|


علي الشريف
هل تراك؟
2011-07-04
لابد من نهاية، لن تتكرر، ولن تتقن أن تبقى أنت، وبالتالي أبحث عنك في (أين) جديدة، (أين) تعلم فيها ماذا تستفيد منك، الذي أقصد أن لاعبين كثر في الملاعب السعودية بل والعربية على وشك فسخ زواج المتعة بالكرة، وفي مفترق طرق (اللا وجهة)، بين لاعب لم يعد على وفاق مع ناديه، وبينه وبينه، وهذه أقصد منها أن يكون استنفد مهاراته فيه، ونشاطه فيما يمتلك من عضلات، أو قدرات، أو استطاعة لما أراد إليه سبيلا ولكنه لا يستطيع، إما لعامل القوة التي صارت وهناً، ولا تواكب متطلبات الواقع من حركة وفعل وردة فعل، أو لأن آخر أفضل تقدم عليه، واستولى بمهارته على ـ الخانة ـ التي كان يلعب فيها، هناك أيضا المسنون في الملاعب، ومن زهدوا في الكرة، ومن يبحثون عن زوجة لا يبرحها، وعن أطفال، هناك أيضا من يريدون الخلاص من الأضواء وكثرة من يلحون عليهم بالأسئلة، وهناك من صار ثريا ويرغب في تغيير مسمى وظيفته كلاعب، وقس على ما تحول، وما تبدل، ومن لا يرى في الاستمرار كلاعب كرة خلاصاً ومن يريد ويواجه خذلان الساق والساق.
الذي أقصد أن اللاعب العربي في أغلبه يقع تحت طائلة ـ المفاجأة ـ فتجده يتهاوى بعد ترك الكرة، وقد لا يكون في مأمن في الوقت الذي مرت عليه (أموال) لم يكن ليحلم بها، ولكنه يسدد كرة المال برعونة ثم يندم، وقبل ذلك قلة منهم ممن يعلمون (أين / بكرة)، أقصد ماذا سيصح غدا وفق ما خطط له بعد هذا الكم الهائل من تراكم الخبرات، فهو مدرب ولا يعلم، وإداري ولا يعلم، وقد محلل رياضي (فلته) ولا يرى ذلك فيك، فهو قد يقف في طابور أصدقائه أكثر دون قياس لحجم ما هو عليه من فكر ومن رغبة، وبالتالي تسأل عن (س) بعد عشرات الأعوام ثم تجده بجانب (ص) يقوم على تحليل مباراة، أو يظهر كمدرب مع أحد الفرق المغمورة، فهو لم يستثمر في نفسه بعد الاعتزال، ولم يقرر قبل ذلك أين سيقع عندما يقول لفريق ناديه وداعاً، وأكثرية يتحولون إلى إداريين، ويخلطون بين أمر الحجوزات والفعل الإداري المتقن للفريق، ولا يغضب مني إداريون كثر يقدمون خدمات جليلة لرؤساء الأندية على أنهم إداريون للفريق الأول، فيما لا يفعلون سوى ما يطلب منهم فقط وكحالة بحث دائم عن رضا وغضب رئيس النادي، ضاربون بخبراتهم في هذا المجال مثلاً عرض الحائط، وقد يتكرر المشهد فيما لو كان المعتزل لاعباً أصبح مدرباً، وقس على ذلك لدى الكثيرين من اللاعبين العرب الذين يعتزلون الكرة لـ (أين) لا يراها ولا يفهمها ويكابر، فيما بالضرورة أن يكون داخله رجل ناجح آخر ولكنه أساء طريقة اختياره، بل عدم اختباره بما يكفي، وتطويره، وأخذه باتجاه مستقبل ينجح فيه من خلال تراكم خبراته في مجاله، ووفق مهاراته، وقبل ذلك وضوح رؤيته وأهدافه .. فقط أسأل هل تراك الآن، أيضا هل تراك غداً؟ .. إلى اللقاء.