أسوأ ما في الرياضة العربية أن المنتمي لها بلا " حقوق إنسان "، لاعبا كان أم إداريا كالمدرب واللاعب وقد رئيس الاتحاد الوطني الذي يكتفي بالصراخ إن حلت به " إهانة " فهو يدور وينتهي في جدلية مال وعقد وشرط جزاء وعدم صلاحية وابعاد أو فسخ عقد في قَناعة مَطّاطة، والاهانة التي أقصد أن " لايعجب من أعلاه فيطرد " أو يقصى من خانته أيا كانت، ثم يتداوله الاعلام بين مؤيد ومعارض، ولكن العادة جرت على أن يستباح دمه بعد خلع هندام المنصب أو الخانة، فيما كانتا تشفعان له ببعض الود، ومنها أن يتنازل اللاعب المبعد عن جزء من حقوقه لأن النادي يمر بأزمة ديون لاتنتهي فيستغل اللاعب تحت بند " الولاء" ويتنازل عن كم 100 ألف، فيما قد لو طلب خلال ركضه مع النادي سُلفة ما قد يوقع عشرات الاقرارات، وأقول " سلفة " لكون اللاعب العربي يتكىء بين الهاوي والمحترف ويتسوق كبقية المواطنين، فيما لو كان الرئيس لاتهم بالسرقة بعد المغادرة، ولو كان المدرب لنعت بما أسوأ من الهزيمة التي تصل بأمره أن تلقى عليه الفوارغ، وكثيرا ما تقرأ عبارة "حاربوني"، وعشرات منشتات الصحف التي تشير إلى تنسيق لاعب فجأة فيما قد لاتبرهن تنسيقه تقارير ولكن رغبة من مدرب أو من رئيس ناد عربي قد لم يُلمح له ذلك اللاعب في ثنايا " مدح عابر "، فيعتبره السافر الذي يجب أن " يغشى " عليه من منصبه أو " يقضى " عليه أو " يرميه " في الشارع، وكم ضحايا مثل هذا التقادح بين اللاعب والرئيس وفق ما عشت بين هذا الرياضي من عمل في صحافة رياضية قاربت مدتها على الـ 23 عاما، ولو سردت أسماء لما أنكر " ربع جيل أعرفه على الأقل" أما كيف يحسب الأمر فعلى النحو التالي، الاعلام يرى أنه كما مدحه قدحه وأهانه واشار إليه دون اعتبارات ما " ناس" فيما النادي أو الجهة الرياضية مهما كانت ترفع شعار التغيير " والتباين في وجهات النظر " التي قد تصاحبها التهابات عدة وتهديد ووعيد بكشف أخطاء وقد ممتسكات على المغادر، ثم أن " الرياضي" لايفعل تلك الحفلة كبقية المواطن ويستحصل حقوقه أو يشتكي " وأعلى خيله الذي يركبه " أن يتجه لاتحاد اللعبة الذي يهمه عدم الشوشرة وقد يميل الى سياسة " التراضي" حقنا لدماء من بعد هذا الضحية فيصمت أو - تصمت ان كانت رياضية - وينتهي الأمر على لاكرامة ولو قايض المال العدل، وأتحدث عن أغلب الرياضيين في الوطن العربي الذي لم أسمع بحالة حقوق انسان رياضية واحدة أنصفته فيه أسوة بمعلمة أو بمطلقة أو بزوج عضت زوجته أذنه, أو طلاق لعدم تكافؤ النسب كما في دول العادات والتقاليد التي لاتقر الأنظمة بل الاعراف، يقول مناف أبوشقير لصحيفة الرياضية قبل عدة أيام أنه تنازل عن بعض حقوقه تقديرا للنادي وجدول البعض الآخر منها، وأن مرتزقة حاربوه، وقبله كم ألف لاعب غادر من أنديتنا الكبيرة بذات الطريقة، فيما أهين ياسر القحطاني من جمهور كويتي عريض وتوقف الأمر لدى " اعتذار "، وقس على ما تنازلات الرياضي العربي الذي لاتقف خلفه حقوق انسان مالم يتضجر ويتألم وقد تتحول أزمته إلى " الرأي العام " عندها يكون الحراك الذي مع الكرامة ورد الحقوق وتسجيل الموقف . وبزعمي أن القوانين الرياضية - إن وجدت - لاتكفي ولا حتى التظلم لجهات أخرى, مالم يكن من شأن الاتحاد العربي بكافة أنواعه تدخلات شتى في هذا الشأن وسن عقوبات وقبلها شرعنها من فيفا الذي بدونه لايعترف أحد بالآخرين ولا برياضتهم، فلا تكفي عقوبة العام كوقف من جهة داخلية ما لمعلق أهان حكما وقبيلته، وتسبب في شوشرة وأذى نفسيا لم ترافقه حقيقه، فهذا شأن جهته الداخلية، ولكنها ليست حق هذا الانسان عليه ولا حق شريحة كبيرة من الناس ينتمي وينتمون له، وإن كان يثمن لجهته احقاق الحق ولكن العقوبة لاتكفي، الأخطر من ذلك أن تحشر الرياضة حشرا في طائفية مقيتة - من مهما كان - ليتحول أمر الرياضة إلى السياسة ومن باب " تصفية حساب ما " قد يرتكبه الفرد أو الجماعة حتى لو كانت " قناة" أو إعلام ما، يطول شرح فكرة " الأنسنة "، وقس على من يقد قميص شخصية اعتبارية في اتحاد، أو يشهر بمحام عمل في الرياضة، أو يحاول تقليم أظافر " آخر " من شباك الرياضة أو قد " يتعنصر" .. ولكني أقف هنا حتى نلتقي غدا بإذن الله.