كنت قلت: إن من " لامعقول دورات الخليج العربي لكرة القدم " أن تقام في أحلك ظروف المنظّم، أو أن يأت تنظيمها من باب التهدأة، أو أن تفرغ الرياضة من مضامينها، ويفقد المشجع " سياحته الرياضية "، فيخشى كراسي الجلوس فيما يهتف لمنتخب بلاده، وقد لايغادر الوفد والآخر بهو الفندق إلى ما أبعد من ملعب المباراة، وقتها كنت أتحدث عن كون العراق ستنظم دورة الخليج المقبلة، بعد تَسلُم العراقي علمها من البحرين، في ذلك الوقت قال من قال: "إن العراق كمنظم على أهبة الجاهزية، وأن أمن الزائر تجاوز ترهات عراق أقل المنظّم "، وشاهدنا تلفزيونياً تصاميم البنى التحتية تحت الإنشاء، التي تصب في كون الدورة ستحفل بمنشآت تمنحها جودة الظهور بشكل مختلف، وبما يرقى فيما هي بنى تحتية ما تهدمت من الحرب في رياضة العراق وعليها أن تُبنى ـ أغلب دورات الخليج العربي تقام على ملعب أو ملعبين على أكثر تقدير ـ المهم أن هناك من قال " الأمن والتبات والنبات "، وذهب إلى كون العدل التنظيمي يشير إلى البصرة كمنظم وليس أية مدينة أخرى في بلد آخر، وحسناً كل ذلك " صحيح " ولو من باب الوصول إلى ما أدناه، وبالتالي أقرِّب المشهد أكثر وفق أحداث العراق أمس الأول فيما " اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين لعشائر في محافظة كركوك العراقية، وقوات الجيش، إثر مقتل عشرات المعتصمين عندما اقتحم الجيش ساحتهم في المدينة، وفيما تحشد عشائر عناصرها من أجل الثأر لقتلاها، اشتباكات تدور في منطقة الرشاد التابعة لقضاء الحويجة، بين رجال العشائر وقوات من الجيش، واحتجاجا على اقتحام القوات الأمنية لساحة الاعتصام، وقدم محمد تميم وزير التربية استقالته احتجاجا "، وهذا مما نشرته الصحافة ووكالات الأنباء وقالته الفضائيات، واجتزأت النص من ـ صحيفة الوئام ـ التي قالت أيضا: " مازالت سيارات الإسعاف ـ أمس الأول ـ تنقل الجرحى من ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة إلى مستشفيات كركوك، وقطع شيوخ عشائر مدينة كركوك طريق " كركوك ـ تكريت" احتجاجاً على اقتحام ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة من قبل القوات الأمنية فجر أمس الأول. لأخلص مما أعلاه إلى كون " دورة رياضية " ليس عليها أن تدفع ثمن لا استقرار المنظم، وأن لايذهب بها المسؤول عنها إلى هناك، وألا يُعرض الوفد والآخر كما هو المنتخب والمنتخب بلاده إلى مثل هذا الهلع وقد الأزمة والتورط وتحت إدارة صراع لا يعلمها الضيف وتنفجر لدى وجود المستضيف ولو بقطع طريق المارة، ولأنها حدثت في اليمن وفي البحرين ـ ومرت بسلام ـ ليس عليها أن تتكرر في العراق، وهو الذي قال (فيفا) بلا " أمنه " منذ ديموقراطية الورد وكال بمكيالين فيما قال لليبيا الآن العبي الكرة بعد سنتين فقط من الحرب.. المهم أن ما يحدث في العراق وفق ما أعلاه لا يطمئن، وفق ما في سوريا يذهب بحساب الاحتمال إلى أبعد الأمر، لاسيما وأن حدود ما عراق ترتبك، ولا أفسر السياسة بقدر التفكير في حق الدورة من أمن وأمان واستقرار وتجوال وسكن وغذاء وسياحة رياضية ومعسكرات كرة لاتخشى أحدا، وإذا ما كانت الطرق هناك تقطع كما "بين كركوك وتكريت " ويمتد الأمر إلى ما أكثر وسط هذا الغليان فذلك كله يصيب الدورة في مقتل، ويدحض وجهة نظر من قال بدورة " أحلام للخليجيين" ، وسط هذه المسيرات التي بدأت حكومتها في استخدام السلاح ضدها فيما قالوا: " سرنا سلمياً مطالبين بحقوق "، وحكومة المالكي ـ وفق العراقيين أنفسهم وليس من ليسوا عراقيين ـ: "غير منصفة وتكذب ولا توزع الأشياء بالتساوي وتقتل "، غير أن الأهم أن لاتذهب الدورة إلى هناك في أجواء كهذه ولو قلت الوقت المبكر.. فعبوات ما جلبت الحرب لاتسطيع القول بأنها انفجرت كاملة وقد يجلس عليها مشجعون أو يتنزهون..دع منك عبوة الماء / نقية أم لا؟ غداً نلتقي بإذن الله.