جمعتني به عدة أشياء، فيما كنا نحاول ما يمكن تقديمه من صحافة، ولأنه يجمع الحكمة والعلم كان لايبتعد عن فريق العمل الذي تحت إدارته بأكثر من كونه الرجل المؤثر في بيئة عمل تجمع الطموح والعراك على تقديم مايذكر ويبقى، لكنه لم يكن ينسى الإنسان داخله، ولا ما يصب في سياق الخُلق الجمّ وكرم التفاني مع أحد عناصر فريق العمل الذي بطبيعته يتفق ويختلف يوميا حتى ينتج ماتراه الصحيفة مستهدف ما يرقى للقارىء، وعلى رغم كون طاقته أكبر وزع جهده باقتدار على كافة الأقسام وزملاء العمل، لم يكن فظا ولاغليظ قلب، لم يكن ذلك المنتهز، لم يكن ذلك المتسلط، لم يكن ذلك الواشي، كان يجمع ولايفرق، ويضحك في ممرات ما نحن من " عكاظ " الجميلة، تلك التي قدمت للصحافة السعودية عشرات الكفاءات، وفيما كان من العلم " الدكتور"، لم يكن أكثر من محرر يرى الأشياء بعناية فيما يدير الرياضة وينتقل للتنفيذ بغض النظر عن مناصب ما كان ولو في مهنة نعلم كوراقين أهمية من يتدرج فيها باقتدار، وكم تباينت في وجهة النظر معه بانفعالات " علي الشريف "، التي بقيت في زملاء مهنة كثر أقتسم معهم الصحافة من أجل الصحافة، فيما قليل يبقى الوفي والكريم ومن على حق " الخلق الرفيع "، ولو كتبت هذا المقال وكان رئيسي في العمل لشككت في نزاهة المقال، ولكني أكتب على بعد 15 عاما تقريبا بعد أن غادرته كرئيس وبقي الأخ والصديق والمعدن الثمين والنادر والأصيل الذي لم يتغير بضحكاته المفرحة التي غالبا ما تذلل المشكلة للآخر تلو الأخرى. من صداقة الناس أن لاتخلعهم منك ولايخلعونك من ذاكرتهم، هي أن تبقى فيهم ويبقون فيك، فما بالك بمن يؤثر إيجابا ويدفعك وغيرك للتقدم نحو ما أفضل، وصاحبي هذا لايتخلى عن أحد " أتذكر دعمه لمحرر متعاون حتى أكمل الجامعة وصار الدكتور "، فهو لا يبخل بما لديه من أجل زميل مهنة أو قريب أو بعيد، وهذا والله ما أدركته في الرجل الذي على مشارف القلب دوما وأبدا فيما يثنيه المرض الآن، وهو الذي يشعل الأمل في عكاظ الريادة والنادي التي كسرت الطوق بعد نضج إشرافه على ما كانت وأصبحت، الجامعة وعدة مناصب لم تكن تبدل من طباعه، ولاتجعله المتكبر ولا من يرى الناس بنصف عين الأقل، بل النصح والإرشاد وهذا لأدبه وكثرة علمه، وفعلا " من كثر أدبه رق طبعه "، قد تقول من هذا " المقال" ؟ فيما أحزن أن تأخرت في الثناء عليه حتى لحظة أن يكرّم الآن في وضعه الصحي الذي أتمنى أن يكون أفضل حالا في مقبل الأيام، ولكنه أنا " المقصر"، فيما يكرّم الدكتور عثمان عبده هاشم من لفيف إعلامي يحبه ويجله ويقدره غدا ومن باب الوفاء المقصر، فيما كان يفعل لنا السعادة، والتواصل، والتوجيه، والقدوة، ولو لم أكن عملت معه - عدة أعوام وتحت إدارته - لما أدركت صفاته ولا طباع الرجل المبدع فيه، التي تفوق حجم نَصَ المقال ولكني أكتب ما قل ودل وبتقصير لاينصف، فيما كتب المقال قبلي عدة أفراح، وكان الركن الجميل في صفحات عكاظ الرياضية كمشرف عام وكوجهة نظر بل ساق لهذه الصحيفة " الرياضية" عدة رؤى جميلة وممتعة أحزن أن لاأراها تتكرر الآن، وأستلهمها من باب مزيد المعرفة من كثيره الذي لم تمهله الجلطة في مواصلته، وليس الثناء أقصد بقدر ما الدعاء لرجل مخلص في سياق ما أوكلت له من مهام عملية في مجاله التعليمي الحكومي أوصلته عميدا لكلية علمية متخصصة، وفي ما أنتج من زملاء مهنة يمارسون الصحافة الآن كان لهم المرشد والموجه ومن فعل لهم ومن أجلهم أخيرا، فلا أملك له سوى الدعاء من قلب يحبه، والثناء المقصر، والمقال الذي يقف على حزن في تكريم زميل عزيز ألم به المرض، وهو الذي تفانى كثيرا مع – أغلب أعرفه - ومع ماكان خيّر دوما وأبدا، وأسأل الله العلي القدير أن يشفيه ويعافيه ويحفظه لـ " فارس" وأشقائه، فكم أسعدنا وكم ساعدنا وكم وجه وكم لم يكن ذلك الفظ ولا غليظ القلب، بل المستبشر دوما وأبدا بالخير للجميع. إن من العدل أن لانبخس الناس أشياءهم ومنه أن نذكر الجيد ويبقى، ولو قلنا الحياة، والانشغال، والكسل، وما تباينا من رؤى، ولا أن نكون بهذا النكران والجحود لمن وضعونا في إضاءة وأخرى من خلالها ما نسير ونتواصل، وعثمان عبده هاشم أحد أهم وأندر من عملت تحت إدارتهم " وأعتز به "، وقدم لي الكثير في مهنة صعبة المراس في " المتاعب " وقد الرئيس المتعب ولكنها معه لم تكن سوى التفاني والتقدير والإخلاص والرئيس " البسيط المرح ويفهم "، بما أقل تكاليف ما يغضب وما يثير ردات فعل الناس.. أدعو له من قلب يقدره ويحبه بالشفاء العاجل، فيما أُكمل بادرة الزملاء الإعلاميين الذين يشاطرونني ما أجمع عليه أغلب من عرف الدكتور الإنسان عثمان عبده هاشم، ولو من خلال هذا المقال السريع الذي لايفي ولايكفي ولا يُثني كما يجب، ولكنه علمنا الوفاء وبادر أكثر منا، وكان اللطف وكان من التقدير ما يجعل الآخر يعلم أن رجلا بحجمه قدم الكثير بصمت ودون سفسطة أو رياء أو سمعة، كونه الغيور المتعلم الذي يتواضع ويجيد ماذا يفعل لمن من ود وخير ومؤازرة وكيف، بعيدا عن ما يضر الناس أو يخدش كرامتهم..غدا نلتقي بإذن الله.