توثق الفضائيات لكثير من الأشياء، ويكتب لها المؤلف حكاية مثيرة ما، يحولها السيناريست إلى حبكة تبقيك أكثر أمام شاشاتها عبر الوثيقة والأخرى والاستدلال ومن شاهد العيان، ولذا تقرأ التاريخ وتنسج الفهم، وتحدد في الأخير درجة ما استمتعت، لتقف مع وضد، وهذا طبيعي التهام ولا التهام ما يُصدر لك، ومن توطئة كهذه تستلهم " الرياضة " التي أغلب ما يدور - إنتاجها - حول بطولة ما أو سرد سيرة ذاتية للاعب على وزن " مارادونا " مثلا أو مالك شاباز - تايسون - أو كلاي المسلم، وقد عداء، وعداءة، ومنتخب، وبشكل تتفاوت فيه حرفية من ينتج ماذا وفق ما أبدع، غير أن الذي يبقى في ذاكرتك ليس الرياضة بشكلها المعمّق، ولا فكرتها التي تبتعد عن السّير، قد لأن المؤلف لم يدخل عش الدبابير بما يكفي أو لأن المنتج يزهد في مغامرة ما قد لايربح، هي أيضا من كتب ماذا في الرياضة، والتقط مشهد ما يؤثر ليحوله إلى الدرامي أو الوثائقي أو الحبكة التي تثير الجدل، وخصوصا فيما يوثق لماحدث وأقربه كثير ينهك جسد الرياضة وفق روايات من يفسد في فيفا وفيما قاري أو حتى محلي عربي، المفارقة أن من يذهبون لملعب كرة القدم أكثر ممن يتجهون لدور السينما، وأن الرياضة من أهم بنود ما تسيس، فهي التفريغ للطاقة، والود الذي يبقى ولايبقى، والوثيقة المتاحة التي تتسرب بعدد من يفكرون في تحويل أمر الرياضة لصالح ما، وبالتالي تشاهد كؤوس العالم تتنازع قطع الكعك بين دولة وأخرى، ومن هذا التنازع ماتحت طاولة الاستمالة، وبشكل يوازي أيضا من يذهب له الأولمبياد ومن يذهب لمنصب ماذا، ولا أعدد " المحاور " الكثيرة التي لم تكتب وترتبط بحبكة مثيرة يبقيها الفيلم الوثائقي في ذاكرتك وأدلل بمتاح ما للبيع أن كتبه المؤلف وقطع أوصاله السيناريست ليقدمه المخرج بدرجة فهم تبقيك في الذهول. هذا الجانب يغيب عن " رياضة " بهذا الحجم، ورياضات بما فيها من أدلجة، وتختصر في هامش بسيط ليس أقله من أن تركل المرأة الرياضة أو تركض في حدود المُشرّع دون أن تكترث لها الحكاية، وليست الفكرة هذه، بل الكم الذي يقاس بالقليل وماندر في بيئة الرياضة تفاصيل مهولة وبحجم سيولة ما فيها من معاناة مشرد وفقير ومترف ومتعصب، ولا تنسج حكايته كزاوية فريدة تضعها الفضائية لتربح المال وتؤسس لفهم أبعد لما يحدث في شارع خلف ما يتم تعاطيه كمتعة، وقد نشاط أو تفريغ طاقة وتخسيس وزن. من حلم كهذا صنعت أحد " القوالب "، حكاية تختلف عمّن تشجع، ولا تقف في التعصب، كانت النسج، والوثيقة، وما رأيته، وقد ما عاصرته ككاتب يشغله الرصد والآخر، ولكني دخت سبع دوخات، ما بين وبين، الذي قد أراه لايكتب تحت طائلة - عدم الاستعجال - فيما مضى على حلمي " سنتان " تقريبا، وليس الهدف الإشارة لما " قالب "، بل لكيف تقنع فضائية ما ومنتج ووو.. بأن رياضة عربية لاتوثق، ولاتستهدف حكايات " تبيع " وتُغرق في أزمة الهدف، وكيف أن الحَكم يقف ضد ما يفرح، فيما ضجيج ما تدمّر أكثر، وما اختلفت ملامحه " كثير ".. ولو من باب ما تأدلج، وما كان في عش الدبابير من فوضى خلاقة وأحقاد. لو أن " فيفا " يُعرَض لاختلف المشهد، وقد القاري والمحلي العربي.. ومن ينظم وماذا ينظم.. وبكم.. وكيف.. لو أن صفقات ما تحت طاولة الرياضة تنسج وتكتب لقرأت المثير من العناوين، ولنجحت في فهم تركيبة المكعب ـ المشهد الذي أبعد، فيما هذا الفضاء يختصرها في " استوديو "، ويكره أن يرى كافة الأمر وفق حبكة مختلفة لايعتقدها المنتج.. لا أبالغ.. ضع في ذاكرتك جسد الملعب.. فوارغه.. مشجع " غوليانو ".. وخشباته الثلاث.. ليكن لنا الـ " فيلم " الذي كم مليون دولار من أجل مزايدة الرياضة ومناقصة ما يتهاوى ومن يستميل من لصالح من.. خلف كافة اللعبة أطراف.. خلفها أيضا كاشف الضوء.. إننا دكانة كتابة مربحة خلف سيناريست عليه أن يتعب.. فيما لياقته وفق كثرة التفاصيل لن تتعب.. تبقى " الفضائية " بنت عم " المنتج ".. لايتبادلون الكرة كما يجب.. أليس كذلك.. غدا نلتقي.