طلب مني أحد القراء "أن أبسط ما أكتب" فمن هم في سنة ـ أولى صحافة ـ على حد فهمي لرأيه، يعلمون أن البساطة تمنح المتلقى أكبر قدر من عملية الفهم " ـ وهذا صحيح ـ ولكن لا أعلم أي درجة من البساطة أكتب وتوافق طقسه ومزاجه وفهمه، فيما الذي أكتب لم يكن " كلاماً عربياً" في رد قارئ آخر، قد يكون ذات الشخص فيما نسي وضع اسمه، وهذا من حقهما علي، فنحن نكتب للمتلقي وليس لأنفسنا، ولو كان رأيي يخالف ما ذهبا إليه، فاللغة هي اللغة، وما يميز كاتباً عن آخر فكرته وأسلوبه، أتذكر قبل عشرين عاماً أنني تلقيت ذات "الرسالة/ خطية" التي تدعو للتبسيط، ولكني سرت في مقالي بذات الأسلوب واللغة ـ وحاولت ـ فَعَرَّفتني ـ الكتابة ـ على وسط رياضي بأكمله، واجتهدت فيما أنتج من عمل "صحافي" حاولت من خلاله أن أكون المهني، وقصرت دون شك ولكن في الأخير، كسبت معرفة ـ أصدقاء ـ ومهنيين كثر من خلال" كل ذلك"، ولم تكن اللغة ولا التعقيد الذي ذهب له القارئ ـ لأهمية رأيه لي ككاتب أعلق ـ في رده الإلكتروني حاجزا للتواصل، فيما ما أكتب أزعم أنه ببساطة "عربي / فصيح من منهج سيبويه وله به وراثة ما" وهكذا يزعم عشرات المصححين في عدة صحف ومجلات عملت بها ويتعقبون كافة ما يَكتب كتاب الرأي في كل مطبوعة تنقيحاً وتصحيحاً وقد حماية لثغر من ثغور رؤساء التحرير، وأبقي للقارئ الكريم حق المطالبة بأن يفهم ما أكتب ـ ولو أجهدته ـ مع وعد مستقبلي بأن أكتب الأخف والأرشق وما قد يصل، وفي ذات السياق أدون طلباً بسيطاً أعتبره ـ حق للكاتب ـ في أن يخاطب بما أرق وأن تذهب أدبيات الرد لما ليس "التقزيم" كونه ليس أصغر، كما ليس أكبر أيضا، طالما الهدف أن نقرأ المفيد، فلهما أن يقولا رأيهما دون شك وفق أسلوب يخالف "مايتهكم" كتلك التي عبارة: "حتى سنة أولى صحافة ..." ، وعموماً قد أكون من أخطاء الكاتب الذي قد " لايقيس حجم النّص على المتلقي " أو ذلك الذي " لايسدد ويقارب لأنه انشغل بالفكرة " ـ من باب تخفيف وزن الجملة ـ فيما الأسلوب وجه الكاتب الذي يعرفه من خلاله المتلقي .. فقط آثرت الرد على ما نبحث عنه من " كنز" ككتاب وهو القارئ الذي يتفاعل ويرسل ويستقبل وندور معه في فلك ما لايخدش ولايسيء. مثل هذه الفكرة " الرد"، جعلتني أتذكر كم تأتي ردة فعل أغلبنا سريعة فيلخص الأمر في عبارة ساخطة، ومثل هذه طبيعة بشرية، فمن لايغضب " أشبه بالمستحيل"، في زمن باتت فيه الأشياء متكشفة، والضغوط الحياتية متراكمة، وقد تكون ساقتنا مثل ردات الفعل هذه أن نطلق آراء ليست في مجملها "الحكمة، ولا الحل، ولا ما نتمنى أن يحدث"، وقس على ذلك مما اتخذ من قرارات عدة في حياتنا، ومن "مقالات" قد تعلم أنت ككاتب أنها المتعجلة وغير الرصينة ولا أيضا المبسّطة، وتتراجع ولاتتراجع، فلو قسنا ما كتبنا وجانب الحقيقة ـ حتى لو لم يفهم أو يصل ـ وقسناه بما اعتذرنا لو جدناه " قليل"، ومع ذلك خطر على بالي كم قرأ مقال الجمعة "حل الواجب" والذي نشر في أخيرة هذه الصحيفة "الرياضية" ولم يصل لفهم القارئين الكريمين، كانوا حتى كتابة هذا المقال المبيت بيومين " 390 " قارئاً ولم يتركوا العبارة الاستياء، ما يعني أن صمت 388 يصعب تفسيره، في وقت أفرح فيه بالرد ولو بزيادة "واحد"، فكم يستفزني عدّاد قراءات الزملاء الكتّاب في ذات الصحيفة وهم يقفزون لكم ألف وألف فيما أدور في فلك المئات القليلة، أسوق ذلك من باب التدليل بـ " بتعقيد ما أكتب"، وقد صعوبة الأسلوب، وليس بساطته وقد عدم توفيقي في معرفة "كم يساوي فهم المتلقي من أسلوب"، ومفردة أقل أو أعلى وتأثير وتلق، ولكنها في الأخير نقطة تحسب لصالح القارئين وليس لصالحي، فأنا مع "أقل الأقل" الذي من حقه أن يقرأ ما يراه يناسبه من لغة طرح وفكرة وأسلوب.. أنتما على حق .. غداً نلتقي.