولا قرار حكم , ما يعني أن يعبر هو الآخر عن فرحه بما يرقى ,وأن يثق في من يرصد تفاعله , ويقيس حفاوته وحضارته , ويستهجنه أو يمتدح خلقه الرفيع . هذه ناحية أراها الأهم في نهائي بمثل حجم كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال , فيما الأخرى للاعب الذي عليه أن يقلل من مايؤذي الخصم , وما يدفع الحكم لاشهار بطاقة , ولو من خلال احتجاج على “ فاول “ ارتكبه , فحق اللاعب صافرة , ليس عليه أن يحتج بعدها طالما لن يبدل الحكم قراراته , ما يعني أن ينصب تركيزه على أن لايخطىء لكيلا يحتج ولا يدخل في سجال كلامي قد يوتر أجواء ما يجب أن تأتي الهدوء ولا ترتكب الحماقة , وبالتالي يخرج الأمر عن سياقه الطبيعي الذي يشكل علامة فارقة للأشياء قد أجمل وقد أسوأ , طالما ردة الفعل منطقية لن يحدث أكثر من الاحترام فيما المبالغة في التصرف أن يُقرّعك الحكم ولو أمام هذا الحشد الكبير من الناس ولو من خلال إيماءة ما قد تحيلك للمهتز خلال زمن المباراة . لنا أن نترك - الآخر , المشاهد , المستمتع , الراصد - يتناولنا بشكل أجمل ويتحدث عن رياضتنا بشكل “ أميز “ طالما حرصنا على ذلك , ووفق ما لايخدش ويثير اهتمام الآخر لأن يتناوله كمثال يحتذى به , فيما أعلم كيف “ نفسك “ التي تفكر قائلة : “ المثالية “ لاتصنع الفرح , فيما تصنعه بشكل أكبر إن أتقنا الهدوء , ان من الحماقة أن تفقد فريقك خدماتك تحت طائلة الحماس غير المقنن , أن تؤذي خصمك , وبالتالي أن لاترسم لإنسان ورياضة بلدك ما أسوأ - وفق مُتاح المشاهدة - فيما كان عليك أن ترسم لوحة جميلة كجزء من وعيك ومن بوابة كرة القدم , تستطيع فعل ذلك , فيما تركض بحماس , وتفرح بوقار , وتظهر مهارتك بشكل كامل المعنى , وبالتالي “ نَجِّحنا” معك .. وليس فاز فريقك وكان مشهد مالدينا “ المؤلم “ ويتندر عليه الناس . هي رسالة من - مشجع - ليس أكثر فأنا لا أكابر بالكاتب طالما لدي “ رغبة ما “ تأتي ذهابا وإيابا إلى المُدرج الذي عرفته كطفل ! هي ذات ما أدونه - ككاتب - فيما أرى نهائيا “ آخر” يخرج عن بيت طاعة الأشياء ذلك الذي لايفرضه القانون بل حب الناس لأشيائهم , ولما على الآخر أن يضعه فيه “ منهم “ .. كل ماقلت : “ كوّني لدى الآخر بصورة أجمل لو سمحت “ .. فأنا / أنت .. غدا نلتقي بإذن الله .