|


علي الشريف
رقم 42
2011-09-19
تعتمد الفضائية ـ الرياضية ـ العربية في أغلبها على تقديم الانطباعات، وحشد الضيوف، ولا محور في الغالب، فالجميع يتحدث ثم يختلف وبشكل يجعلك ترتبك حول ما عليك فهمه، من ـ الحوار ـ ألا تحيد عن المحور، ولا يمنح الوقت لمن يخالف ذلك وهذه ناحية، الأخرى ألا تسير الفضائية في ذات النوع من البرامج التي لا تبتعد عن الروتين، فتصبح الأشياء (معلّبة)، وبالتالي تكرار المتحدث واستهلاك المعلومة بشكل نشاز، وقد توظيفها في كل مرة لتصبح متوافقة مع كافة القوالب، هنا لا أهاجم أحداً ولكني المشاهد الذي يكتب، فيما أستدعي أحد البرامج الوثائقية عن كأس العالم، كان بالمصادفة أن شاهدته عبر إحدى القنوات العربية أيضاً ـ ومن باب: ليس كافة الأشياء رديئة ـ كان البرنامج الوثائقي ينتقد عشرات الممارسات الخاطئة التي تحدث في ملعب كرة القدم، بل ويثقَّف في ذات اللحظة، كان يستغل الكم الهائل من المادة المتاحة من مباريات كأس العالم ـ كأرشيف ـ يقرأ بهدوء وفق فكرة تصب في نقد مختلف، لا يعتمد على الضيف في كل مرة، فالصورة تغنيك مع عبارة سخرية تسأل وتحاكم وتنتقد وتضحك على كبار نجوم كرة القدم، طال الناقد فيها كبار اللاعبين، الأجمل في ذلك الفيلم الوثائقي ضغط سبابته على أخطاء اللاعب، وخطوط المنتخب والآخر، وعلى أن هبات المدافعين يجب أن تقابل بالشكر, فيما يسخر بشدة من أولئك الممثلين ومن يسقطون لضربة الجزاء، ويتألمون بمبالغة، ومن لم يبرع في السقوط أكثر من براعة أن لا يفعل ذلك مجدداً، كانت لغة النص مكتوبة بعناية تعززها صورة ديجتال الواقع، جميلة تلك الفقرة العبارة التي جاءت: هنا (عليك أن تعلم أن أغبياء كرة القدم في ازدياد، وأثرياؤها أيضا في ازدياد )*!, وأن ترى حكم المباراة من جانب: (لا يتراجع عن قراره وإن ارتكب الحماقة)*!، لغة النَّص قالت ذلك، وعلى مستوى رفيع من الأسماء التي كرة قدم ونجومية ومدربين وحكّام، وكارل هاينز رومنيجية، وبريجل، وحراسة منتخب البرازيل التي تصر في كل مرة على تقديم الأسوأ، ومثل هذا البرنامج النقدي تمت ترجمته وتعرضه القناة العربية ـ في فعل ـ أعتبره من الشوارد ـ لكي لا تملأ القناة الفضاء بالثرثرة ـ وعلى نقيض وفق هذا الكم مما تشاهد ولا تفهم بين القناة والأخرى إلا من قلة لها من الرأي أحكمه ولكنها أيضا ترتكب التكرار، وفي كل حالة تقييم لاعب (ما).
كنت في كل مرة أستمتع فيها بلغة النّص أسأل: ماذا لو نعت لاعب عربي بمثل هذه الجودة/ السخرية/ النقد؟ ماذا أيضا لو كان باولوا روسي أو كلينزمان أو مارادونا فيما ينتقد بهذه الطريقة؟ ماذا لو كان الحكم؟ في وقت أشار فيه الفيلم لحادثة فريدة مع الحكم المصري قنديل، أشار أيضا إلى أغبى ممارسة في كرة القدم يرتكبها منتخب، قال الساخر: أصاب سقوط اللاعب صورة طفل إعلانية بالانفصام!! كم كان سقوطه نكتة! من هنا: قم بالتغيير، ولا تكتفي القناة بنفس المادة المعلّبة كي لا يهرب منها الجمهور.. كي أيضا تقدم لهذه العقول من اللاعبين خارطة طريق تمنعهم من الحصول على 42 بطاقة ملونة في مطلع جولات دوري زين.. إلى اللقاء.