تباينت قراءات عشرات النقاد ـ الفنيين ـ الخليجيين حول من ومن أو ذلك "النهائي"، وقبله كل مواجهة وأخرى، ولم تظهر الدورة "شتالي" جديد، ولا من يقترب من أمر أن تستمتع بتحليله، ودعني أحاول الإنصاف لأقول قليل يمتع ولكنه لا يلامس تشخيص الحالة بدقة، ولا يتدخل في "طيات" ما لم تشاهده كمتفرج على المباراة من حيث "مواضع كل مدرب من أسرار أو عنصر مفاجأة للخصم ويصدق أو يصيب الحقيقة"، وهذا سباق في جانب آخر على هامش الدورة لم ينجح فيه كثير, ولو "القليل" الذي أبقيت له خط الرجعة، هذا رأيي طبعاً فلا تغضب، وقد أكون بحثت عن "عملة نادرة"، ولم أجد فيما أثق في أن لاعبين كبار يجيدون شرح كرة القدم ولكن قد لا يصل الشرح الـ"الفني" بما يكفي إما لاستخدام اللهجة أو لعدم اكتمال الجملة اللفظية بشكل واضح ومفيد، فيما سألت نفسي عن هذا القليل الذي يتحيز له المقال لأجد من يسد رمقي في "يوسف خميس" مثلا وليس بدرجة الـ100% ومعه خالد الشنيف وقد أكثر من عنصر لا تسعفني حرية النط من قناة إلى قناة إلى أن أمنحهم حقهم الكامل من الـ100% وأفضل أن أبقى في من تابعت وشدّ وليس في من تَصدق رؤيته ولا رؤيتي فيه، ومناسبة مثل هذه ـ الانتقائية ـ للمقال أن " توقع النتيجة ليس التحليل ولو صدق، وأن الرأي ولو كان مهماً ليس التحليل، وأن الأماني ليست التحليل، وأن من لا يشجع من ليس التحليل، وأن الإعلامي ينقل واقعاً، وأن ليس كل من عمل في المجال الفني أو التدريب يستطيع أن يحلل، ولا أن يكون الناقد بشكل جازم وتجمع عليه"، فخبراتنا كلاعبين لا تعني "المدرب الجيد"، وثقافتنا كإعلاميين "لا تعني المحلل الفني في كرة القدم"، وقس على ذلك ما تعتقد القناة وتقدم ويعتقد الضيف ويرى نفسه "ملهما" في كافة المجالات، وتحدث الأزمة في صدد كهذا وفق "تشابك الأشياء في القناة والأخرى" إلا ما ندر، وندر هذه تلك التي تحدد "الأستوديو التحليلي" وفقرته وتنتقي وفق شرط التحليل " من يحلل ماذا " وفق إرثه وفهمه وتخصصه وثقافته بل وحتى هل يجيد شرح أمر ما حدث بعناية أم لا، فيما الـ"متشابكة" تضع كافة الأشياء في "فاترينة العرض"، فيتدخل الرأي والرأي الآخر ليهدرا دم الحقيقة/ المتعة، كيف فاز مدرب على آخر وأين نقاط القوة والتراجع، ومدى دقة ما اتخذ كل مدرب من إجراءات واحترازات لكي لا يقع في فخ الآخر، وغالبا ما يخلط اللاعب القديم " الذي يحلل الآن " ما كان يفعل كلاعب مع ما يحدث "الآن" في منتخب بلاده، وكأن الأمر "شاهد العيان" وليس من يفند الخطأ أو الحالة أو حتى "جودة الفعل" ليخبرك ماذا حدث كمتلق تشرب الشاي أمام التلفاز فيما " تنطبع" وتقرر وتريد أن يؤيد هذا أو ذاك من المحلل الكبير رأيك الذي ليس التحليل ولكنه على الأقل "ما فهمت" من حدوث الهزيمة. أمر آخر أن "الناقد" أدوات، وتكنيك، وفهم، وقراءات، وأطنان من " العلم " وبالتالي يأتي رأيه كالضوء الشديد الذي ينير لك زوايا من "خدعك"، ليس هو الذي يدلي بكافة الآراء في كافة الأشياء، كون "كل ذلك" أو "قيمته" تجعل له مكانة مع نفسه تحسب عليه ماذا قال، وهل صحيح، وكم كذب، وكيف أنه يعلم أن النقد لا يرحم فيما يعدد محاسن ومساوئ الأشياء في ذات الثانية أو الدقيقة أو الساعة من تقييم الأشياء بعدل. وبالتالي قلت: لا "شتالي" جديد، ولو لم يكن المدرب الفلتة كـ"مورينو" ولكنه المحلل الذي يقرأ خلف الأشياء من ذاكرتي التي لم تجعله يغادرها منذ "أوربت"، فيما يوسف وخالد يكرران ذات الدقة بلهجة أبسط وعنف أقل ولا تشدد أو ردة فعل عصبية كما يذكر في السياق دوماً عبدالمجيد الشتالي.. قد أكون رأيت الأمر بهكذا "انطباع" وأطلب منك أن تقف لدى "من" يحلل وليس يتحدث بارتباك، وليس يصف، وليس ينطبع، وليس "فتوى" كافة الأشياء.. عندها تعلم أن التحليل لمشهد كرة الخليج لم ينجح هذه المرة باقتدار ولو غرّتك الـ"حشود"، وما تداخل، وما يصف المباراة كانطباع وهذا حقه ورأيه وشهرته وله كافة ما يريد ولكنه ولو على الأقل بالنسبة لي كمشاهد ليس الـ"محلل"، كما ليس "الناقد" الذي، ولا المٌقيّم، فيما ينسى منتخب بلاده ليصف الأمر بتجرد.. كم شاهدت من رفعوا أيديهم تضرعاً بالفوز بعد كل تحليل..؟ غداً نلتقي بإذن الله.