|


علي الشريف
الموقف يشتعل!
2011-05-30
ليست سوى (مسائل) فساد, ذلك الذي تعود عليه العالم في كرة القدم منذ 29 عاماً, فلأول مرة أكتب مقالي وأنا أثق بدرجة 100% من حقيقة مطلقة لا تقبل ـ وضع خط رجعة ـ ولا احتمالات عدم الصواب, فيما الروائح الكريهة تنبعث من (فيفا), ووفق أقوال من يشتغلون به, كالتريندادي جاك ورانر ـ أمس الأول ـ الذي دخل لجنة (فيفا) التنفيذية مبكراً, فيما يهدد: (سأقول لكم شيئاً، سترون تسونامي حقيقياً في الأيام المقبلة يضرب (فيفا) ويصدم العالم), بل قال أسوأ من ذلك: (حان الوقت لكي أخرج عن سكوتي وسترون، الأمر قادم وثقوا بكلامي), بالنسبة لي الأمر ليس جديدا البتة, فمسيرة (فيفا) لم تخل عملية اقتراع فيها من توجيه تهم فساد, ولا تنظيم بطولة ما من سوء نوايا تتبعها التحقيقات, وتقف منها لجنة الأخلاق موقف المحقق وتصدر بعد ذلك قرارات وقف, ولكنها لا تعيد الأموال التي سلبت ولا تسبب ولا تضع مسوغات القرار وفحوى الإدانة, ولا تشير إلى أين تتجه أخلاق كرة القدم, وما انسحاب ابن همام القطري أمس, ثم إيقافه شهراً وفق ـ مصادر فرانس برس ـ الذي بثت خبر الوقف بشهر, إلا أحد تلك الضرائب بل جزء من المساومات التي قال عنها ابن همام لاعلاقة لها بالتحقيق معه, قلت: لن يكشف خيوط اللعبة والاقتتال إلا من يتعرض للطعن, وبالتالي صمت جاك وارنر ـ الذي أوقف هو الآخر شهرا بحسب ذات المصادر ـ 29 عاما حتى تعرض للتحقيق عندها فقط: (حان الوقت لكي أخرج عن سكوتي), قلت: لماذا صمت كل هذه الأعوام, وهل كان ممن عليهم الصمت بقصد أو دون قصد طالما (فيفا) على هذا القدر من الفساد؟ أم أن أخلاق كرة القدم تقبل كل هذه الأعوام من عدم الكلام؟!
وحدهم الإنجليز حركوا اللعبة واللاعب هذه المرة بدهاء, لوعدت بالذاكرة لمونديال ألمانيا 2006 كانت الحرب الكلامية بينهم وبلاتر مشتعلة ولكنها بقيت حول كعكة المال ـ ولم تفتح ملفات فساد ـ فالمال هو الذي يختلفون عليه مع ملك الشمس كما نعتوه آنذاك, ولكن صحافتهم بأخلاقها أو بعدم أخلاقها من حيث المهنة, لم تدفع الأمور إلى أكثر من مقالات وملاسنات بين بيكنباور وبينه, فيما استخدم الإنجليز كل وسائل الإعلام لإظهار حقائق تم فهمها في البدء كحالة امتعاض من فوز بعدم تنظيم مونديال, ولكنها الآن وعلى أرض الواقع ثبت جزءا كبيرا من صحة أقوال رئيس الاتحاد الإنجليزي السابق تروسمان فيما كان يشير إلى رشاوى أمام مجلس العموم البريطاني, وحتى لو كان الحديث عن الفوز بالتنظيم, وعدم الدخول في حسابات المرشحين يظل الأمر أخلاقاً رياضية, ومن هنا ترقب ما قد تظهر من روائح زكية في الأيام القليلة المقبلة وفق ـ تسوماني وارنر ـ الذي يترقبه الكل, ووفق أزمة: ماذا لو لم ينافس بلاتر نفسه على عرش (فيفا) إن تكشفت حقائق تدعو لوقف الانتخابات وبالتالي اختيار ملك الشمس الجديد لـ (فيفا) بلا فساد, وقد يافطة (مستقبل) يحلم به وبنفس لواء ابن همام أو شعار حملته فيما غادر اللعبة واللاعب .. إلى اللقاء.