|


علي الشريف
فقدنا كبير
2011-10-24
نسأل الله العلي العظيم أن يتقبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز القبول الصالح، وأن يلهمنا وأهله وذوية الصبر والسلوان، ففقده فاجعة، ومصابنا جلل، ومن الصعوبة أن تعوض الأمة رجلاً كسلطان، وقيادياً كسلطان، وحكيماً كسلطان، وكريماً كسلطان، وخبرة بمثل حجمه، وحنكة بمثل تمرسه، وحسن خلق كحسن خلقه، تلك الابتسامة المشرقة التي لم يمنعها عن مواطن حتى مات (رحمه الله).
ولن أكمل فيما أعدد مآثره، ومواقفه، وسرعته للخير، وتفانية في خدمة وطنه مواطناً وشاباً وأميراً وذا منصب وآخر حتى بلغ أقصى درجات التفاني، وتقديم الحل والآخر، وتجاوز الأزمة والأخرى وفق ما تَعلم وأعَلم وتَعلم الأمتان العربية والإسلامية، بل والعالم، من ملفات كان التصدي لها وسرعة الإنجاز لها ودون شوشرة تذكر، ومن وقت كوقته وجهد كجهده وآمال كان يضعها في المواطن ولو من خلال ابتسامة النور المشرقة تلك في محياه (رحمه الله).
لم يكن ذلك الرجل سلطان، سوى سفير دائم للنوايا الحسنة، لا تبدله المناصب، ولا تعينه المسؤولية إلا على الخير، ومن هنا تفهم كيف أحبه الناس، وكم اتفقوا حوله ولم يختلفوا أبداً، هو كافة المناصب التي تسعى إليه، وفق ما نجح هنا وهناك، وقدم هنا وهناك، وبذر وأنتج هنا وهناك، دون الزهو، دون الخيلاء، دون ما يحيط بالسياسي من منع الاقتراب، فهو في كل مرة البشوش والمرح، والمتواضع, والحكيم، والذي يقبل رأس المواطن، ويسأل عن الفقير قبل الغني وعن المريض والصغير والكبير، كان يتمتع (رحمه الله) بفن المبادرة، وسرعة حل الأشياء التي قد تبدو بلا حل، أو تشير إلى أنها أزمة معقدة لن يتصدى لها أحد، فيما ينجز كل ذلك بصمت تعقبه ابتسامة أمل توحي بما يمتلك هذا الرجل من بصيرة ودراية بكيف تدار الأمور وفق اللا تعنت أو التشدد أو ما قد يؤدي لأزمة من أجل حل أزمة.
نسأل الله العلي القدير أن يضع كل ذلك في ميزان حسناته، وأن يلهمنا الصبر والسلوان، على فقد عزيز كسلطان، وفقد مواطن صالح تدرج في مسؤولياته ليصلح ويدير ما أسندت إليه من مهام من قبل ولي الأمر باقتدار قل أن تجده في آخر، لا من حيث الدقة في التنفيذ، ولا من حيث تحمل تبعات المسؤولية أيضا باقتدار، وبما يقدم مصلحة الوطن والمواطن على ما ليس عملاً، وهذا التفاني قلما تجده، وتعلم من خلاله كم الفقد الذي تعبر عنه أحزان الأمة، بما فيها ممن ليسوا عرباً ولا مسلمين ولكنهم شركاء نجاح، تعاملوا مع الرجل وما أنيط به من مسؤولية فكان المثال الجيد للشاب والأمير والمواطن العربي الذي يبرع في أن يتحصل على مصلحة الوطن والمواطن بمهارة فائقة، وفق نموذج حضاري قلما تجده في آخر قد يصعب عليه اكتساب كل تلك المهارات ما لم يعش كافة زمن سلطان الأمير والنوايا الحسنة ودماثة الخلق، ويعاصر ما عاصره الراحل، ويبحث عن الحلول والوقت كما بحث عنها الأمير الإنسان، صعب أن نعوض كل ذلك المخزون من فهم أسرار المسؤولية.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).