|


علي الشريف
هكذا أحزن
2011-11-21
(هي أشياء لا تشترى)* ولن أكمل أمل دنقل (لا تصالح)، ولكنها ما فيك ولايعادلها الثمن، لا تقبض عنها الفوائد والأرباح، كونها تنبع من (أنت) من هنا قلت: مسكين هذا اللاعب يموت مرتين، أولى في ملعب وثانية في فم النقد ولأن كيمياء كرة القدم قد لاتؤدي لإكتمال حالة التفاعل لا يقاس الأمر بالمال، هكذا أثق في أن كافة من يقاتلون في الأرض لا يوازي عقيدة الموت لديهم إلا مبدأ، ذلك التعريف الذي يحركك للأمام أو يبقيك مع الجثة، ولتعلم: تمهلت كثيرا في كتابة هذا المقال، كنت ـ لا أستمتع ـ بما أرى وأسمع من ملخصات لتعثر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في حضانة أراها ـ طبيعية ـ وفق مرحلة ما يحدث، كان أن صدمت برأي ريكارد الذي قيل عنه إنه نفاه، ولكنه كان أول الذي فسّر الهزيمة وفق (اللاعب الذي لا يقاتل بضراوة فيما يرتكب ذلك مع ناديه)، قلت: هل للتو اكتشف أيقونة الكسل فيه، لماذا لم يستخدم خاصية تشغيل أخرى؟ رصدت آراء أخرى تحوم حول ثمن الأداء، وما يتقاضاه اللاعب السعودي في النادي من مقدمات عقود تذكرت في السياق ماتيرازي فيما يقوم على نطحة زيدان, لم يكن المال السبب، بلغت في الأخير ما تؤمن به وتثق وما تعتقده ولا تفعل كمقاتل لم أغفل أيضا مهارة الحظ، ولا آخر يواجهك بذات الاعتقاد، بلغت أيضا أمل دنقل فيما يقول: (هي أشياء لا تشترى)* ولو كانت الجواهر، منها أن تفرّغ هذا اللاعب من اعتقاد أو يقين ما داخله من جندي يقاتل ويقتل، لمهارته الأقل، أو لم يتقن التدريب، وهذا الذي يحدث كيمياء كرة القدم، لا يوازي فكرة الموت لديه، تلك التي يحركها فيه ـ البليف ـ أو الاعتقاد، المحرض على الموت، وبالتالي قد ينوب عن الذخيرة ولو بأشياء لا تشترى، فأنا أستبعد أن مع كل هزيمة مبرر هو اللاعب، وأستبعد أن المال ينشط أو يثبط ما فيك من قيم، وبالذات التي ترتبط بالحب، فهم يأتون من أجل قيمة (ما)، بطولة (ما)، دور (ما)، و(ما) هذه مجتمعة في أن ينتصر، ما يعني أن ما يرتكب في حق اللاعب الآن وفق عشرات التفاسير تؤذيه، هي تريده فوق الخسارة، وتضعه دون المواطنة، لا تحتكم في قراءتها الانطباعية لواقع كرة القدم، وتفسر الهزيمة بالعجز (النفسي)، هنا: (لو رأينا داخل الناس لأيقنا من نحن فيهم)* أضف إلى ذلك ما أردت من وعي اللاعب المكتسب والأدوات، مع ما تسيَّره من أخلاق أن يقاتل ويتقدم، ما يعني أن النقد لم يقل الحقيقة، فلم يفسر التعادل وفق كيمياء الكرة، ماذا تفاعل، ماذا انفجر، وجاء وفق فوضى: اشنقوا هذا اللاعب فهو لا يحب الوطن، وإلا لكان قتل، ولم يتعادل فهو الآلة وليس الإنسان، وليس ذلك الذي ريكارد فيما يفسر أمر الجند لديه ـ إن صدقوا أو كذب ـ ولو قال حديث إفك، قلت: قرأ فنجان قهوة بن العربي سريعاً واستشف الحكمة، كان يحاور أقدام اللاعبين لكنه لم يكن يرى ما تعتقد وتؤمن.. لا تكفي مهارتهم للقتال.. رأفة بهم فليس كل الجند... ولا مال.. إلى اللقاء.