|


علي الشريف
التوازن الذي مباراة
2011-09-05
مرحلة مختلفة وفق مؤشرات ما يحدث في الساحة الرياضية السعودية من تحولات يفترض أن تأتي للأفضل, وأزعم أنها كذلك طالما العمل على قدر من هذا التلمس للواقع, وعلى أصعدة عدة تنظيمية ومالية وقانونية وفنية, ما يعني أن ما سيرافق كل ذلك من ضجيج يقبل التباين في وجهات النظر, فيما يطرح من آراء تصنف في جانب العاطفة التي لا تحمل في طياتها أكثر من حسن الظن بما فيه من إيجاب لا سلب.
أربط هذه التوطئة وفق تحفز الشارع الرياضي لمواجهة المنتخبين السعودي والأسترالي, والتي يعول عليها كثر أن تأتي الخطوة الأهم, فالجمهور في أغلبه, وبدول عدة ينظر للمنتخب الأول على أنه أساس العمل, وكافة ما تم تشكيله من لجان وفرق عمل تحمل الرؤية وتحقق أهداف المستقبل, وأنه إن أصاب ـ وأقصد المنتخب ـ أصاب المفكر والمنظّر ومن يقوم على إدارة الفعل الإنتاجي في الاتحاد الوطني, وإن أخفق قد لا يلتفت هذا الجمهور بما فيه من عاطفة إلى كل ذلك, وأقصد ما تمت برمجته في أجندة من يؤدون مهام تطويرية لرياضة بأكملها وليس للمنتخب فقط, ما أود لفت النظر إليه: الانتصار يغلق كافة أفواه العاطفة, فيما الهزيمة تشعل فتيل الانتقاد, وبالتالي قلت: من الخطأ ألا يتجاوز الفعل الانتاجي أكثر من نتيجة مباراة خسرها المنتخب لو حدث ذلك.
هذا لا يعني أن يخسر المنتخب أيضا, وأيضا ألا يقاس أداء فرق العمل من خلال مباراة لم تتحقق نتيجتها, بل وحتى من تأهل إلى كأس عالم, فيما مرتكز ما دوّن في الأجندة يشير إلى ضرورة ذلك, ولكنها الظروف والأخطاء, حساب احتمالات ما قد لا يتوافق مع العاطفة, كل ذلك لا يجب أن يعصف بمستهدفات رعاية شباب بأكملها, ولا ببرامج بالضرورة أن يرتكز على وضع خارطة طريق تبقى وتنتفع بها الرياضة لأعوام.
قد لا يحقق فرانك ريكاردو عاطفة ما نحن, ولكنه سيجتهد دون شك, وقد يحقق أيضا أعلى ما لم يرد في أجندة الرعاية ويبلغ أعلى من مستهدف ما جلب من أجله أو ما تقتضيه مهمته, هنا يجب الفصل التام بين ما يخطط له على أصعدة عدة وبين مباراة لكرة القدم, حتى لو كانت الحلم والعاطفة, والانتصار, ما أطالب به ألا ندع الأمور تشتبك, وأن ينتقد ويمتدح أيضا ريكارد وعناصر المنتخب بحدود المباراة, لا أن يأتي التفريغ على قدر من المط ـ فيصل ـ للتسفيه من باب الغضب, وصولاً إلى ما يعطل مراحل إنتاجية أخرى, سواء على صعيد الرؤية لأهداف يجب أن تتحقق أو على حساب نسف جهد فرق عمل في سياق التطوير, لتأتي نتيجة المباراة فتلخص أمر (كل ذلك) على أنه النتيجة.
أعلم مدى أهمية الفوز, وما لدى المنتخب من طوارئ وقد تحدث, وذلك ليس كافة فرق العمل, ولا مستقبل ما قد يحدث, ولا (أين) التي يعمل من أجلها من يدير الفعل التطويري, ومع ذلك: الظروف تشير إلى نتيجة إيجابية وأقصد ما قبل المباراة.. الفوز أيضا لا يجب أن يعصف بما تم وصوله من خطوات ولا مرحلية ما يجب أن يحدث.. التوازن بزعمي أن تسير وتصل لا أن ترتبك مع الهزيمة فتعصف بكافة الأشياء.. إلى اللقاء.