|


علي الشريف
الاتفاق المتعادل
2013-01-29

شرق الكرة السعودية يقاس بالاتفاق ولكنه تواضع، فيما تعلم كم مجده وكان يُحرج، ويضخ لاعبين، حكايته أشبه بما يفرح الشرق ثم صمت، لم يعد الموفق في كثير من هالته، فلا إعلام له بالشكل الذي كان، ولا إلتفاف تعج به أروقة النواخذة، هذا أدى لقادسية أضعف، وفتح أقوى، وهجر في ثنايا الأشياء، مع ثبات النهضة على المحاولة ولكن، ولو قست ماحدث وهذا مجرد رأيي البسيط، لما أنكرت المال، ولا تجاذب العنصر بين خمسة أندية، ولا اقتسام الجمهور الذي كان يتلخص في الاتفاق، كونه يمثل الجهة الجغرافية المهة في سعادة الكرة، والذي حدث أنه قل "التعصب" للاتفاق من لاعب وشرفي يشجع من أجل ناديه الأوحد الذي يقدم اللاعب والمدرب للمنتخب وتلاحقه السماسرة، ولكنه فنياً، وفي كل مرة يحاول أن يلتئم، ويصنع الموهبة، ويُعين المنتخب مع فارق ما يخدم عليه من إعلام، كان آسيويا من الجيدين، وكل هذه الأشياء مجتمعة " قلصت فارق الاتفاق في الآخرين"، وبصدق لم أرصده كما في الهلال /التعادل/ ولم أستمتع به، شعرت بفارق الاتفاق الكبير عن الاتفاق الذي رأيت، فأنا أحبذ هذا النادي والفريق والرئيس واللاعب منذ عدة أزمنة، وسبق زرته والتقيت رئيسه الخلوق جدا الأستاذ عبدالعزيز الدوسري، وكم كان ودوداً ذلك الاتفاق، وأشعرني بالتنظيم وترك في ذاكرتي معايير عدة من تواضع الرئيس وكيف يلتف اللاعب مع ناديه ما دفعني للمتابعة، وللتصفيق له عدة أمجاد، فيما أراه أخف وزناً الآن، ولا أتحدث عن تاريخه الكبير، بل بما "الآن"، وهو يتوسط الأشياء، والمال، واللاعب الذي أخف احتراقاً من باخشوين وخليفة والنمشان وعيسى والدبيخي وأبو حيدر والشيحة وصالح وسعدون وزكي وليعذرني الكثير فيما لا أسرد اسمه كأحد أهم شخوص فارس الدهناء الذي لقب ويرفع في كافة شرق السعودية ليتحول الآن إلى قادسية متوعكة، وفتح يكسر الطوق، وهجر يوحي أمره بالتقدم لأمام أكثر، ونهضة ما محاولة، غير أن الجيد وجود خمسة أندية تذكر وأكثر من واحد، ولكنه الاتفاق الذي لم يعد يلتئم بسرعات فنية وإدارية كما في السابق، قلت: قد لم يعد هناك "من يغضب" عليه ـ ويخربش ـ وتؤدي خبرشته لاستنفار إيجابي يضعه في سياقه الطبيعي، ولكني هنا كأنما أقلل من جهد إدارة تعمل بصمت يحترم منذ عدة أزمنة، فهي تمثل سياسة الهدوء، وعدم المقزز، ولا يستعدي ـ برتوكولها ـ أحد، ولكن الاتفاق يفرح "بالتعادل" فيما كان يًفرح الآخرين أن تعادلوا معه وهذه أمور فنية قد لا أدركها لفوارق تحفز فريق ناد على آخر، ودعومات ماليه تجعل المسافة أبعد بين ناد وآخر، وأزعم أن إدارة الاتفاق تعمل وفق ما أقل المال وأقل الدعم، ولكنك في الأخير لا تقارنها بثبات الهلال ولا بتحول الأهلي ولا بتباين مستوى الاتحاد وما يحدث في الشباب من كعكة مال تقيل من تريد لتفعل المناسب، فيما كان الاتفاق خامس الكبار "ويقهر" الأربعة، ويؤنب نفسه على التعادل، ونؤنب بدورنا المنتخب مالم يكن بصالح أو عيسى خليفة أو جمال محمد، وهنا الخيط الرفيع الذي أتحدث عنه، فيما قلت أعلاه: إن كرة الشرقية اتسعت أكثر، ولم تعد كعكتها لمفرد الاتفاق حبا وتجشيعا ومؤازرة ومال، فهناك أربعة أفواه أخرى تطورت وتحاول سحب البساط، مع من يذهب للرياض من باب "كلية العلم"، ويقف المتفرج المحب والشرفي الذي لايخرج من محفظته كم مال من أجل هذا الفارس الذي تورط في لا مال شركة اتصال تُعينه ولو بما يكفي لعقد المدرب الذي وزنه أثقل، وإن قدمت الإدارة أسماء جيدة وهرب من هرب وفاوض من خلف الإدارة ألف سمسار. المحصلة الأخيرة لتلك الأشياء ـ مجتمعة ـ أن الاتفاق يفرح بالتعادل، وبمنطقة وسط الأشياء، فلا يصعد أكبر بثقة جيل من كان ويفضل الراكد، وأقصد وسطية العمل وفق المتاح وبالتالي الإنتاج وفق المتاح، أيضا لم يسوق أشياء الاتفاق بشكل الـ"نهم"، وإلا لكان قايض شركة اتصال أخرى دون أن يكتفي بمن عرض وسحب عرضه من على طاولة الاتفاق، ولم يضف أعضاء شرف جدد يأتون في "طليعة الصرف"، ويرفض سياسة أن يبيع عقود لاعبين ويقوم بالتخديم على سلعته بما يجمع مال "ترف" أكثر، وبالتالي قلت ما أعلم، وفق متابعة عن بعد لاتخالف كونه الآن الوسط وليس القمة أو القاع، أرجو ألا أكون تجاوزت عدل المقال، ولكني أحب هذا الاتفاق كما عرفته، وأسأل: هل قل تعصب من شرق له؟ ومن شرق هذه كافة "النواخذة" كرة أو مالا أو حبا.. غداً نلتقي بإذن الله.