لم يكن يكاد يذكر هذا النهائي العربي بين ـ اتحاد الجزائر الفريق الأول لكرة القدم ونظيره عربي الكويت ـ فيما كان نهائي كأس يشعرك بسخونة الصراع، ولم يكن يذكر ـ هذه ـ أقصد بها هالة "ما يجب"، تلك التي ترافق نهائي بهذا الحجم من توطئات ولفت أنظار، فيما قد يكون الإعلام أسهم ولم يَحشد أحد، ولكنها في ذات الصدد مؤشر ما قد يتراجع من تنظيم العربي، في جانب الضوء على بطولاته، ومنها أمس الأول، وكان فيها خليل جلال الحكم السعودي مختلفاً، وأبقى في ـ مختلف هذه ـ لأفسرها أكثر، بين خليل هنا وهناك، كان تزامن النهائي مع مباراة الأهلي والجيش فتلاحق هذه وتتابع تلك، كان فاصل الأمر متعة من تشاهد، وبصدق كان مايحدث في الجزائر أرفع فنياً وقتالياً وأداء مما يحدث في قطر، فاتحاد الجزائر وعربي الكويت قدما مستوى فنياً أعلى من الجيش والأهلي الذي أوشك على الخسارة بكثير، وكانا أسرع وشراسة ومتعة تذكر، فيما حكم بارد وآخر أسخن، وقرارات متباينة، غير أن جلال وُفق إلى ما قبل ضربة الجزاء التي حسمت أمر المنتصر لصالح الجزائري، الذي طرد منه لاعباً استحق العقوبة، وألغى خليل هدفين للعربي وفق راية الـ(لاين مان)/ رجل الخط، ولو آخر غير العربي لأحُبط واشتبك مع الحكم، لكنه قاتل حتى أدرك التعادل وسنحت له فرص الكسب وهجومه تحت ضغط ما أُلغي ففقد بوصلة المرمى، لتكون ركلة الجزاء التي أرى احتسابها الخطأ الأكثر وضوحاً في المباراة، قشة ظهر بعير العربي، لكن في مجمل النهائي كان مثيراً ويكفيك عدد تلك الجماهير الجزائرية التي هتفت لفريقها وأضاءت ولوّنت الملعب بالأحمر. وبلهجة ماهناك تلك المفردة التي: "مازال".. أكمل تفسير أمر الحكم الذي هنا أو خليل المحلي، فيما قاد من مباراة، وبينه الذي ـ كاريزما ـ مختلفة ـ منحها ـ قد ـ حظها أن يخرج النهائي دون اشتباك، فيما تعلم وأعلم مدى درجة حرارة اللاعب الجزائري وردود أفعاله الغاضبة التي في أغلب مبارياته، وقد لأنه لم يخسر لم يرتكب هذه المرة ضَرب أحد، ويبدو أن ركلة الجزاء تلك منحته الهدوء بالانتصار، فيما لو أدرك الكويتي الذي 11 لاعبا ضد 10 الفوز لكان الأمر أدى إلى حساب احتمال مختلف ضد جلال، وتحترم الجانب الكويتي الذي فريقه العربي ولم يحدث ما يسيء فيما له أكثر من عليه كوني المشاهد والمنطبع والذي يصف الأمر وفق كاتب المقال وليس من يجزم بعدّ كافة أخطاء الحكم، وقد مخاشنات ماحدث من طرف ضد طرف، غير أن ـ حساب عدلي البسيط ـ يقول إن: جلال حاول أن يرأب ما هنا بما هناك وإن لم يتخذ قرار ضربة جزاء أخرى مستحقة لطرف الجزائري في نهاية المباراة وقد لأنه خشي أكثر. وهذا التباين في الارتباك لا يحكمه ضغط الجمهور، فهنا أقل من هناك الذي شاهدت في النهائي العربي بما هتافات مدرج وألوان منبعثة وحرارة لاعبين يتحدثون ويركلون أكثر داخل الملعب، فيما تماسك جلال وحاول فض الاشتباك عدة مرات وتحدث للاعبين ارتكبوا ضرب الخصم على انفراد ولم يمنحهم البطاقة، وهذه قد تقبلها من فلسفة روح ونص القانون، ولكني أتحدث عن فارق ضغط هنا وهناك، الذي نعزو سبب ارتكاب الحكم فيه الخطأ لكثرة الجمهور وسوء تعامل اللاعب وقد حكمة ما نبرر " قرارات جزء الثانية"، فهل كان هناك أحكمَ ولم تأت القرارات وفق كما هنا مع أو ضد أحد؟ هي أن تفسر نوع الضغوطات التي يتعرض لها الحكم وليس من داخل الملعب بل من خارجه، بما فيها اعتباراته الشخصية ليعيد هيبة ما، أو ينجح أو يثبت لأي أحد كم مهارته عالية. كما يرى الهلالي حقه يدافع الاتحادي بذات الضراوة إن ذهبت ذاكرتك إلى خليل الأخير هنا، ولكني لا أتحدث عنهما الآن وأقيس مهارة حكم من هنا ويرتبك، وهناك ويحاول أن يرأب الصدع، فيما فارق الأمر كم أسبوع فقط، لأسأل: لو كان هنا بذات الحكمة كما في الجزائر لكان أكثر حفاوة، وكسب ثقة أكثر، وتسأل أيضا: ما الذي حدث بين " خليلين " .. من فارق في كأس الأبطال السعودي وفي النهائي العربي، وأيهما على حق فيما يحسب التسلل ويقرر هزيمة آخر بذات قدر حكمة " جزء الثانية " التي أهدرت على العربي بطولة وأذهبتها للجزائري الذي في الشوط الأول أقوى والثاني أضعف ولم يستثمره "الكوايته " على حد مرح دارج التعبير المصري؟ شخصيتان مختلفتان لقائد واحد بفارق زمني بسيط .. وبالتالي تحاول تفسير الأمر دون أن تغفل من معه كـ(لاين مان)، ولا جماهير، وحساب احتمال من ضغط وكيف إن " لعبت المؤامرة " دوراً في ظن الكاتب فيما أستبعدها جملة وتفصيلا لأبقى في " تباين / المستوى"، وأهمية الحدث، وهالة من يذهب لماذا وكيف يتأهب ولا يتأهب، وفي نهاية الأمر "رِبلي" أو إعادة، مشهد لخليل فيما سيشاهد شريط ما حَزَم أو أفلت هنا أو هناك، وما كان أتقن من ردع للتجاوز، فيما المباراة بذات قانون الواحد .. مع فارق شخصيتين، كاريزما المحلي وشقيقه غير المحلي وبذات قدر أن تنجح .. غداً نلتقي بإذن الله.